الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القرآن محاولة لقراءة مغايرة 80

ضياء الشكرجي

2022 / 7 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وَإِذا طَلَّقتُمُ النِّساءَ فَبَلَغنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعضُلوهُنَّ أَن يَّنكَحنَ أَزواجَهُنَّ إِذا تَراضَوا بَينَهُم بِالمَعروفِ ذالِكُم أَزكى لَكُم وَأَطهَرُ وَاللهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لا تَعلَمونَ (232)
وهنا عودة إلى نكاح التحليل (المعروف بالتجحيش) بعد التطليقة الثالثة، وهذه الآية تنصف الزوجة المطلقة للمرة الثانية والمتزوجة بزوج آخر، ليحللها على زوجها السابق، في حال أرادا أن يرجع لأحدهما الآخر، فتمنح هذه الآية حق البقاء مع الزوج الثاني، في حال وجدا انسجاما بينهما، بدلا من أن تعود إلى الزوج الأول الذي يتسرع بالطلاق بعد كل خلاف بينه وزوجته.
وَالوالِداتُ يُرضِعنَ أَولادَهُنَّ حَولَينِ كامِلَينِ لِمَن أَرادَ أَن يُّتِمَّ الرِّضاعَةَ وَعَلَى المَولودِ لَهُ رِزقُهُنَّ وَكِسوَتُهُنَّ بِالمَعروفِ لا تُكَلَّفُ نَفسٌ إِلّا وُسعَها لا تُضارُّ والِدةٌ بِوَلَدِها وَلا مَولودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الوارِثِ مِثلُ ذالِكَ فَإِن أَرادا فِصالًا عَن تَراضٍ مِّنهُما وَتَشاوُرٍ فَلا جُناحَ عَلَيهِما وَإِن أَرَدتُّم أَن تَستَرضِعوا أَولادَكُم فَلا جُناحَ عَلَيكُم إِذا سَلَّمتُم مّا آتَيتُم بِالمَعروفِ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعلَموا أَنَّ اللهَ بِما تَعمَلونَ بَصيرٌ (233)
الآية تتناول أحكام الرضاعة والفطام، حيث حددت مدة الرضاعة بحولين، أي سنتين وفق التقويم القمري، وبالتالي حددتها بأربعة وعشرين شهرا قمريا، وما يعادل 708 أيام، وتركت الآية للمفسرين والفقهاء، ليخمنوا ما إذا كانت هاتان السنتان مما يجب على الوالدة إرضاع مولودها كحد أقصى أم حد أدنى، وما إذا كان ذلك على نحو الوجوب أو الاستحباب أو الجواز. ثم ألزمت الآية الأب الذي نعتته بمصطلح دقيق من حيث المعنى، وهو (المولود له)، بالإنفاق على الأم (الوالدة)، ولا ندري لماذا خصصت الآية الإنفاق عليها بوصفها مرضعة، بينما المعروف إن الإنفاق على الزوجة المعبر عنه هنا برزقهن وكسوتهن بالمعروف من الواجبات الملقاة على الزوج في كل الأحوال، سواء ولدن لهم ذرية أو لم يلدن، وسواء أرضعن مولوديهن ومولوداتهن أو لم يرضعنهم. ثم تنهى الآية عن الإضرار بأي من الأم (الوالدة) والأب (المولود له)، وعدم تكليف أي منهما فوق وسعه وطاقته، بالنسبة للأم ما هو فوق طاقتها البدنية، وبالنسبة للأب ما هو فوق طاقته المالية. ثم تتناول الآية حالات عدم مواصلة الأم لإرضاع وليدها، عبر التراضي والتشاور بينها وزوجها، وهنا يمكن استئجار أو تكليف مرضعة غير الأم لتقوم بإرضاع الرضيع. لكن يبقى حشر جملة «وَعَلَى الوارِثِ مِثلُ ذالِكَ» في هذه الآية لا أحد يعرف سببه، فذهب المفسرون والفقهاء يضربون أخماسا بأسداس من أجل تخمين ما يعني به (الله) المحمدي هنا.
