الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
المرأة والتغير الاجتماعي 1919-1945
عطا درغام
2022 / 7 / 12حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
كان للتطور الذي مر به المجتمع المصري وللظروف التي تضافرت بأنواعها لتخلق واقعًا يخضع لمؤثرات جديدة، الأثر علي أوضاع المرأة التي أحسَّت بأهمية دورها بعد أن أزاحت الستار عن جمودها وتخلصت من انزوائها وخرجت تشانرك في جميع الميادين متسلحة بعقيدتها وإيمانها بقضيتها لتحارب الرافضين لتبوئها المركز الذي تجاهد من أجل الحصول عليه، لتعلن من علي منبره نجاحها في تحقيق مطالبها.
وعلي هذذا الطريق الطويل والشاق،وتلك المصاعب التي واجهت المرأة في كل خطوة تخطوها، تتعثر مرة اخري وتتقدم مرة أخري، وترفض الظروف التي تخضع لها، وتعمل علي الإطاحة بها وتطالب بحقوقها، وترفع صوتها وتقدم علي قلمها وتتحدي وتتمرد مسيطرًا عليها الإصرار وقوة الإرادة والعزيمة لا تتراجع.
وإن تكاتفت العوامل لتعوقها تكافح لتتخطاها ،مستخدمة جميع الوسائل التي تمكنها من الوصول إلي أغراضها، ولإن لم يكن بالطرق القانونية ولكن بالواقع الذي فرض نفسه، وأخذ بيدها وأقنع الجميع بالحالة الجديدة التي وصلت إليها.
ومن هذا المنطلق كانت دراسة الدكتور لطيفة سالم، التي تتبعت خطواتها ونفذت إلي إلي أعماقها ولازمتها في جهادها وانتقلت معها عبر أعمالها ،ومن خلال تلك المعايشة خرجت هذه الدراسة لتطرق قضايا جوهرية أثرت في المرأة وشكلت التغييرات التي طرأت عليها.
وانقسمت الدراسة إلي خمسة فصول بالإضافة إلي فصل تمهيدي وآخر ختامي ،والفصل التمهيدي"المرأة قبل ثورة 1919" وهو مدخل يعرض عرضًا سريعًا لحالة المرأة من خلال عصور مصر التاريخية ،وأسس التحديث لسياسة محمد علي، والتجديد الذي أقدم عليه إسماعيل، والتيارات الفكرية التي ارتبطت بتحرير المرأة ونتائجها العلمية المتمثلة في الحركة الثقافية وانعكاساتها.
وشمل الفصل الأول" العمل السياسي" الدور الذي لعبته المرأة في ثورة 1919 باشتراكها في المظاهرات واجتماعاتها وتأسيس خلالها التنظيمات النسائية التي بدأت بلجنة الوفد المركزية للسيدات ،ومن خلالها تم التخطيط لاشتراك المرأة في سياسة حزب الوفد من أجل القضية الوطنية، وخضوعها للمؤثرات التي طرأت علي الحزب وانجرافها في تيار الانقسامات التي أسفرت عن ميلاد اللجنة السعدية للسيدات والاتحاد النسائي المصري، ثم لجنة السيدات الأحرار.
ومضي كل منها يعمل بالطريقة التي تتفق والانتماء السياسي، وإن تجمعت حول رغبة المرأة في المسشاركة السياسية وإحساسها بمسئولياتها تجاه وطنها وبواجبها في العمل علي تحريره والنهوض به، وشوهدت الدلائل التي سجلت للمرأة مواقفها الوطنية الحماسية، وبالطبع شكلت مسألة حصول المرأة علي حقها السياسي في الانتخاب والترشيح مسألة جوهرية في كفاحها..وبذلت كل المساعي واستخدمت جميع الطرق لتمكنها من دخول البرلمان حتي تتم مشاركتها للرجل ولكن لم يتحقق ذلك.
واحتوي الفصل الثاني"المشاركة الاجتماعية" علي المؤسسات التي أسستها المرأة للعمل الاجتماعي الذي وجدت فيه المناخ المناسب للظهور،ولإثبات شخصيتها من ناحية، وخدمة المجتمع من ناحية أخري.
وبالطبع كانت الجمعيات هي الأساس الذي اعتمدت عليه في تنفيذ سياستها، وتعددت تلك الجمعيات وكثرت وبذلت القائمات عليها المجهودات، وتنافسن في الوصول إلي النتائج التي وشعها برنامج كل جمعية، واستمرت الخطوات العملية والتحركات لتحقيق الأهداف الاجتماعية والاقتصادية؛ فطرحت المطالب التي التمست تغييرا جوهريًا في وضع المرأة علي المسئولين وفي الصحافة ،وأعلنت في الاجتماعلت وترددت في اللقاءات، ولقيت الكثير من التشجيع والتأييد وشغلت الرأي العام ردحًا من الزمن.
ويوضح الفصل الثالث" التعليم والثقافة" الأهمية التي اعتمد عليها في تشكيل وتكوين المرأة الجديدة، وفيه اتضحت السياسة التعليمية التي أجبرتها الظروف علي الاهتمام بتعليم البنات، فأنشئت المدارس والمعاهد وأرسلت البعثات.
وكان الإدراك والوعي واضحين في تلك المسألة،وقد تمكنت الفتاة من إثبات قدرتها مما أحبر المسئولين علي التوسع في التعليم..وما لبثت الجامعة أن فتحت أبوابها للراغبات في إتمام تعليمهم، فدخلنها بكل ثقة وتفوقن فيها علي زملائهن،أيضًا مثلت عملية نشر الثقافة بين النساء مهمة ملموسة كللت بالنجاح، وتهيأت لها الفرصة فحالفها التوفيق في إتمام رسالتها، وأثر المجال التعليمي عامة علي وضع المرأة وكيانها وبلور شخصيتها بعد أن تحررت من قيودها ووأدت الجهل الذي لازمها زمنًا طويلًا.
