الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعدام الذبّاح العاشق: لا تتركوه وحيدا...3/1

كريمة مكي

2022 / 7 / 11
الغاء عقوبة الاعدام


ذبحته بسكين  الاحتقار فذبحها بسكين  الانتقام،  كلاهما ذابح و كلاهما  مذبوح...كلاهما قاتل و مقتول.

قصة حب قوية و دامية بين اثنين من أجمل  خلق الله انتهت  بذبح و انتحار!

أولم يكن و هو يذبحها أمام  الحرم الجامعي و وسط الطريق في وضح النهار  ينتظر أن يلقى حتفه معها أو بعدها بقليل، ألم يكن يقتل نفسه و هو يقتلها، ألم يكن في نحرها نحرٌ له و انتحار!

و لكنها مضت إلى ربّها  و بقي في هذه الدنيا  البائسة مع الناس القاسية؛ الناس الجابنة  الذين تركوه يُتم فعلته خوفا من سكينه الفائرة!!
الناس التي ارتمت عليه بعد ذلك تُقطَّع فيه و هو مكبّل و مُنقاد  و منهار!!
الناس التي تطلب شنقه في السّاحة العامة فورا و بلا  انتظار!

ولكن كيف كانت دُنياه قبل أن يدخل دنيا الاختيار، قبل أن يختار طريق الانتقام... و هل حقّا قد اختار؟!

مات أبوه وهو صغير فربّته أمّه هو و أختيه حتى دخل الجامعة و كان من المتفوّقين و لم يُعرف له تاريخ في الإجرام، حتّى ما قيل من إشاعات تناقلتها مواقع إشعال النّار من أنّه كان يضرب أمّه و أختيه...و كان مدمنا....و كان....و كان... كذّبها كلّ الأجوار!!

لم يكن له سوابق في العنف حتى مع الضحيّة نفسها،،،و لكن كانت له سابقة عنيفة مع الحبّ،،،مع الغرام!!

قد تكون في البداية بادلته المحبّة...يعلم الله...فالقلوب أسرار و لكن بمرور الوقت وبعد أن اشتكت له تسلّط أمّها و ضعف شخصية أبيها، تبدّل الحال.

بعد أن قَبِلوه و في البيت استقبلوه و بمساعدتها في الدروس طالبوه، صارت الأم تشجعها في السرّ، على استغلال جمالها  كموديل في شركات الاشهار و ستجد وقتها، بدل الطالب الفقير، العرسان الأثرياء في الانتظار.

هذا ما فهمناه منه و هو يتحدّث بتلعثم و صوت متقطّع  الأوصال إلى القاضي الفاضل الذي عامله بحنان الأب  العطوف و خاطبه بالرّفق المنشود ليُهوّن على نفسيته الضّائعة  ما رأته من أهوال يوم النّحر و ما هو قادم عليها من أيّامٍ ثِقالْ.

قال المطعون في رُجولته أن حبيبته كانت تشكو له بُخلَ عائلتها فصار هو من يصرف عليها - على تواضع  حاله-  كما ليكبر في عينيها و ترى فيه ملامح الفارس المغوار!!

و لكنّ والديها أفهموها أنّها بجمالها قادرة على جلب أغنى الرّجال و ما عليها إلاّ الاستثمار في هذا الجمال إلى أبعد مشوار!

و هكذا كان، فقد  ذهبت إلى مدن بعيدة عن البيت لإتمام جلسات تصوير ستفتح لها أبواب الشهرة و المال و ستلتقي بأناس جدد لا يُشبهون الطالب المثابر الذي لا يملك، لحدّ الآن،  إلا جِدّه و اجتهاده و قلبه الكبير العاشق و الولهان.

كانت شابّة يانعة سعيدة بجمالها و لكنها كانت تبدو لمن يراها كأنّها غريبة عن عالم الاستعراض الذي يتطلّب امتهانا للجسد و إثارة لغرائز الكبار و الصّغار.

أمّأ الذبّاح فكان وجهه  هادئ و مريح...عندما تراه لا تعدُّهُ من فصيلة الأشرار! سبحان الله.... عندما تراه ترتاح.

أمّا صورتهما معا فكأنّهما توأم بحقّ؛ كم تشبهه  وكم يشبهها و لذلك قال لهم و هو ينحرها: ادفنوني في حضنها!!

(يتبع)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل مستاءة من تقرير لجنة التحقيق المستقلة عن الأونروا


.. الأمم المتحدة ومجلس أوروبا يدعوان بريطانيا للعودة عن قرار تر




.. بدء ترحيل اللاجئين من بريطانيا إلى رواندا ينتظر مصادقة الملك


.. الأمم المتحدة تدعو بريطانيا لمراجعة قرار ترحيل المهاجرين إلى




.. هل واشنطن جادة بشأن حل الدولتين بعد رفضها عضوية فلسطين بالأم