وَالَّذينَ يُتَوَفَّونَ مِنكُم وَيَذَرونَ أَزواجًا يَّتَرَبَّصنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَربَعَةَ أَشهُرٍ وَّعَشرًا فَإِذا بَلَغنَ أَجَلَهُنَّ فَلا جُناحَ عَلَيكُم فيما فَعَلنَ في أَنفُسِهِنَّ بِالمَعروفِ وَاللهُ بِما تَعمَلونَ خَبيرٌ (234)
ككل الآيات المعنية بها النساء، يبدو إن الله القرآني يستنكف من مخاطبة النساء مباشرة، فتراه يخاطب الرجال فيما يريده من النساء، سواء على مستوى الأمر أو النهي أو الوعظ أو التحذير، أو ما سواه، وكأن الرجل رسول الله إلى زوجته، فهذه الآية على سبيل المثال كان يمكن أن تصاغ بهذه الطريقة: «وَاللّاتِ يُتَوَفّى مِنكُنَّ أَزواجُهُنَّ يَّتَرَبَّصنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَربَعَةَ أَشهُرٍ وَّعَشرًا فَإِذا بَلَغنَ أَجَلَهُنَّ فَلا جُناحَ عَلَيهِنَّ فيما فَعَلنَ في أَنفُسِهِنَّ بِالمَعروفِ [...]»، خاصة وإنه لا معنى لتوجيه الأحكام الخاصة بالأرملات إلى أزواجهن الذين سيكونون قد انتقلوا إلى عالم الأموات.
وَلا جُناحَ عَلَيكُم فيما عَرَّضتُم بِهِ مِن خِطبَةِ النِّساءِ أَو أَكنَنتُم في أَنفُسِكُم عَلِمَ اللهُ أَنَّكُم سَتَذكُروهُنَّ وَلاكِن لّا تُواعِدوهُنَّ سِرًا إِلّا أَن تَقولوا قَولًا مَّعروفًا وَلا تَعزِموا عُقدَةَ النِّكاحِ حَتّى يَبلُغَ الكِتابُ أَجَلَهُ وَاللهُ يَعلَمُ ما في أَنفُسِكُم وَاحذَروهُ وَاعلَموا أَنَّ اللهَ غَفورٌ رَّحيمٌ (235)
الآية تتناول رغبة بعض الرجال بالزواج بالأرملات أو المطلقات، كما تبين أن الله لا يؤاخذ الرجال، إذا حملوا في قلوبهم رغبة بالزواج بامرأة ما أعجبتهم، وتتجنب الآية ذكر مفردة الحب، بل تشير إلى أن الحالات التي يكنّ الرجال مشاعر أو رغبة تجاه بعض النساء فيذكورهن إما في أنفسهم أو أمام غيرهم. وهنا يمكن أن نتساءل، ألا يمكن يا ترى أن يكون النص مخاطبا النساء على هذا النحو: «وَلا جُناحَ عَلَيكُنَّ فيما عُرِّضَ بِهِ مِن خِطبَتِكُنَّ أَو أَكنَنتُنَّ في أَنفُسِكُنَّ عَلِمَ اللهُ أَنَكُنَّ سَتَذكُرنَهُم وَلاكِن لّا تُواعِدنَهُم سِرًا إِلّا أَن تَقُلنَ وَيَقولوا قَولًا مَّعروفًا وَلا تَعزِمنَ عُقدَةَ النِّكاحِ حَتّى يَبلُغَ الكِتابُ أَجَلَهُ وَاللهُ يَعلَمُ ما في أَنفُسِكُنًّ وَاحذَرنَهُ وَاعلَمنَ أَنَّ اللهَ غَفورٌ رَّحيمٌ». فلماذا لا يجوز لامرأة ما أن تكنَّ مشاعر من إعجاب أو رغبة أو لعله حب تجاه رجل ما، لاسيما ونحن نعلم من خلال كتب السيرة، إن من نعتقد أنه مؤلف القرآن، كانت زوجته الأولى هي التي بادرت بإيصال خبر إليه عن رغبتها في أن يتقدم لخطبتها. هذا وغيره كثير يدل على أن الله حسب تصور الإسلام وما قبله من الدينين الإبراهيمين السابقين، ينظر للمرأة كإنسان بمرتبة ثانية، أو كإنسان تابع للإنسان الرجل، لأصالة الذكورة في نظرة الدين للإنسان، ولم يخلق الله المرأة لذاتها، بل خلقها لمخلوقه المُفَضَّل والمُدَلَّل وخليفته (الرجل).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال


.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر




.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي


.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا




.. الجيش الإسرائيلي يدمر أغلب المساجد في القطاع ويحرم الفلسطيني