الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بسنت حميدة ضد وحوش الدين

ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)

2022 / 7 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


جريمة خطيرة ترتكبها الدولة وكل مسئول يتجاهل كل الإتهامات والفتاوى التى تلطخ الصورة الإنسانية للرجال والشباب ‏المصريين، عندما يصفهم رجال الدين بأعلى صوتهم فى وسائل الإعلام أن الذكور وحوش جنسية، لو رأوا شعر فتاة أو ‏أمراة سيفقدوا صوابهم، وينقضون على الأنثى السافرة الكاشفة لشعرها أنقضاض الحيوانات على فرائسها، هذا الكلام هو ‏ملخص ما سمعناه مرات عديدة عندما تحدث جريمة إغتصاب أو قتل ضد فتاة أو أمرأة يتصيد الإعلاميين فى الماء العكر ‏ويستضيفون رجال الدين، الذين يضيفون إثارة جنسية على برنامجهم حيث يتهمون الأنثى بأنها السبب فى أعتداءات ‏الشباب والرجال لأنها سافرة كاشفة شعرها.‏

أصبح الموضوع قضية وطنية وليست حوادث متفرقة تقع هنا أو هناك لأن وجود رجال الدين يزرعون الوحشية فى عقول ‏الشباب، ولا يوجد من يتدخل من الرجال المصريين فلاحين أو عمال أو تلاميذ وطلبة وأساتذة مدارس تعليمة وجامعية، ‏هذه أكبر وصمة عار على الرجل والشاب المصرى الذى يسمح لنفسه أن يسمع بأذنيه ويشاهد بعينيه الشيخ الدينى الذى ‏يتهمه بالوحشية ويسكت ولا تثيره الغيرة على النفس الإنسانية التى ترفض كل الآلهة أن تتهم الإنسان بالوحشية الجنسية، ‏لكن المجرمين المطاردين من القانون الذين يقتلون النفس البشرية ويعتدون على حرمة الأنثى ويغتصبونها، هؤلاء الذين ‏يستحقون العقاب القانونى ويستحق كذلك كل رجل دين خرج فى وسائل الإعلام وأتهم الذكور بأنهم وحوش يسيل لعابهم ‏لرؤية الأنثى، لم يحدث هذا فى السنوات الماضية لكن اليوم فى غياب الهيئات القانونية وضياع هيبة هيئات الدولة ‏المسئولة فى الدفاع عن جميع أفراد المجتمع بلا أستثناء.‏

إن تجرأ هؤلاء الشيوخ على التدخل السافر فى وصف الرجال بأنهم وحوش آدمية.. الجنس هو طعامها اليومى، مثلما هو ‏الجنس طعام هؤلاء الشيوخ الذين يتعلمون أن الدين هو الجنس وعليهم حماية المجتمع من المرأة التى تثير لعاب الشيوخ ‏قبل لعاب بقية الذكور، إنها مأساة المجتمع المصرى المفتوح بكل حرية أمام هؤلاء الشيوخ ليقولوا كل ما يريدونه دون ‏محاسبة لا من هيئاتهم الدينية ولا الإعلامية التى تصدر منها تلك الإهانات للذكور دون دفاع عن خلقة الله سواء ذكر أو ‏أنثى.‏

بسنت حميدة رأيتها مع زميلاتها اللاعبات الآخريات يرتدين الزى الرياضى وسط جموع المشاهدين، ومع ذلك لم يرى أى ‏مشاهد أن أحد الشباب أو الرجال نزل مندفعاً من المدرجات ولديه فوران فى مشاعره وأهتياج غريزته الجنسية يريد أفتراس ‏بسنت حميدة أو زميلاتها اللاعبات، ولم نسمع أن أحداً من المشاهدين أغتصب أو أعتدى على أى فتاة ترتدى مثل هذا ‏الزى لا فى الشوارع ولا فى الملاعب، الجميع فى أنحاء العالم يشاهد تلك الأزياء الرياضية سواء فى التنس أو السباحة أو ‏فى سباق الجرى، الزى الذى رفعت به بسنت حميدة رأس كل مصرى ومصرية وليس فقط رأس مصر بفوزها بالميدالية ‏الذهبية، وبكل أحترام وقف الجميع بالآلاف فى الملعب الرياضى أحتراماً لعزف النشيد الوطنى المصرية تحية إجلال وإحترام ‏للإنسانة صاحبة هذه الملابس الرياضية بسنت حميدة التى أدخلت السعادة والفرحة فى نفوس الملايين من المصريين.‏

