الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


5 - مدخل . . فتح العقل المتصنم

أمين أحمد ثابت

2022 / 7 / 16
المجتمع المدني


س6 – الظروف . . الواقع . . المعيشة . . و الحياة

إن وقفت سائلا أي عقل منا – عربي – نخبوي أو عام . . هل هناك فرقا بين الألفاظ الثلاثة . . أم لا ؟
، ترى نظرة ريبة منفعلة – كما لو أنك تسخر منه او تضعه لاختبار يستهجنه - وبجواب سريع . . طبعا يختلف معنى كل لفظ عن الآخر – أوكي ، هات نشوف الفرق – بتأني بنظر الشك لديه بوجود نوايا خبيثة وراء التساؤل وليس طلب المعرفة ، ويتلبس التحدي كردة فعل دفاعي متحمس لإبهارك بتفاهة مسلكك بما لديه من فهم . . لم تكن تتوقعه . . أعلى مما لديك وانت تختبرني
- الظروف هي العوامل التي تحكم معيشة الناس وحياتهم ، وتعنى الاحوال الخاصة التي يعيش فيها انسان المجتمع . . . الخ .
- الواقع هو المكان لعيش انسان المجتمع فيه وتجري فيه حياته .
- المعيشة هي روتين الحياة التي يعيش ويحيا من خلاله الانسان في مجتمعه وبلده – او في مجتمع لبلد اخر إن كان مقيما فيه .
- والحياة أن الانسان حي وليس ميت ، يمارس خلالها كل وجوده ك . . كإنسان – يعني وفق ما خصه الله دون غيره من المخلوقات .

تأملوا جيدا في الإجابة – بصدق بينكم وانفسكم ، وبعيدا عن السفسطة او الفهلوة بالكلام ، وفق للفظ المصري – ألا تجدون انكم تجمعون على ذات الجواب ؟ - من الابله الذي يعتقد أن الكلمات الاربع تحمل نفس المعنى والدلالة ، كما وبدون تفلسف مقعر . . فالتعريفات السابقة وإن كانت بسيطة فهي دقيقة .

لنرى احبائي . . إن كان فهمكم التصوري والاعتقادي – واضحا وثابتا في عقولكم – بأن الألفاظ الاربعة ليست نفسها ولا مترادفة لبعضها ، أم أنكم مشوشين الاعتقاد والتصور بينهم - وهنا بيت القصيد احبائي فيما نذهب اليه في تبيان ( العقل الانقيادي المخدوع بمنتج ما نعرفه ب . . الوعي الزائف ) ، أي الموسوم بتعبير اصطلاحي آخر ب ( العقل الجامد ) الذي يتكلس داخل ما لقن له من معنى كمعتقد يرى فيه مطلقا ولا يتقبل ابدا على إعادة النظر فيه إن كان صحيحا ام خاطئا ، وهو ما يوسم عقله ب الوهم او التوهم ........

ما علينا . . معود مجددا لموضوعنا – ليكن علينا مجددا طرح سؤال سهل ، لنقل أنه تعاطفي مع الآخر . . - بمعنى عام – الذي يقع في ضائقة جاثمة عليه – حالتك لا تسر . . لماذا ؟ - يجيبك رأسا لشعوره بتعاطفك ويحتاج أن يخرج ما في نفسه من غمة وكدر ، . . يا أخي الظروف ... ، او الواقع الذي نحن فيه ، الاحوال غير طبيعية او سيئة او مضنية يصعب تحملها ، العيش اصبح غير ممكن . . أو الحياة اصبحت مهددة . . لنا او الاخرين غيرنا ........ !!!! – ألن يكون جوابكم مثل ما سبق – ماذا يعني هذا ؟؟؟ - لنرى ما وراء الكلام ، فالتعبير الجوابي لما يثقل على الصدر . . أن كل لفظة من الألفاظ الاربعة احيانا تعطي نفس المعنى لغيرها او الدلالة – لمجرد قول الواقع يعني لفهمنا أنه يقصد الظروف ، وحين يقول الحياة فيما وصلت إليه من سوء ، فإنما ما يصل الى فهمنا أنه يقصد الظروف و . . قد يقصد الواقع الذي اصبح لا يطاق ، ويقصد ايضا الاحوال التي نحن فيها لم يعد للمرء قدرة على تحملها ، وهو ما يشير لقصد أن المعيشة الراهنة اصبحت مستحيلة ، وبخلاصة اخيرة حياة الواحد منا واسرته اصبحت مهددة بالانهيار او التمزق والمهانة . . يعني الموت .
إذن ، أليس عجيبا هو ( عقلنا هذا ) ! – قد يتفلسف علينا احد ، رغم أنا اشرنا منذ البدء لا نحتاج الى فذلكة الكلام وجدل السفسطة – سيقول : هذه عظمة اللغة العربية وغناها و . . ليس عيبا في عقولنا !!!! – نحن لا نكتب هنا عن اللغة المقارنة او غنى وجزالة اللغة العربية مقارنة بغيرها - وهو موضوع اخر تماما ولا علاقة له بموضوعنا – ولذا تعد هذه الفذلكة قطعا هروبي يدل عن خواء ذهني لإخفاء عورة عقولنا المنكشفة بضمور إعاقي واشح – فمنكشف حقيقة وعينا تماما كما إفترضناه سابقا ، فمن جانب يرى الألفاظ الاربع مختلفة كليا عن بعضها البعض مفهوما ب ( المعنى والدلالة ) . . كفهم مجرد للألفاظ داخل عقولنا ، بينما نجدها تشير إلى بعضها البعض بما يجعل كل واحدة منها مطابقة لغيرها . . عند تعاملنا الحسي – أي الكلامي – الفهمي – كما اوردناه في مثلنا البسيط السابق ، والذي يعني أن بنية وعينا مبنية على حالة فصامية بين اساسها المجرد في الدماغ وبين التعامل معها ممارسة مفهومية فيما بيننا او وبيننا وبين ما نتلقيه من معرفة حوارية عبر وسائل التواصل الفضائي او الورقي ........