ويصور الفصل الرابع"ميدان العمل" التقدم الكبير الذي وصلت إليه المرأة بعد أن تفجرت قضية خروجها إلي الحياة العامة وانتصرت علي النظرية التي تنادي ببقائها في بيتها ،وأن مهمتها العمل داخله وليس خارجه، وتعددت المجالات التي عمملت فيها.
وفي البداية فرضت مهنة التدريس نفسها عليها، فعملت بها ونجحت فيها وتغلبت علي الصعوبات التي واجهتها، والتحقت المرأة بالوظائف العامة، ورغم التضييق الذي حوصرت به إلا أنها تمسكت بوظيفتها.
وجاء عمل خريجات الجامعة ليضع الأسس الراسخة لحق المرأة في العمل بعد أن تساوت شهادتها مع الرجل، ووضح الأمر مع المحاميات ثم باقي الخريجات.
وكان عمل المرأة بالصحافة تغييرًا هامًا لأنه أعطاها المكانة في الوقت الذي تمكنت فيه من تبني قضاياها وغرضها وإثارة الأفكار والآراء حولها.وأخيرًا نجاحها في تحقيق كثير من أهدافه.
،كذلك شاركت المرأة في الميدان التجاري، وقادت الطائرة وعملت في البوليس، وامتهنت الفن بأنواعه ، التمثيل والإخراج والموسيقي والفن التشكيلي. وأخيرًا العاملات اللاتي طحنتهن ظروف الحياة وشاء قدرهن أن يكن أسفل السلم الاجتماعي رغم محاولات التحسين من اوضاعهن.
ويبين الفصل الخامس" المطالب في دور التحقيق" جهاد المرأة في تحسين قانون الأحوال الشخصية ،ووضع حد للجنوح الذي استغلته أيدي العبث عن طريق الترخيص الذي منح في عدة قضايا أنزلت بقدر المرأة،منها الزواج ونجحت في وضع قواعد له ،وتعدد الزوجات ومحاربته،والطلاق والمساعي لتقييده والحد مما يتبعه من إجراءات قاسية، والنسل وتحديده،والمبالغة في طلب المساواة التامة مع الرجل ،ثم الثورة علي الحجاب وإقصائه، وإعلان السفور وتشجيعه والاختلاط والدعاية له، وردود الفعل علي المجتمع عامة والمرأة خاصة.
ويأتي الفصل الختامي"النشاط الدولي" ليعرض المجهودات التي قامت بها المرأة خارجيًا وداخليًا من أجل القضايا الدولية وخاصة ما يمس منها أوضاع المرأة..وقد برهنت المرأة المصرية من خلال المؤتمرات والأحداث أنها كفء لمسايرة المرأة الأوربية ، ولا تقل عنها في الرأي والفكر، ولم يثنها عن عزمها العقبات التي اعترضتها؛ فأثبتت قدرتها وأوضحت النتائج المرضية للمباديء التي نادت بها وحققتها بعد أن برزت علي الصعيد الدولي لتكون شاهد عيان للجميع لما وصلت إليه المرأة المصرية من قدرة ومكانة ورقي.
وفي النهاية جاءت الخاتمة لتسَّطر بضع كلمات حول نتائج الدراسة التي يتبين منها أنها اعتمدت علي الدوريات بالدرجة الأولي، والبحث فيها لاستخلاص المعلومات ومقارنتها للوصول إلي الحقائق.
وعلي أية حال فإن أوضاع المرأة عامة لم تمض علي وتيرة واحدة كالتي خضعت لها فترة طويلة منذ أن دخلت مصر في حوزة الدولة العثمانية إلي نهاية سيادتها عليها؛إذ كان التحرك السياسي والذي لازمته المشاركة الاجتماعية عاملًا هامًا فيما حققت المرأة في تقدمها.
كما نهض بها التعليم والعمل؛ فاستطاعت أن تقف علي أقدام ثابتة، وتطالب بحقوقها بكل قوة بعد أن دعمت موقفها بالخطوات الشريعة التي اجتازتها..ورغم قصر الفترة الزمنية من عام 1919 إلي عام 1945 إلا أن المرأة تمكنت من اكتساب النقاط في صالحها الواحدة تلو الأخري،وكل منها هي حصيلة لمجهودات مضنية سلكتها وضحت من أجلها.
ومما لا شك فيه أنه كانت هناك ردود فعل لم ترق في أعين الكثيرين وأثرت في المجتمع بناء علي التغييرات الاجتماعية لأوضاع المرأة وضحت من خلال الدراسة والتي عاقت المسيرة بعض الشيء، وذلك عندما فهم البعض من النساء معني الحرية فهمًا حاد بها عن الطريق المطلوب،ولكن مالبث الأمر أن تلاشت تلك الثغرات ليأخذ التقدم مساره السليم الذي رسم له من البداية وهذه طبيعة التغير، فلا يخل ومن هفوات سرعان ماتزول لتسجل المرأة القوز في النهاية.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. إطلاق سراح سجينات سوريات من أحد السجون
.. أسماء بالطيب رئيسة رابطة الحقوقيات
.. دراسة لاتحاد المرأة التونسية نسب قتل النساء بارتفاع ولا بد م
.. فصائل المعارضة السورية تخرج النساء من سجن صيدنايا بعد إعلان
.. المهرجان الدولي بمراكش يتوج فيلم ينعاد عليكو بالنجمة الذهبية