الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكومات العراق واللعبة القديمة

محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)

2022 / 6 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


صُنع الأزمات والتهديد بالحروب والتلويح بالفوضى أحدى طرق البقاء في السلطة أول من اخترعها (أسرة مينغ) وهي أسرة ليست من الصين بل أصلها مغولي ، نجحت في حكم الصين الكبرى لمدة ثلاثمائة سنة تقريباً
لكم أن تتخيلوا كيف لحكام غرباء أن يحكموا (أكبر إمبراطورية في العالم من القرن الرابع عشر الى القرن السابع عشر ميلادي)
اما الطريقة فهي كالآتي :
حين يموت الملك تنسحب الشرطة ويختفي الجيش وتُحَل باقي المؤسسات (أوتوماتيكياً)
ويُترَك الشعب للفوضى العارمة لمدة أسبوع ، لتبدأ عمليات السلب والنهب والحرق والتصفيات والثارات بين أفراد الشعب (أنفسهم) فتختفي البضائع وتُقطع الطرق ويشح الغذاء ويصيب الرعب كل أفراد الأمبراطورية (التي كانت عظيمة)
وفي اليوم السابع تظهر أصوات بين الشعب (يقال) أن الحرس الإمبراطوري يندس بين الناس ويرتدي ملابسهم ويدعو الى إختيار ملك جديد من نفس الأسرة (العريقة) فهي وحدها المنقذ والحامي والراعي الرسمي للأمان والطمأنينة .
وفي عصر نفس اليوم يتجمع الناس قرب القصر الإمبراطوري ويتوسلون (أسرة مينغ) أن تختار منها ملك جديد يحكمهم وأنهم -أي الشعب الصيني- جاهز لمبايعة الملك الجديد الذي يكون بمنزلة (الإلٰه) لديهم يعبدوه ويقدسوه وإن كان فاسداً ظالماً شريراً ..
نفس الللعبة رغم بدائيتها تمارسها القوى المتنفذة التي أستولت على السلطة تحت مظلة (ديمقراطية شكلية ثيوقراطية) صعدت الى كراسي القرار في فترة (فراغ سياسي) و(صدمة إجتماعية غير متوقعة) بعد سقوط نظام صدام الشمولي ، فكانت الساحة فارغة لها وحدها لتمارس التنكيل والإقصاء والتقنين ليفّصل نظام الحكم عليها ، لكن بسبب الطرق المتخلفة والأساليب العتيقة في توظيف الدين المذاهب وإستشراء الفساد من خلال شرعنة قوانين أقرب الى سرطانات تلتهم الدولة ومافيها مثل تقنين حصص المكونات وإدعاء المظلوميات والفساد الغير مسبوق وشىرعنة التنكيل والإقصاء لفئات كثيرة مع تقوية بالسلاح والمال لأنصارهم الذين صاروا فوق القانون ويفلتون عادة من العقاب ولو أرتكبوا أكبر جريمة .
فعلوا مالم يفعله حاكم في تاريخ العراق لأجل أستحواذهم على السلطة ولفترة عقدين تعتبر في عالمنا السريع (جداً طويلة) جعلت الشعب عموما يعاني التيه والغربة وضياع القيم وتدمير أسس الدولة الرصينة .
بسبب كل ماسبق صارت الحكومات في هذا النظام بمواجهة مباشرة مع الشعب من خلال الإحتجاجات والتظاهرات التي لاتنفك أن تهدأ يوماً .
مماحدى بالمستفردين بالسلطة الى اللجوء الى (ثاني أقدم لعبة بالتاريخ)
وهي تهديد الناس بالفوضى إذا ما حدث فراغ (دستوري) ، فبمجرد أن تنتهي ولاية (حكومة) نرى ظهور حركات متطرفة تهاجم وتستبيح الشعب العراقي وتزداد (جرائم الغيلة والتصفيات) ومعها ترتفع أسعار السلع وتنعدم الخدمات ، والجميع الآن يعلم أنها وسيلة ضغط ضد الأصوات التي تطالب بتغيير النظام أو الأتيان بحكومة حقيقية نزيهة تنظم وتدير البلد بطريقة حضارية عادلة ونظيفة .
تلك الطريقة يعرفها العراقيون منذ القدم ربما أستخدمها الحكام قبل أو بعد (أسرة مينغ) ، أيام الخلافات والولايات والصراعات السلطوية السحيقة حيث يتندر العراقيون في وصفها من خلال مَثَل شعبي قديم يقول (اللي يشوف الموت يرضى بالسخونة) ، لكن هيهات أن تنطلي الللعبة , فالناس الآن على مستوى من الوعي يجعلهم يعرفون كل الألاعيب ويمتلكون القدرة على التأثير بالرأي العام العام الداخلي والخارجي ، بحيث إذا واجهتهم لعبة فأنهم يمتلكون القدرة على أن يحبطوها
الأيام حبلى بالكثير وعلى اللاعبين أن يفكروا بطريقة للخلاص من الغضب الشعبي بدل أن يستهلكوا وقتهم في إدارة لعبة هزيلة تعاني الموت السريري بسبب التكرار والملل والشيخوخة
تلك اللعبة اليوم (لا تعبر) على الإنسان المعاصر الطبيعي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah


.. 104-Al-Baqarah




.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في