الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غياب الشخصية الوطنية والتقدمية البحرينية البارزة الدكتور يعقوب جناحي

نجيب الخنيزي

2022 / 6 / 27
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية



إثرصراع مع المرض أستمر لعدة شهور ،غيب الموت المناضل الوطني والتقدمي البحريني البارز الدكتور يعقوب يوسف جناحي يوم السبت 25 يونيه من الشهر الجاري عن عمر ناهز الثمانين عاما .
يعد الفقيد الراحل من أوائل الطلبة البحرينين الدارسين في الإتحاد السوفيتي وذلك في أوائل الستينات ، وقد نسج علاقات قوية مع المنظمات الطلابية والشبابية و اليسارية العربية والأجنبية المتواجدين هناك ، ومن ضمنها رابطة الطلاب السعودين واعضاء جبهة التحرر الوطني في السعودية ، حيث ارتبط بعلاقات شخصية ورفاقية مع العديد منهن استمرت حتى وفاته .
بعد حصوله على شهادة الدكتوراه في القانون غادر الفقيدالراحل الإتحاد السوفيتي إلى المنطقة العربية ، حيث عاش متنقلا بين لبنان وسوريا وكان ضمن قيادة جبهة التحرير الوطنية البحرينية ولجنة العلاقات الخارجية فيها .
تعود معرفتي المباشرة مع الفقيد الراحل إلى منتصف السبعينات حيث التقيته مرارا أثناء زياراتي المتعددة إلى بيروت ودمشق سواء بمفرده ، أو بمعية بعض الرفاق البحرينيين ، أذكر من بينهم الدكتور حسن مدن والدكتور عبد الهادي خلف وعبد الله راشد وغيرهم .
وقد جمعتنا مناسبات مختلفة في الخارج من بينها حضور مؤتمرات الأحزاب الأشتراكية الحاكمة في أوربا الشرقية ، و اجتماعات الأحزاب الشيوعية واليسارية العالمية و العربية والخليجية .
أتسم الفقيد الراحل بسعة الثقافة وقدرته التحليلية العميقة للقضايا السياسية والفكرية ، وما شدني ولفت انتباهي أنه كان يمتلك من منطلق الصدق والإخلاص المبدئي ، رؤية نقدية متقدمة آنذاك لمكامن الخلل والقصور الجدي والخطير للتجربة الإشتراكية في الإتحاد السوفيتي ، وبلدان أوربا الشرقية التي استلهمت النموذج ( رأسمالية الدولة ) السوفيتي ، وفي الواقع فأن ذلك الموقف النقدي لم يكن مألوفا في الحركة الشيوعية والعمالية العالمية ، وخصوصا في بلدان الجنوب ومن بينها البلدان العربية ، حيث لم تتخلص العديد من الأحزاب الشيوعية فيها من الأرث الستاليني ، وكان يوصم ذلك الموقف النقدي في العادة بالتحريفية أوالعداء للشيوعية والسوفييت ,
أمتلك الفقيد الراحل تلك الرؤية النقدية ( من موقع الماركسية ) ، من خلال تواجده الطويل في الأتحاد السوفيتي ،ومعايشته عن كثب للأوضاع السائدة ، واحتكاكه المباشر بالناس العاديين ، وخصوصا الشباب ، وبما في ذلك تفاعله مع تصورات العديد من نشطاء وكوادر ومثقفي الحزب الشيوعي السوفيتي الذي كان صوتهم خافتا أو مقموعا ، و مع التزامهم المبدئي بالفكر الماركسي ، كانت لديهم توجهات تتعارض مع السردية الرسمية غير الواقعية ،والتي ترسم صورة وردية ومثالية (طوباوية ) للواقع، والتي في سياقها العام تتعارض مع المفهوم العلمي الجدلي للماركسية الذي يستند إلى مفاهيم ومقولات التناقض والصراع ونفي النفي و التجاوز و التغيير كحقيقة أبدية لا تعرف المراوحة ، وهو يتعارض مع الفهم المادي المبتذل و المجتزأ السائد الذي يكرس الجمود والثبات.
غير انه بعدعقد ونصف أصبح واضحا بأن التجربة الأشتراكية في الأتحاد السوفيتي وصلت إلى طريق مسدود مما أدى إلى انهيارها ، وهذا بطبيعة الحال لا يلغي الإنجازات التاريخية والحضارية الهائلة التي تحققت ، وفي الواقع كان الاتحاد السوفيتي يعيش مرحلة انتقالية صعبة ومعقدة وغير مطروقة سلفا ، مما يستبطن احتمالات ونتائج متناقضة بما في ذلك إمكانية النجاح أو الفشل ، في الوصول بالتجربة إلى مستوى النضج و نحو أفاق جديدة ، أو التدهور العام والشامل وهو ما حصل ، وهو ما يستدعي مزيدا من التحليل والتقييم والنقد المعمق للتجربة التاريخية ، وللواقع الملموس في ظل المتغيرات النوعية الجارية على صعيد الأنساق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية والمفاهيم والقيم السائدة .
مع مطلع الألفية الثالثة الجديدة طرح العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة الذي استلم الحكم عقب وفاة والده في العام 1999 مشروعا إصلاحيا شمل جوانب سياسية وإجرائية وتشريعية واسعة ، كما تضمن اعلان العفو العام والإفراج عن جميع المعتقلين والسجناء السياسيين ، وحل محكمة أمن الدولة وإلغاء مرسوم 1974 بشأن الأمن ،إلى جانب السماح للمنفيين بالعودة إلى أرض الوطن وكذلك عودة الحياة النيابية والتشريعية ، بما في ذلك تفعيل العمل بالدستور المنقح وفقا " لميثاق العمل الوطني " الذي طرحه الملك حمد بن عيسى ، ونال الأغلبية الساحقة ( 98،4% ) وفقا للإستفتاء الشعبي العام ، كما تضمن الميثاق تشريع حرية العمل السياسي من خلال الجمعيات السياسية .
في ضوء هذه المعطيات الجديدة تسنى للفقيد الراحل الدكتور يعقوب جناحي ومن معه العودة إلى أرض الوطن في عام 2001 بعد غربة أستمرت بالنسبة اليه لأكثر من أربعة عقود ، وقد قمت مع مجموعة من الأصدقاء بزيارتهم وتهنئتهم بالعودة ، وبالمشروع الإصلاحي المطروح .
وقد شارك الفقيد الراحل في تأسيس المنبر التقدمي كما انتخب عضوا في أول لجنة قيادية تشكلت فيه ، وعلى الصعيد المهنى كانت آخر وظيفة له مستشار أول .
للفقيد العديد من المشاركات في الصحافة البحرينية ، كما صدر له كتاب حول تطور الحركة التقدمية
عزائي الحار لعائلة الفقيد الراحل وخصوصا زوجته ورفيقة دربه ونضاله ثريا فريدون ولجميع رفاقه واصدقاءه الكثر في البحرين والسعودية .
سيظل الفقيد الراحل خالدا في الذاكرة الوطنية للشعب البحريني وبين رفاقه وأصدقائه بإعتباره أحد أبناء البحرين البررة الذين ناضلوا وضحوا من اجل استقلال وحرية وتقدم الوطن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات جامعة إيموري.. كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة الأم


.. كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في افتتاح المهرجان التضا




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام