الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خمسة أشياء يمكن معرفتها حول الصورة الأولى التي كشفتها النّازا

لطفي الهمامي
كاتب

2022 / 7 / 16
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


خلال يوم الاثنين 11 جويلية،تمّ اختراق السّماء ذات النّجوم بالأشعّة تحت الحمراء و بجودة عالية.لقد كشف الرئيس الامريكي جون بايدن" Joe Biden" صورة علمية للتلسكوب الفضائي جيمس واب. نرى فيها قطعة صغيرة من سماءنا بوضوح لا يصدّق، تُظهرُ مجراّت بعيدة عن الأرض بـ13 مليار سنة-ضوئية. وخلال الساعات القادمة سوف تكشف النازا عن أربعة مشاهد ملتقطة من قبل جيمس واب " James Webb" .ولكن هذه الصورة الأولى ببساطتها تستحق الاهتمام.
بداية لأنّها تبُيّنُ المسار المتّبع منذ إطلاق التلسكوب هابل سنة 1990. كما أن هذه المنطقة بالذات من السماء الواقعة وسط عنقود المجرات “SMACS 0723” كانت قد صوّرت من قبل من طرف تلسكوب "هابل" إلا أن الفرق واضح للغاية ......
التلسكوب جيمس واب لم يُنتج صُورا جميلة باختراقه للفضاء عبر التصوير عالي الدقة وإنما مكّننا من اختراق البعض من ألغاز الكون, وهذه الصورة الأولى تُبرز لنا البدايات.و حتى يتم فهم الصّورة جيّدا فان مجلة لو هففبست " Le HuffPost " ,تشرح لكم كل جزئية واردة بها ومعناها.
جزءٌ مُصغّرٌ من السماء
يجب في البداية تعريف ما نراه في الصورة، فهذا المربع يمثل جزءا ضئيلا من السماء. لمدّكم بفكرة عن ذلك أُمدد يدك نحو السماء واشر بإصبع السّبابة ثم تخيّل ذرّة من الرمّل موضوعة عليه ،هذا ما تظهره الصورة الأولى الملتقطة من قبل التلسكوب جيمس واب.
لا يمكن رؤية مثل هذه الصورة حتى باستعمال التكبير الجدير بالتعالى، وجيمس واب وحده تمكن من ذلك لأن هذا التلسكوب الفضائي يعمل على أطوال موجيّة مختلفة ، بالأشعّة تحت الحمراء. وهو ما سمح له برؤية المجرات الموجودة على مسافة بعيدة جدًا من الأرض بشكل أفضل.
تلوّث الصّورة بالنّجوم
نستمر في ملاحظة هذه الصورة،فالنقاط على هيئة نجمة وذات إضاءة كثيفة هي بالفعل نجوم مجرّتنا. إنها قريبة جدا منا مقارنة بالكل المتبقى.
أما الكل المتبقى فهو بُقَعٌ على هيئات وألوان مختلفة تبدو واضحة، إنها المجراّت.تحمل تلك المجرات مئات الملايين من النجوم التي على ما يبدو تحوم حول مئات الملايين من الكواكب الخارجة عن مدار الشمس
منذُ زمن بعيد،حدثَ بمجرة بعيدة جدا.............
من بين احد الأهداف الأساسية لجيمس واب هي إعطاء حياة للجملة الشهيرة لـستار وارس الذي قال "منذ زمن بعيد،حدث بمجرّة بعيدة ،بعيدة جدا.........." وهو يعني أن بعض المجرات شبه بعيدة وأخرى بعيدة بالأقصى.
إن ما يريده علماء الفلك هو النجاح في ملاحظة المجرات التي تقع على بعد أكثر من 13 مليار سنة ضوئية من الأرض. لأنه عند التمكن من ذلك يمكن مشاهدة الكون كما كان عليه تماما بعد الانفجار الكبير " le Big bang".
