الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أزمة الإنسان العربى
ميشيل نجيب
كاتب نقدى
(Michael Nagib)
2022 / 7 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أقصد الإنسان العربى منذ ولادة هذه الصفة على سكان البلاد التى غزاها العرب ولم يخرجوا منها حتى اليوم، من حيث أصبح هذا الإنسان محاصراً من عدة أفكار فرضها الأستعمار الجديد يكون الموت أسوأ من التفكير فى الخروج عليها، من هنا لا يوجد فى داخله أية مساحة حرة يمكنه التفكير من خلالها فى أفكار جديدة ليفك عن نفسه الحصار البشرى الغيبى، فالإنسان العربى لا يعرف الفروق بين الأزمنة والسكان والبيئات والتغييرات التى تحدث فيها وما يخرج من رحمها من مواليد فكرية إنسانية جديدة تصطبغ بها الحقبة الزمنية التى نعيش فيها، والسبب فى ذلك ثبات الأفكار التى تحاصره واليقين الذى يجعله يقدس إجترار الماضى إيماناً منه بأنه ليس فى الإمكان أبدع مما كان!!
مع مرور الأيام والأزمنة لا يمكن أستخدام نفس الأفكار التى سبقها الزمن وتطبيقها على إنسان لا يملك عقلية زمان تلك الأفكار، فالإطار الأسطورى الثابت لتلك الأفكار من الطبيعى إدراك نهايتها وتحجيمها حتى لا تطغى على أفكارنا الإنسانية المعاصرة، لكن الذى يحدث أن الإنسان العربى كالطفل الصغير لا يريد الإنفصال عن صدر أمه ويتمرد على الواقع بل يفتخر بأن له تراث خاص به ثابت لا يمكنه التنازل عنه حتى ظل مرتبطاً بمرحلة الطفولة، أعجبته القصص التى تحكيها له أمه ومجتمعه عن تمجيد البطولات وأبطال العصور القديمة والمكافئات الجزيلة التى يجنيها من يفعل مثلهم، وحكايات ألف ليلة وليلة التى تسيطر على آحلامه اليومية ويتخيل نفسه وسط الحوريات والفاتنات يعبث معهم ولا يريد أن يرتد إلى وعيه ويستيقظ عقله ويسترد نضوجه الإنسانى.
مشكلة الإنسان العربى أنه ليس الوحيد الذى يفكر خارج الزمان والمكان بل هو عقد إجتماعى تتوارثه الأجيال ولم يسأل أحداً منهم سؤال المنطق والعقل: لماذا الكل يسير إلى الأمام أما نحن العرب غالبيتنا تسير إلى الخلف؟؟
الإنسان العربى وسط أزماته يعرف جيداً أن أفكاره وليدة الزمن الغيبى وليس له الحق فى التفكير بما ليس له به علم، إنها ثوابت مقدسة لا يمكنه التمرد أو الثورة عليها لأن طبقة العلماء أوهموه وخدعوه بأنه لو فعل ذلك فإنه يثور على الله، بل يضللون العربى بأنه ترك طريق الله من طقوس وعبادات ومشى فى طريق الكفار وأستخدم علومهم وفنونهم وثقافاتهم، التى أفسدت سلوكيات الشباب والرجال والنساء حتى أصبحت إعتقاداتهم عقيمة لا تقبل إلا إنهم متفوقون وصناع حضارة بإذن الله.
النهضة والتقدم تحتاج إلى التفكير والأفكار العلمية التى تستطيع تقديم الحلول المناسبة لكل بيئة متخلفة عن عصرها، بالشكل الذى يتناسب مع خصوصيات كل مجتمع من حيث مستوى الثقافة ونوعية التعليم وجوانب الضعف والقوة، إضافة إلى تغيير لغة التفكير السائدة والموروثة التى تعتمد على التخلف وعصور الجهل بل وتنشغل فئة من أفراد المجتمع بإثبات أمجاد العرب الماضية، وينسوا أنه الآن وقت العمل والتفكير فى وضع أيدينا على وسائل التغيير الصحيحة التى تضعنا فى طريق التقدم والحداثة الذى يتناسب مع مجتمعاتنا، وبهذا نصحح من إعوجاج وإختلال تفكيرنا الذى أبتعد عن الواقع والتقدم إلى الأمام حيث يفكرون فى ماضى لا علاقة له بحاضر البشر.
إن التدهور الثقافى فى مجتمع ما راجع إلى عدم أرتباطه وإتحاده بالعلم مما يؤدى إلى إنفصال المجتمع عن واقعه ليعيش فى زمن غير زمنه، مما يؤدى بأفراد المجتمع إلى إبتعادهم عن التفكير العقلى الوحيد الذى فى قدرته رسم خريطة التحديث وتحجيم خطر التخلف، إن الإرتقاء العقلى هو أساس النهوض والصحوة من مرحلة التخلف يرتقى فيها من مرحلة إلى أخرى بناء على تكوينه المعرفى، من حيث مدى إرتباطه وإيمانه بقدرته على تغيير بيئته بدءاً من وعيه بتغيير نفسه أولاً بتعليم وتثقيف ذاته بالعلوم الحديثة والإستفادة من علوم الآخرين بما يتفق وخصوصياته المجتمعية.
تتوالى السنين والتخلف مستمر والغيب مجهول لهم لكنه الحل الوحيد الذى يرون أنه وسيلة نجاحهم وقضائهم على التخلف، وعلمائهم أقنعوهم بأنهم أبتعدوا كثيراً عن طريق الله فالتخلف جزائهم وعقابهم وعليهم التوبة والرجوع إلى الصراط المستقيم، حتى يرضى عنهم الله ويمنحهم القدرة على قيادة الأمم من جديد ولا يشكوا فى أنهم الوحيدين الذين يملكون الحقيقة وبقية البشر على باطل!!
إلى متى يستمر العربى فى التنازل عن أستخدام عقله ويريد فى نفس الوقت النجاح؟؟
ألا تكفى مئات السنوات التى أستهلكوها من أعمارهم وأعمار أبنائهم حتى يستوعبوا أخطائهم؟
أبتعدوا فوراً عن حضارة الغرب الفاسدة وإظهروا للعالم من هو الذى يعيش فى أزمة الإنسانى العربى أم الغربى!!!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. #شاهد يهود كنديون يقتحمون مبنى البرلمان ويردّدون شعارات مندّ
.. 100-Al-araf
.. 100-Al-araf
.. يهود مناهضون للحرب يعتصمون داخل البرلمان الكندي للمطالبة بوق
.. استطلاع: 36% من الشبان اليهود بالخارج يعتقدون أن إسرائيل ترت