الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب الفكر الثوري في مصر قبل ثورة 23 يوليو- الدكتور عبد العظيم رمضان

عطا درغام

2022 / 7 / 9
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


الفكر جزء لا يتجزأ من الواقع الاقتصادي والاجتماعي لحياة المجتمع،وهوانعكاس لهذا الواقع؛فهو لا ينشأ من فراغ ،وإذا كان انعكاسًا له، فليس معني ذلك أنه انعاس سلبي كانعكاس الصورة في المرآة. وأن دوره يقتصر علي دور المتأثر.
فالرابطة بينه وبين الواقع رابطة جدلية ، فكلاهما مؤثر ومتأثر،والعلاقة بينهما علاقة السبب والنتيجة.والفكر يمكن أن ينمو بحركته الذاتية، وتصبح له حياته الخاصة في أدمغة الناس،ويصبح قوة مؤثرة في الواقع الاجتماعي والاقتصادي.
والفكر قوة يختلف تأثيرها شدة وضعفًا وفي تعبيره عن المصالح الطبقية المختلفة في المجتمع. فالفكر الذي يعبر عن مصالح طبقة انتهي دورها التاريخي هو فكر رجعي،والفكر الذي يعبر عن مصالح طبقة حان دورها في التاريخ هو فكر تقدمي بالضرورة,ومن هنا فلا يوجد فكر رجعي مطلق أو فكر تقدمي مطلق،وإنما يحكم علي الفكر في إطار مرحلته التاريخية التي نشأ فيها ، وبقدرته علي حل المشكلات التي أفرزته.
والأفكار الجديدة لا تظهر اعتباطًا، وإنما تظهر استجابة لتحديات تولدها ظروف المجتمع المادية في مرحلة تاريخية معينة تفرض انتقاله من مرحلة إلي مرحلة أخري.وبقدر صدق هذه الأفكار في التعبير عن هذه التحديات وقدرتها علي نقل المجتمعات إلي مراحل أكثر تقدمية. بقدر ما يقدر لهذا الصمود في وجه الأفكار القديمة والانتصار عليها وتحقيق التغير الاجتماعي المنشود.
ويطرح الكاتب تساؤلا : أي مقياس نستخدمه في تحديد معني الفكر الثوري الذي تعالجه الدراسة؟ في الواقع أنه لما كان التطور الاقتصادي للمجتمع المصري الحديث يختلف عن تطور المجتمع الأوربي،من حيث إنه لم يكن نتاجًا لتطور طبيعي لأنماط اللإنتاج المعروف.وذلك بسبب المؤثرات الخارجية الدخيلة عليه من جانب الاستعكار.ولما كان التطور الفكري الحديث في مصر يعتبر انعكاسًا لهذه الظروف فضلًا عن خضوعه هو الآخر للمؤثرات الخارجية.
ولذا فجاء تناول الدراسة لثلاث تيارات فكرية بالقياس الاخير: الفكر الليبرالي،والفكر الإسلامي التجديدي، والفكر الاشتراكي وهي تيارات هزت الفكر المصري هزًا عنيفًا وأيقظته من رقاد عميق وانتفضت بالوعي الاجتماعي في مصر انتفاضة كبري، وساعدت علي تحول المجتمع المصري بأساسه التحتي وبنائه الفوقي إلي مراحل جديدة علي طريق التقدم.
وفي صقحات هذا الكتاب، نماذج من هذه الأفكار التي نشأت في مصر نتيجة إلحاح ظروف اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية تستوجب نقل المجتمع المصري إلي مرحلة جدبدة من تاريخه.
وقد دخلت معظم هذه الأفكار في مرحلة التطبيق عبر نضال مرير وثورات كبري.فقد دخل الفكر الليبرالي إلي مرحلة التطبيق بعد نضال دستوري كبير في عهد إسماعيل وثورة شعبية عسكرية في عهد توفيق؛ثم استمر النضال في عهد الاحتلال للتخلص من الحكم الاستعماري والاستبدادي الذي فرضه،ودخل في مرحلة التطبيق مرة أخري بعد الثورة الشعبية الكبري سنة 1919 ،ولم ينقطع النضال من أجله حتي قيام ثورة يوليو 1952 .
كما دخل الفكر القومي العربي والفكر الاشتراكي مرحلة التطبيق في عهد ثورة يوليو ؛فتحققت أول وحدة مصرية سورية في العصر الحديث ،وصدرت قرارات يوليو الاشتراكية وما بعدها،ومورس الفكر الفاشي في صور مختلفة في جميع مراحل تطبيق الأفكار السابقة.
ةلكن الفكر الإسلامي التجديدي لم يقدر له التطبيق؛لـن المعارضة له نشات من داخل المعسكر الإسلامي نفسه الذي عاش قرونًا في ظل الجمود.
وجاء الكتاب في خمسة فصول،استعرضت الفصول الأربعة الأولي منها علي التوالي: الفكر الليبرالي،والفكر الإسلامي التجديدي، والفكر الاشتراكي، والفكر القومي العربي.
وفي الفصل الخامس، استعرض المؤلف التجربة الوحيدة التي نشأت في الفترة الزمنية لهذا البحث،وهي التجربة الليبرالية، ثم التجربتين الاشتراكية والوحدوية في الجزء الثاني من هذا الكتاب الذي يتناول فترة ثورة 23 يوليو.
وقد ألحق بالكتاب عرضًا شاملًا ودقيقًا لعدد مهم من الأعمال الفكرية التي ظهرت في الأربعينيات الاخيرة من القرن العشرين للمفكرين اليساريين ،وهي أعمال نادرة انقرضت تقريبًا. ومن هذه الأعمال"مشكلة الفلاح"و" فلسطين بين مخالب الاستعمار"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول بيان للمعارضة السورية بعد سقوط نظام الأسد


.. أول تحرك من العراق بعد سقوط نظام الأسد في سوريا




.. احتفالات في مدينة حلب بعد إسقاط المعارضة نظام الأسد


.. طائرات يعتقد أنها إسرائيلية تستهدف قاعدة جوية جنوب سوريا




.. سوريا.. انتهاء عصر آل الأسد بعد أكثر من خمسة عقود