لماذا؟ لأنهُ إذا لم يكن هناك شيء أسرع من الضوء ، فإن سرعته تظل محدودة. وهو ما يعني أنّنا عندما نقول أن مجرة بعيدة بـ13 مليار سنة-ضوئية نفهم الصورة التي أخذها جيمس واب والتي تبُين لنا الضوء المنبعث من تلك المجرة.... منذ 13 مليار سنة-ضوئية.
فتصوير مجراّت بعيدة تُمكّنُ التليسكوب من استعادة الزمن لفهم كيفية تصرّف النجوم عندما كان الكون حديثا لبعض المئات من الملايين من السنوات بعد الانفجار العظيم.
الانحناء المنظاري لانشتاين
للتّمكّن من بلوغ جذور الكون استعمل التلسكوب جيمس واب الخدعة عبر الاستعانة "بعدسة جاذبيّة". وهذا المفهوم قدّمه البارت انشتاين ولوحظ أول مرة سنة 1979.
ببساطة ، يمكن للكتل الضخمة (مثل ، مجموعة من المجرات الكبيرة) أن تخلق نوعًا من التأثير الشبيه بالعدسة المكبرة. و نتيجة لذلك ، من الممكن ملاحظة مجرة أبعد بكثير وهي تقع خلف العنقود ، بطريقة أكبر.
وباستعمال تلك التقنية تَكمنُ المشكلة حيث يَتَشَوَّهُ النظر إلى المجرة المستهدفة بالصورة،لذلك عندما ننظر في الجزئيات، نلاحظ بعض المجرات ذات شكل غريب ومنحني. وهذا التّبَدُل أو التشوّه ناتج عن التأثير الذي تحدثة عدسة الجاذبية.
حيث تُدققُ عالمة الفلك كاتي ماك Katie" Mack " أن عنقود من المجرات يقع على بعد اقل من خمسة مليار سنة ضوئية من الأرض تَعرّضَ للتّبَدُّل بسبب تأثيرات عدسات الجاذبية المعروفة بـ " SMACS-0723 ،وهي التي تظهر وسط الصورة كنقاط بيضاء ذات لمعان ضوئي. هذه هي النقاط البيضاء الساطعة في وسط الصورة. على العكس من ذلك ، فإن الآثار الحمراء هي بالضبط المجرات البعيدة والمشوهة. و من الواضح أن المجرات الأكثر تمددًا هي أيضًا الأبعد من ذلك.
وعلى عكس ذلك فالآثار الحمراء تمثل المجرات البعيدة التي تبدلت نتيجة فاعلية عدسة الجاذبية. من الواضح إذا أن المجرات الأبعد من كل ذلك هي التي تظهر في الصورة أكثر تمددا.
المُدهشُ الأكثر هو الزّمن
أخيرًا ، هناك نقطة أساسية أخيرة لفهم مدى روعة هذه الصورة تتمثل في الجانب غير المرئي من الصورة ذاتها. لقد لاحظ تلسكوب جيمس واب هذه البقعة الصغيرة من السماء خلال 12 ساعة للتمكن من التقاط الصورة بهذه الدرجة من الوضوح.
و في هذا الصّدد يُذَكّرُ عالم الفلك جوناثان ماكدويل "Jonathan McDowell "، أن سلف جيمس واب أي التلسكوب هابل و حتى يتمكن من التقاط نفس الصورة ولكن بفرق شاسع من الوضوح فانه احتاج إلى أكثر من 10 أيام من الرّصد.
فماذا لو رصد جيمس واب نفس القطعة الصغيرة من السماء لمدة 10 أيام؟
يؤكد جوناثان ماكدويل انه في هذه الحالة فانّ المعالجة لن تتغير ولكن جودة الصورة تتغير بعمق نحو مزيد الدقة وبتشويش اقل. فلننتظر القادم.
قريقوري روزيار(Grégory Rozières)
12 جويلية 2022 (Le HuffPost)
ترجمة
لطفي الهمامي (تونس)
16 جويلية 2022








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع


.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر




.. أردوغان: حجم تجارتنا مع إسرائيل بلغ 9.5 مليارات دولار لكننا


.. تركيا تقطع العلاقات التجارية.. وإسرائيل تهدد |#غرفة_الأخبار




.. حماس تؤكد أن وفدها سيتوجه السبت إلى القاهرة