لكن الشيوخ لا يعرفوا النظرة البسيطة والنظرة الأخلاقية للمرأة لأن أفكارهم وعيونهم مريضة بالجنس الدينى، لأنهم لا ‏يملكون أخلاق ولا قيم يستطيعون بها ضبط غرائزهم البهيمية التى وصلت لدرجة الحيوانية وأنهم أصبحوا بل تطوروا ‏وأصبحوا مثل بقية وحوش الغابة الدينية التى صنعوها ويقومون بتدريسها وتعليمها للنشئ والفتية والشباب والرجال فى ‏المدارس والمراكز الدينية، حتى يخرج للمجتمع أجيالاً من البشر يقول عنهم رجال الدين أنهم وحوش لا يحترمون القانون ‏لأن معهم أعذارهم الدينية المؤسفة والقبيحة والمخجلة لكل إله يفكر بهذا الأحتقار فى خلقته التى خلقها.‏
بسنت حميدة وأمثالها من البطلات اللاتى يرفعون رؤوس الملايين من العرب الذين تخلفوا عن ركب الحضارة، وهم ‏الوسيلة لندخل فى عالم المدنية وعالم الإنسانية الذى يكرم الأنثى مثل الذكر دون الرجوع إلى الأديان، وهذا هو الطريق ‏الذى نستطيع تسلق سلم ودرجات التقدم لكن شيوخ العار يوهمون المرأة بأن ملابسها هى سبب التحرش والأعتداءات ‏والقتل وغيرها، تبرير جرائم الشيوخ التى أوهموا من قبل الذكور بها بأن المرأة هى التى أخرجت حواء من الجنة، وما دخل ‏هذا بذاك؟؟؟ وما دخل ملابس المرأة فى القرن الواحد والعشرين بملابس العصور البدائية؟؟ لا أحد يفكر !!‏

بست حميدة هى نموذج مشرف لكل مصرى ومصرية ومن هنا أرسل إليها أخلص التهانى بفوزها الكبير الذى أحسست به ‏عندما أندفعت إلى المشاهدين الفرحين والسعداء مثلها بهذا الفوز، وأشكرك أنك لم تندفعى إلى مدرجات الوحوش الجنسية ‏الآدمية من تربية شيوخ التلفزيون الذين عقدة حياتهم هى المرأة الناجحة وإنجازاتها التاريخية، هؤلاء الشيوخ الذين ليس ‏لديهم أى نجاحات ولا إنجازات فى حياتهم لذلك يشعرون بالحقد على كل فتاة وكل أمرأة يحترمها الملايين فى عالمنا العربى ‏وغير العربى الذين أٌعجبوا بالموهبة الصاعدة والسهم الجميل يحتضن علم مصر ليراها العالم ويفتخر بها كل إنسان يحترم ‏آدميته وآدميتها، أما الوحوش فحياته فى الغابة وليس مكانهم بين البشر المكرمين من الله الخالق العظيم.‏

تحية أحترام وتقدير لكل فتاة مثل بسنت حميدة مثلت مصر فى دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط ورفعوا رأسنا عالياً، ‏لتحيا مصر وليحيا شعبها فى حرية يقيم أفراحه لتعيش حضارة مصر حضارة بسنت حميدة الجميلة.‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: مقتل اللواء محمد سامي فرحات في زغرتا المسيحية يعزز


.. ترمب: الشعب اللبناني والمسلمون يحبون ترمب




.. قلوب عامرة مع د.نادية عمارة - ‏ ‏‏‏فقه تسلسل موضوعات الجامع


.. المنشقون | لماذا استقالت موظفة يهودية من عملها في وزارة الدا




.. قلوب عامرة مع د.نادية عمارة - ‏ ‏‏‏فقه تسلسل موضوعات الجامع