ربما يخرج علينا متبجحا ليكشف عورتنا في أنا لا نمتلك تعليلا مقنعا يؤكد على ما يراه منا اتهاما للآخرين ، ولنخفف من روعته . . ليعرف أنا لا نجازف بطرح رؤية او موقف او منظور إلا ولدينا ما نقف عليه لإطلاق مثل تلك الاحكام المبنية على تحليل علمي للظاهرة التي هي موضوع حديثنا – فالعقل السوي الطبيعي لا تختلط عليه البنى المفاهيمية للألفاظ . . في كلي حالتهما الذهنية المجردة والممارسية ، فالعيش والمعيشة لغة ومفهوما لن يكونا مطلقا الظروف او الاحوال – رغم الاختلاف الضمني والشكلي حتى بين العيش والمعيشة او بين الظروف والاحوال او بين العيش والحياة وايضا الوجود ( المقصود ضمنا به هنا . . المعاش ) – فلا يتكلم انسان العقل السوي بمفهوم لفظة بعينها إلا وهي متطابقة مع اصلها المجرد في الدماغ – قد يدخل آخر في جدل جديد استعراضي ، بأن بنية المفهوم المجرد للفظ ما في العقل دائما يكون متخذا طابع العموم او الشمول ، وهو عكس مستخدم اللفظ عند الممارسة يكون موسوما بالخصوص النسبي مقارنة بالأول ، ومن هنا يظهر ما حكينا عنه كأمر طبيعي – وهذا جدل بيزنطي ، تماما كمن يعرض كلاما او معنى حقا لكلمة يراد بها باطل او خداع توهيمي – حيث أن كل لفظة مفهومية تمتلك في طبيعتها ما هو عام وخاص وفردي ، بينما الخلط بين الفاظ مختلفة المفهوم هو ضرب من القصور والإعاقة العقلية . . المعلل حقيقة وجودها بتكلس عقلنا منذ عشرات القرون طويلة ماضية ، وتوقفت طبيعة عملها منذ ذلك التاريخ القديم ، أما تجدد معارفنا وثقافتنا وصولا الى الحداثة والمعاصرة فهي معرفة نقلية تلقن فيها عقولنا بانقياد ، و . . لذا نجد أن ما نمتلكه من علوم ومعارف لا تغير في واقعنا او حياتنا ، بل . . انها إذا تفحصنا اجود من فينا عقلا – بمعنى معرفة – نجد أن كل ما يهيئا لنا هو وهم خداع لشخص ذلك المرء ، حيث نجد أن كل ما يحتويه دماغه من معارف وخبرات . . لم تغير في شخصيته إلا سطحيا ومظهريا في احسن الاحوال ........

وأخيرا حتى لا نتهم بالعدمية وجلد الذات وعقدة النقص في عرقنا العربي او الوطني المحلي كيمني ، نؤكد بل ونجزم أنه في حالات فردية استثنائية قليلة الوجود والعدد من انساننا العربي ، يكونوا موسومين بخصائصهم الذاتية الدماغية - الوعيية بتجاوزهم واقعهم ومجتمعهم ببيئتهم المتخلفة القمعية للعقل من بعد الولادة ، وعادة مثل هؤلاء منبوذين من المجتمع عامته وسائد نخبه ونظام الحكم العربي الاستبدادي بطبيعته التاريخية المؤصلة تكررا عبر الاف من السنين الى اليوم وغدا ، لكونه يعد غريبا عنهم ومهددا لوجودهم . . كتهديد لتاريخهم وقيمهم وعاداتهم – تهديدا للوطن والهوية التي يتعيشون عليها كمتسيدون على المجتمع وانسانه الغارق في عقم عقله وجمود تفكيره وزيف وعيه .

لطول الموضوع ، قد نفرد طرحا توضيحيا في مقال آخر فيما يقوم الاختلاف النوعي بين الألفاظ المصطلحية المذكور آنفا ، وكيف للواحدة أن تعطي إشارة لقصد لفظة اخرى وليس للتدليل على نفسها ذاتها ، كما وما نراه مهما الإشارة إليه أن الخلط المفاهيمي في عقلنا الفصامي متأصلا في عديد مختلف الألفاظ المصطلحية وليس الاربعة فقط .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا.. تقرير أميركي يشيد بجهود البلاد في محاربة الاتجار


.. اللاجئون السوريون -يواجهون- أردوغان! | #التاسعة




.. الاعتداءات على اللاجئين السوريين في قيصري بتركيا .. لماذا ال


.. الاعتداءات على اللاجئين السوريين في قيصري بتركيا .. لماذا ال




.. الحكم بالإعدام على الناشطة الإيرانية شريفة محمدي بتهمة الخيا