الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين المتمرد

واصف شنون

2006 / 9 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أكدت الكثير من الدراسات الإجتماعية العلمية على حقيقة هامة هي ضرورة وجود الدين بكل أشكاله وتصنيفاته ومسمياته لدى البشر ،وكما هو معلوم فإن الأنسان الأول إخترع الدين كوقاية له وخوفا ً من مجهول لاقدرة لديه على كشفه ،ولعل البعض يتفق معي على إن الدين هو الطراز البدائي للفلسفة ،فوجدنا عبر تاريخ الإنسانية القصير بعمر الكوكب ،أنبياء وفلاسفة في مراحل مختلفة تشير بوضوح الى تقدم الوعي الإنساني بوجود العنصر البشري وسيطرته على مُقارنيه في الطبيعة الحيوانات والشجر .

تركزت أديان البشر السماوية (كما تسمى ) في منطقة الشرق الأوسط والشرق الأدنى ،فيما تركزت الأديان (غير السماوية ) في أسيا والهند ،ومنتجو تلك الأديان جميعا ً هم من البشر المحتجين على أوضاع قائمة غير مقبولة ،بعضهم قرر إعلان إتصاله بخالق الكون وذلك في الشرق الأوسط ودونه،بينما إكتفى مخترعو الأديان بأسيا والهند بأن يكونوا هم الأرباب أنفسهم .

ومن خلال ما أنتجه البشر قبل عصورنا الحديثة ،نجد الترابط الوثيق بين أديان البشر و أساطيرهم،وقد بحث الكثير من البشر في ذلك الإرتباط ،منهم من فك َ الإرتباط ،وبعضهم يشتغلون به ،لكن الأديان عموما ً تتمازج فعليا ً مع اساطير الأقوام التي أنتجوها .

قبل فترة تم إكتشاف أقوام في الأمازون لا زالوا يعيشون حياتهم البدائية ،لديهم لغتهم الخاصة ،وإشاراتهم ،وأيضا ً دينهم ،فأختار البرلمان البرازيلي قرارا ً بعدم إزعاجهم بالمدنية والحضارة ،وفي ويست بابيوغني شمال بحر استراليا تم العثور على أقوام تعيش في نفس الطريقة البدائية لكن دينهم يختلف ،فقد تم تصوير طفل تم تهريبه من قبيلته الى قبيلة مجاورة ،والسبب هو وفاة أمه وأبيه بشكل مفاجىء ،وهذا دافع ومبدأ يجعل من قبيلته الأصلية أن تقوم بقتله ،لأنها تؤمن إنه يحمل أرواحا ً شريرة وإلا كيف يموت الأبوان في نفس الوقت .

شكل الدين في فترات تاريخية عصيبة في تاريخ جميع الأقوام والأمم العامل الرئيسي في تحركها ،لكن ذلك جاء بعد تحالف الدين والسلطات على طول تواريخ تلك الأمم والأقوام ،فكل ملك خلفه كاهن وقسيس وشيخ وديليلاما..،فالدين هو المهدأ في كل الأحوال والتغيرات .

أصبح كارل ماركس عدو الأديان لأنه أكد على (إن المتدين كسول ) وإن (الدين أفيون الشعوب ) ،لكنه إشترك مع الدين ومبادئه في وجوب مناصرة الفقراء ،بل ومحاربة الأغنياء الذين يعتاشون على أرزاق الفقراء ،يتفق الدين مع ماركس في حربه على الأغنياء ،لكنه لايتفق معه في غلق تجارة الدين ،وهي مؤسسات وشركات وهيئات وأحزاب دينية لايعرف ماركس نفسه إن البشرية ستنتجها .

أصبحت البشرية تعرف البوذية من خلال مبدأ (الكاما ) أي العقوبة الذاتية والتي إستلهمها ديوستوفسكي في الجريمة والعقاب ،والمسيحية من خلال الصليب حيث التضحية من أجل الجميع ،والجهاد في الإسلام .
والعقوبة والتضحية هما من المبادىء الأسايسة التي أكد عليهما الدين الإسلامي في أوائل نشوئه ،لكن التركيز تم على الجهاد بعد وفاة مؤسس الديانة الإسلامية محمد بن عبدالله النبي ،فتم فتح الدول والقارات لإكتساب المنافع والقدرات والمغانم ،ومن يعود إلى تأريخ تلك الفتوحات سيقرأ وحسب المؤرخين المسلمين ،إن الفتوحات تلك عسكرية وسياسية وليست دينية تعتمد مبادىء الإسلام المحمدي .

الجهاد في أيامنا المعاشة هو القتل بلا معنى ،والقتل ترفضه الأديان ،فليس لقدرة خلق على مخلوق ،بل وليس لمخلوق علىمخلوق بقدرة ،أين المسؤول عن الأديان ، ألله هو المسؤول ،فلندع الكلام لمخلوق ألله أن يتحدث ،فلماذا الضجيج ..؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التركمان والمسيحيون يقررون خوض الانتخابات المرتقبة في إقليم


.. د. حامد عبد الصمد: الإلحاد جزء من منظومة التنوير والشكّ محرك




.. المجتمع اليهودي.. سلاح بيد -سوناك- لدعمه بالانتخابات البريطا


.. رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يزور كنيسا يهوديا في لندن




.. -الجنة المفقودة-.. مصري يستكشف دولة ربما تسمع عنها أول مرة