الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الاستسلام واستمرار المواجهة العسكرية في أوكرانيا

ضيا اسكندر

2022 / 7 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


تدخل الأزمة الأوكرانية شهرها الخامس، وسط احتدام الصراع العسكري والاقتصادي والمالي والسياسي بين روسيا ومن يقف معها من جهة، وبين دول الاتحاد الأوروبي ومن يؤيدها من جهة أخرى. دون أن يظهر أي بصيص أمل على اقتراب نهاية هذه الحرب حتى الآن. فكل طرف من أطراف الصراع ما زال متشبثاً بموقفه على أمل إلحاق الهزيمة الماحقة بالطرف الآخر.
هناك خياران يلوحان في الأفق، وكلاهما مُرُّ:
الخيار الأول هو استسلام أوكرانيا للشروط الروسية كاملة لإنهاء الحرب. وهذا يعني استسلام أمريكا وحلفائها لروسيا. وبالتالي تغيّر سريع في اصطفافات الكثير من الدول وانحيازها إلى الطرف المنتصر. فهل تقبل به دول الناتو وزعيمتها بذلك؟
الخيار الثاني هو استمرار أمريكا وحلفائها بالحرب ضد روسيا بـ«الإنابة» عبر إغداقها السلاح المتطور لأوكرانيا، والتي تقول التقارير العسكرية إن روسيا متفوقة على خصومها في هذا المجال. فقد كشفت مؤخراً عن أنواع مرعبة من السلاح الفتّاك، وربما المخفي أعظم. ما سيجعل الوضع العسكري والاقتصادي والمعيشي لكل من يعادي روسيا يتّجه نحو كارثة حقيقية؛ لا سيّما أنها تمسك بحنفيّتي الغاز والنفط – المصدر الرئيس لتمويل أوروبا - وتصرّ على بيعهما بالروبل. فضلاً عن ذلك، عدم وجود بدائل لسدّ حاجة الاتحاد الأوروبي من هاتين المادتين في المدى المنظور. وهذا بدوره سيؤدي إلى مزيد من التدهور الاقتصادي وازدياد التضخم وارتفاع الأسعار.. ويعمّق الانقسام بين دول الاتحاد الأوروبي المأزوم التي ورّطتها أمريكا بهذه الحرب. ما ينذر بتداعيات مقلقة، ليس آخرها التحركات الشعبية ضد استمرارها. والتي بدأت ملامحها في الظهور بقوة في العديد من البلدان الأوروبية.
أم أن ثمة حلول وسط تجري تحت الطاولة حالياً، ستكون هي عنوان المساعي "الحميدة" التي يقوم بها بعض الوسطاء؟
أعتقد أن روسيا لن تقبل ـــ بعدما زجّت بأغلب ما تملكه من أوراق رابحة في المعركة ـــ بأيّ صيغة للحل، ما لم تحقق جميع شروطها التي أعلنتها في بداية عمليتها العسكرية. فلا العقوبات غير المسبوقة التي فرضها الغرب عليها أثمرت كما توقّع فارضوها، ولا شعبية بوتين ازدادت انحساراً كما توهّم خصومه، ولا الروبل انخفضت قيمته. بل على العكس من كل ذلك تماماً. فقد تحسّنت شعبيته، والروبل في أفضل حالاته، ووضعه العسكري والاقتصادي جيد. ولا مؤشرات توحي بتبدّلها.
يمكننا القول وبثقة، إن إرهاصات تشكّل عالمٍ جديد تبشّر بهبوط أمريكا عن العرش، بدأت معالمها تتعزّز بوضوحٍ لا لَبْس فيه. فهل سنعاصر التغيير المنشود؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تظاهرات في جامعات أميركية على وقع الحرب في غزة | #مراسلو_سكا


.. طلبوا منه ماء فأحضر لهم طعاما.. غزي يقدم الطعام لصحفيين




.. اختتام اليوم الثاني من محاكمة ترمب بشأن قضية تزوير مستندات م


.. مجلس الشيوخ الأميركي يقر مساعدات بـ95 مليار دولار لإسرائيل و




.. شقيقة زعيم كوريا الشمالية: سنبني قوة عسكرية ساحقة