الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الحزب الشيوعي السوداني لم يخن يوما الثورة أو الشعب السوداني
محمد مرزوق
2022 / 7 / 19اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
لطالما اشتهر الشيوعي السوداني رفضه المغلظ للمساومة على الثورة، والخضوع
للمحاور الاقليمية، دون أن يتنازل إطلاقاً عن ديباجته الفكرية المتمثلة
في الاشتراكية وسيادة الطبقة العمالية، ورفضه تجرع روشتة البنك الدولي،
فضلاً عن عدم مشاركته في الحكومة الانتقالية، كما أنه كان عنصرا أساسيا
وفعالا في قيادة الثورة السودانية التي أطاحت بنظام البشير في ريبع 2019،
ولطالما بقي ثابتا ومتمسكا بمبادءه الثورية، عكس قوى الحرية والتغيير
التي أكدت في الكثير من المرات بعد نجاح الثورة أنها تسعى لتحقيق مصالح
أمريكية أوروبية في البلد، وذلك بعد تورطها في تلقي الدعم المالي من
الجهات المذكورة، كما اتضح أيضا استفرادها بالتحاور مع بعثة الأمم
المتحدة وتهميشها لباقي الأحزاب وذلك لإخفاء ما يحاك من مؤامرات ضد
السودان وشعبه.
وقد أطلق الحزب الشيوعي في شهر مايو الفارط مبادرة بناءة لتوحيد صفوف
القوى السياسية السودانية في حلف واحد أطلق عليه اسم "تحالف الأقوياء"،
حيث قام بدعوة كل الجهات السياسية الفاعلة في البلد بما في ذلك قوى
الحرية والتغيير، وهو ما لاقى إقبالا كبيرا من مختلف الأحزاب المدنية
والحركات المسلحة علي غرار حركتي الحلو والنور، مع رفض قوى الحرية
والتغيير للإنضمام لهذا التحالف وتوجيه انتقادات لاذعة له، وهو ما جعل
باقي الأحزاب يشككون فعلا في نوايا قحت، التي بينت أنها تسعى للإستئثار
بالحكم المنفرد، دون إشراك أي جهة من الجهات وذلك لتمرير أجندة الدول
الداعمة لها في السودان.
هذا وبعد أن وضع الجيش السوداني الكرة في مرمى القوى السياسية، ما جعلها
أمام اختبار لا هوادة فيه، مآله التوافق أو التنحي جانبًا وعدم إثارة
القلاقل، أطلقت قوى الحرية والتغيير مبادرة لتوحيد قوى الثورة تحت اسم
"تجميع قوى الثورة" وهو ما اعتبره الكثيرون تناقضا ملحوظا وتخبطا في
الأراء، حيث رفضت التحالف مع الشيوعي وباقي الحركات الشهر الفارط وهاهي
اليوم تدعو إليه ولكن تحت قيادتها، أي انها تريد تسيير باقي الأحزاب تحت
رايتها واستخدامهم للوصول إلي هرم السلطة، وهو الأمر الذي تفطن له
الشيوعي ولجان المقاومة وتجمع المهنيين، حيث أبدوا رفضهم القاطع لهذا
التحالف واعتبروه حيلة ومكرا من جانب قوى الحرية والتغيير للوصول إلي
هدفها الرئيسي وهو تسلم كرسي الحكم في السودان لتنفيذ التعليمات
الأمريكية التي تريد تدمير السودان وتحطيمه.
إن الصراع السياسي والفكري الذي خاضه الحزب الشيوعي من اجل بناء
ديمقراطية حرة في السودان وتحسين الواقع المعيشي فيه والسهر علي وحدته
تطلب الكثير من التضحيات في صفوف هذا الحزب وقدم الكثير من الشهداء في
سبيل تحقيق ذلك، اضافة لتحمل اعضائه السجون والتشريد والتعذيب والقمع
والنفي وصموده ضد مختلف الأنظمة الديكتاتورية التي حكمت البلاد.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. كيف يمكن لإسرائيل أن ترد على هجوم إيران عليها بالصواريخ البا
.. هل يتجه العالم نحو كارثة نووية بسبب رد إسرائيل على إيران؟
.. اعتراض صواريخ أطلقت من لبنان في سماء مدينتي عكا وحيفا وسط دو
.. كيف سيكون رد إسرئيل على الضربات التي تلقتها من إيران؟
.. صور متداولة لآثار الدمار بمحيط معبر المصنع الحدودي بين لبنان