الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العدالة والقسوة الدينيه

ابراهيم سليمان

2006 / 9 / 21
المجتمع المدني


في التاريخ الإنساني محطات سوداء كثيرة كانت فيها العدالة هي ثمن التقوى والإيمان .. ففي زمن محاكم التفتيش في أوربا العصور الوسطي مارست العقلية الغيبية المتعصبة أبشع صور الاضطهاد ضد الإنسان بحجة التقرب إلى الله وتجميع الحسنات والنهي عن كل ما ينافي العقيدة الرسمية والأمر بما تم الاتفاق عليه في المجامع الكنسية فقط ولم يخطر ببال أولئك الطغاة من الرهبان والقساوسة و الأساقفة تحقيق معنى العدالة بل كان همهم تحقيق رضا الرب كما يتصورون فقط ! حتى أن احد أمراء المقاطعات الفرنسية قام بعد أن إصابته لوثة التقوى والإيمان في أخر حياته بحرق مئات الأشخاص ممن لاحظ على سلوكهم ما يظنه فسادا في عقيدتهم وهذا ما يذكرنا بالفاسق جعفر نميري عندما أصيب بلوثة في أخر سنوات حكمه وتحالف مع دراويش التيار السياسي الديني في السودان وقام باهرا ق ألاف الأطنان من الخمور بدلا من إعادة تصديرها في بلد جائع ثم قام بتقطيع أيدي مئات وربما ألاف من السودانيين الفقراء بحجة انه ينفذ شريعة الإسلام ولم يعدم جمهورا يصفق له بحماسه .. كما لم يعدم ذالك الأمير الإقطاعي في أوربا الجاهلة الجمهور المتحمس الذي يصل حماسهم أحيانا إلى درجة اقتحام السجون واخذ المهرطقين ( سجناء الرأي ) وإحراقهم في الميادين العامة تقربا من الله .. سجناء مكبلين بالسلاسل في زنزانات مفرده ويعيشون على الماء والخبز فتكت بهم الأمراض والهموم يسحبون ليحرقوا لمجرد أنهم يختلفون مع الكنيسة في أمور لاهوتيه أو سحريه أي تهم كلها مما يدخل في باب الرأي والكلام اللامعقول بل الدجل سواء من الجلاد أو المتهم ..
وليس بعيدا ما مارسته حكومة طالبان ضد المرآة وضد الأقليات بل ضد المواطنين الأفغان كافة من اضطهاد وتدخل في حباتهم اليومية والشخصية بل والمنزلية بحجة تنفيذ إرادة الله والتقرب إلى الله ومن ثم الفوز باالجنه .. واليوم في الصومال تمارس حكومة المحاكم الإسلامية نفس العدالة العرفية فتقام المحاكم الفورية لتصدر أحكام القطع والصلب والجلد والسلخ .. وأصبح مفهوما أين ما حل حكم إسلامي ان يتبعه عداله مغالية في قسوتها لدرجة ان يتوب اكبر المجرمين والمستهترين فلا احد يتحمل قطع الأيدي في دراهم معدودة والرجم بالحجارة بلا رحمة لأول خطاء والتمتع والتلذذ بجلد المواطنين في الطرقات فيحل الأمن فعلا .. امن الرعب الحقيقي .. الذي يتفوق على رعب الجريمة بمراحل .. فعندما ما كانت أفغانستان تحت حكم طالبان كانت في منتهى الأمن الذي سببته القسوة في الأحكام والإجراءات والتنفيذ فلا احد يجروء على ارتكاب ما يتسبب في تشويهه أو قتله .. خاصة أن فرصة المحاكمة العادلة التي تحيط بكل ظروف وملابسات الجريمة تكاد تكون معدومة فلا وقت بين القبض على المجرم وبين تنفيذ حكم الله الذي غالبا هو نهائي وجذري .
بالأمس قابلت صومالي ذكر لي أن الأنباء التي تصله من أقاربه في الصومال تقول أن لا أحد يجروء على سرقة عود الأراك ( السواك ) في الصومال اليوم وان الأمن مستتب في ظل المحاكم ألإسلامية قلت له إنها حكاية قديمة ومعروفه خاصة في أوقات الفوضى .. وهي( قد ) تكون محمودة كما تحمد قوانين الطوارىء أو القوانين العرفية لمدة وجيزة في زمن الفوضى وبقواعد وقوانين لا تنتهك أسس إنسانيه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. مؤتمر لمنظمات مدنية في الذكرى 47 لتأسيس رابطة حقوق ال


.. اعتقالات واغتيالات واعتداءات جنسية.. صحفيو السودان بين -الجي




.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون:


.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي




.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل