الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعوة للإنحلال الأخلاقي

عماد حبيب

2006 / 9 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هي دعوة للإنحلال الأخلاقي بالمعنى السطحي المتعارف عليه في مجتمعاتنا الملائكيّة، و أكرّر السطحي، و إن كان هو المعنى الغالب و الذي يخطر أولا في بال كل من يتحدّث عن الأخلاق. نحن للأسف لا نرى في الأخلاق سوى كلّ ما هو قمعي لفطرة الانسان، و الجنسي منها خصوصا. أمّا الأخلاق بمعنى المحافظة على قيم الأمانة و الصدق في القول و الإخلاص في العمل فهي تأتي في المرتبة الأخيرة التي نعاجها في باب "فبقلبه و ذاك أضعف الايمان".

لا يهتمّ أحد إلاّ ما ندر بشرطي المرور الذي يوقفه بدون سبب طالبا رشوة لكي يدعه يمر، أو شرطي الحدود الذي يسأله في المطار "شو جايبلنا معك خيّو" ، لا يهمّنا كثيرا طوابير المواطنين التي بلا نهاية أمام أية مصلحة حكوميّة و لا عجرفة الموظف الحكومي الذي يتصرّف و كأنه يجود من جيبه عليك بدل قيامه بواجبه مقابل أجره. أخشى أنّ القائمة قد تطول بما لا يسمح بادراجها هنا كاملة، و لكن في كلّ الحالات، تلك هي طبيعة مجتمعاتنا، التي لا تثور و تريق الدماء الا لأشياء أخرى بعينها.

فبقدرة قادر، تجتمع كلمة المجتمع، و قوانينه و سلطته، للدفاع عن جرائم بشعة، نسميهتا جرائم شرف، و هي أشنع من العار نفسه. كم من فتاة قتلها أخوها أو أبوها أو عمّها أحيانا لمجرّد الشك أنها مارست حقّها الطبيعي و لبّت نداء جسدها الفطري . و كم من نفذ من العقاب، أو لم يقضي الا ايّاما بالسجن و هو قاتل للنفس التي حرم الله قتلها الا بالحق. تلك هي فقط، و المصيبة هنا في تلك و في فقط، الأخلاق عندنا.

لذلك كان و لا بد من هدم هذا النظام الأخلاقي، من اساسه، فلا ضير أن يكون التسامح من شيمنا في أمور علاقاتنا الانسانية الطبيعيّة، دون أن يعني ذلك حتما دعوة للدعارة أو للشذوذ، فقط هي دعوة أن تلزم هذه الأمور دائرتها الشخصيّة البحتة و تخرج من اهتمامنا المحموم بها، لتحلّ محلّها اهتمامات بفضح الفساد و تقديس قيم الحريّة والصدق و العمل و العلم.

هي دعوة صادقة للتخلّي عن الحجاب و الدعوة له بطريقة مثيرة للشكوك و هو الدخيل على الاسلام، هي دعوة للاختلاط في المدارس و الشوارع و الأماكن العامة، للمرح و الاقبال على الحياة، فالمجتمعات التي قدّست حرية الفرد و فصلتها عن الموروث الثقافي و الديني هي أكثر المجتمعات تطورا و تحضّرا دون أن أدّعي أنها ملائكيّة، ففيها سجون و جريمة و ان كان أغلب روّاد سجونها (و هذه حقيقة) هم من المهاجرين المنحدرين منّا نحن المجتمعات المنغلقة "أخلاقيّا"، هي دعوة لاخراج هذه المفاهيم المتخلّفة من دائرة الأخلاق عموما.

قيمة الحريّة هي الجديرة وحدها بالتقديس و مصلحة الانسان فقط هي ما يجب اتخاذه كهدف، و احترام و قبول الآخر مهما كان (و خاصة ممن تعوّدنا أن نسميهم ابناء القردة و الخنازير بما هو ثابت في صحيح السنّة، أو ما ندّعي أنها سنّة) و السلوك الحضاري كاحترام المواعيد و نظافة الأماكن العامة كحرصنا على نظافة بيوتنا، تنشئة ابنائنا على تذوّق الفن بدل تحريمه، و التفكّر في الأدب و طلب العلم بدل طلب البخاري و اتخاذه كتابا من دون القرآن، هذه هي الأخلاق التي يجدر بنا أن تكون من شيمنا، أمّا عقليّة الحريم، و بنية مجتمعنا الذكوري، فهي أخلاق فاسدة، أدعوا للتخلي عنها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah


.. 104-Al-Baqarah




.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في