الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قضايا الفلاح في البرلمان المصري-1924-1936

عطا درغام

2022 / 7 / 19
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


لم يقف الظلم الذي وقع علي الفلاح عند حد التعسف والجور وعدم الاهتمام الذي عاناه طوال أغلب العصور التاريخية ،وبخاصة العصور الإقطاعية التي امتدت من عصر الدولة الأيوبية- وربما قبلها في العصر العباسي الثاني ومرورًا بالعصر العثماني والعصر الحديث ،بل شمله كذلك ظلم منهج البحث التاريخي نفسه، ولا يتمثل في إهمال المؤرخين سواء لدوره غير المدون أم لحقيقة ما يُعانيه بل وصل إلي حد اتهامه بالصمت والسلبية.
وإذا كان من الضروري أن نسلم بتخلف الفلاح فكريًا بسبب ما أحاط به نفسه- أو أُحيط به –من العادات والتقاليد والمعتقدات الموروثة التي أسهمت في إغراقه في السلبية إلا أن بعض الباحثين الاجتماعيين قد رصدوا له العديد من وقفات الكفاح أمام طغيان كبار الملاك، وأكد بذلك أنه رغم صبره الذي يفسر بالسلبية في أحيان كثيرة قادر علي أن يحاسبهم علي تقاعسهم السياسي وظلمهم الاجتماعي.
وعلي الرغم من أن أغلب الوقفات لم تصمد كثيرًا، وأن الفلاح كان يدفع بسببها مزيدًا من الاضطهاد والتعذيب إلا أنها تُعد- بحكم الظروف الشديدة التي تحطيه- عاملًا من أهم عوامل التغير الاجتماعي من ناحية، وكذلك تستوجب رصدها كسلبية علي الأنماط السياسية والاجتماعية لا علي الفلاح من ناحية أخري، فهذه الانماط أو القوي لم تكتف بعجزها-المقصود- عن عدم تسليح الفلاح بالوعي الذي كان سينقذه من تهمة التخلف بل حاربت أية عناصر من الفلاحين الذين جاهدوا من أجل توعية أنفسهم سعيًا للدفاع عن قضاياهم.
ولا ينبغي أن يتعلل المؤرخون بندرة الوثائق والمصادر التي تتناول دور الفلاح بل يتطلب الأمر خروجهم من دائرة التقليد وعبادة النص إلي محاولة استيضاح روح هذه النصوص سعيًا للوصول إلي صانع الحدث التاريخي الحقيقي بدلًا من حصر وقصر وقائع التاريخ علي القادرين علي تدوين الحدث، كما لا ينبغي أن يستمر المؤرخون عند رؤية فصاحة الفلاح من قدرته علي محادثة فرعون من زاوية فرعون، بل ينبغي النظر إلي العوامل التي دفعته لكي يوصف بالفصاحة والأسباب التي حرمته منها..وهذا لا يتأتي إلا بدراسة حياته الاجتماعيية والاقتصادية وغيرها.
ومن الدراسات السابقة التي تز خر بها الحركة الأدبية عن حقبة الدراسة والتي تناولت حياة الفلاح ك"يوميات نائب في الأرياف" لتوفيق الحكيم، و"الأرض" لعبد الرحمن الشرقاوي ،و الشمندورة" لمحمد قاسم ،و"أيام الإنسان السبعة" لعبد الحكيم قاسم،و"الحرام"ليوسف إدريس ،و"زينب" لمحمد حسين هيكل..ولا يستطيع المؤرخ أن يعتمد عليها ،ذلك ان تصورات الروائي لا تقدم عملًا موضوعيًا بالشكل الواجب دراسته
وما يجب الإشارة إليه أن بعض الدراسات التي تناولت فترة برلمانية في مصر(1905- 1952) قد حاولت كغيرها من الدراسات السابقة أن تبني أحكامًا علي النظام السياسي من خلالها معتمدة علي التحليل الاجتماعي والاقتصادي لهذا المؤسسات دون مراعاة الظروف والمتمثلة في الظروف السابقة والملازمة سواء كانت ظروفًا سياسية أم ظروفًا اقتصادية واجتماعية.
وكذلك الأساس التشريعي الذي قامت عليه هذه التجربة، أو بشكل عام مدي وعي الجماهير بها سواء كان ذلك الوعي في الشرائح المؤمنة بها أم المستفيدة منها،وهو عامل يعكس مدي فرض المجتمع للإطار الليبرالي للممارسة السياسية من خلال فرز اجتماعي تم علي أساس من الممارسة الحرة في حق الاختيار،وبالتالي يجيب علي تساؤل هل كانت السلطة التشريعية تمثل أو تعبر عن قوي ومصالح المجتمع المصري
وتأتي الدراسة التي تحمل عنوان(قضايا الفلاح في البرلمان المصري-1924-1936) التي كتبها الدكتور زكريا سليمان بيومي تُلقي الضوء علي جوانب محددة من حياة الفلاح المصري لا حياة الفلاح كاملة في الحقبة موضوع الدراسة ، وتُلقي الضوء حول قضايا الفلاح الذي ظل يشكل الغالبية العظمي من سكان مصر وأهدر حقًا في الإنصاف.
وعلي الرغم من مشقة الخوض في قضاياه التي كانت غائبة أبام الانشغال السياسي، فقد حاول الباحث إبراز دوره من خلال المصادر الأصلية ومناقشات مجلس النواب والشيوخ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ظل التحول الرقمي العالمي.. أي مستقبل للكتب الإلكترونية في


.. صناعة الأزياء.. ما تأثير -الموضة السريعة- على البيئة؟




.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا


.. تصاعد ملحوظ في وتيرة العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل




.. اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة الخليل لتأمين اقتحامات