الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الجامعة الأهلية بين النشأة والتطور
عطا درغام
2022 / 7 / 18دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
ظهرت حاجة مصر لجامعة علي الطراز الحديث خاصة في أواخر القرن التاسع عشر عندما كثر سفر أبنائها للخارج رغبة في التزود بالعلم في جامعات أوربا ورغبة في اللحاق بركب الحضارة الغربية ،ومسايرة التطور العلمي الذي يشهده هذا العالم.
ولم يكن السفر للخارج متاحًا إلا لأبناء الأغنياء، أما المثقفون من بقية أبناء الشعب فقد كان عليهم أن ينتظروا ،لياخذوا عن هؤلاء المحظوظين الذين أُتيحت لهم فرصة التعلم في جامعات أوربا.
ولقد بدأت الدعوة لإنشاء جامعة مصرية منذ التسعينيات من القرن التاسع عشر ،وتطورت لتصبح أمرًا واقعًا في أوائل القرن العشرين،واتخرج الفكرة من حيز القول إلي حيز العمل.
ولم تكن الفكرة لدي الداعمين لها قد تبلورت بالشكل الذي أصبحت عليه الجامعة فيما بعد..فقد كانت البداية بمحاضرات غير منتظمة وطلبة من شتي المهن والأعمار،وأماكن مختلفة ينتقل فيها المحاضرون ومن الطلبة.
ثم استقر الامر للجامعة الناشئة بفضل تبرعات المصريين ،خاصة الأثرياء الذين لم يبخلوا بأموالهم علي هذا المشروع العظيم ؛إذ لم يكن معظمهم في حاجة إلي مثل هذه الجامعة فقد كان بإمكانهم إرسال أبنائهم للخارج لتلقي علومهم في جامعات أوربا، وبذا يكونون قد أدوا خدمة إلي مختلف طبقات الشعب.
ورغم محاولات المعتمد البريطاني اللورد كرومر ،عرقلة المشروع نفذت إرادة المثقفين والوطنيين المصريين، وتم الإعداد للجامعة المزمع إنشاؤها في خلال عامين..وأُعد كل ما يلزم من مكان وأثاث وفرش وخطة للعمل وطلبة.
وعند عقد مجلس الإدارة أول جلساته يوم 24 مايو سنة 1908، برئاسة الأمير أحمد فؤاد الذي أولي اهتمامًا كبيرًا للمشروع وخدمة يذكرها له التاريخ.
وقد أولي القائمون بالمشروع للبعثات اهتمامًا خاصًا،حيث لم يكن للجامعة الناشئة هيئة تدريس خاصة بها،وحتي يحل المصريون العائدون من البعثات محل الأجانب الذين استعانت بهم الجامعة في بداية الأمر..
ووضع نظام خاص لهذه البعثات يضمن سيطرة الجامعة علي الطالب،وضرورة استمراره في تلقي العلم ليخدم وطنه حين يعود.
ومع سنوات الحرب وقلة الاكتتابات واجهت الجامعة صعوبات مالية أدت إلي تراجعها، فأهملت دعوة الأساتذة الغربيين ،كما ضعفت عنايتها بالبعثات العلمية فقللت هذه الإرساليات..
وبدأ التقصير في مراقبة الموجود في أوربا، وفكرت وزارة المعارف في إنشاء جامعة حكومية، فألفت لجنة في سنة 1917 لدراسة المشروع وكيفية إدماج المدارس العالية التابعة لوزارة المعارف مع الجامعة الأهلية، وحولت الجامعة الأهلية إلي حكومية في سنة 1925 .
وهكذا قامت الجامعة الوليدة من عثرتها لتصبح جامعة عريقة باسم الجامعة المصرية ذات تأثير واضح علي مستقبل مصر والعرب، ولتخرج لمصر والعالم العربي اجيالًا يفخرون بانتسابهم لها..
وفي هذا الصدد تأتي دراسة الدكتورة سامة حسن إبراهيم بعنوان ( الجامعة الأهلية بين النشأة والتطور) وتتبعت فيها نشأة "الجامعة الأهلية"وتؤكد علي أن الجامعة كانت مطلبًا شعبيًا ووطنيًا،ولأنها بالتالي لم تنشأ من فراغ أو بقرار حكومي.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. التحديات المصيرية في سوريا.. بين الحوار والميليشيات! | #رادا
.. حريق في سجن حلب المركزي يؤدي إلى إتلاف وثائق وسجلات رسمية
.. أزمة سياسية تتصاعد في كوريا الجنوبية.. ماذا يحدث؟
.. هل تقبل فصائل المقاومة في غزة بصفقة تبادل جزئية؟
.. طفل مصاب يودع والده الشهيد إثر قصف إسرائيلي على دير البلح