الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غربلة التراث

نبهان خريشه

2022 / 7 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


على الرغم من أن الأمة الاسلامية تشكل خمس سكان العالم، الا انه عند البحث في ما قدمته اليوم في حقول المعرفة للبشرية فلا نجد شيئا، على الرغم من قيادتها للحضاره الانسانيه في النصف الثاني من الالفيه الأولى، ولا نجد لديها اليوم أيضا مساهمات في قضايا التعاون والحريات والعدالة، لكن ما يتواجد فيها في القرن العشرين ومطلع الواحد والعشرين حكومات متسلطة، وجماهير تبحث عما يسد جوعها، ومتدينون يعيدون انتاج القمامة من التراث.
الأوروبيون استعمروا بلاد العرب، بعد إكتشافهم للنفط فيها وتسلطوا عليه بهم، في الوقت الذي كان فيه العرب مشغولون بالجدل حول الأحاديث النبوية، ما الصحيح وما الضعيف أو الموضوع منها ؟ وهل الحق في تولي الحكم لآل علي من أهل البيت، أم للأمويين أم للعباسيين؟
مفكرون وباحثون في الشؤون الاسلامية طرحوا أسئلة كثيره في موضوع التراث، منها كيف يمكن النهوض بحال الأمة ؟ وهل من الممكن استبدال فكرعصورالانحطاط بفكر معاصر؟ وهل بالامكان غربلة التراث الاسلامي الذي هو الإنتاج المعرفي المستمد من النصوص الدينية، الذي خلفها السلف، وتناقلته الأجيال إلينا بتنقيته من الاساطير والخرافات؟
العنف
ان أول ما يجب غربلته من التراث، تلك المرويات التي تفيد بأن الاسلام إنتشر بحد السيف، وبإكراه الشعوب على إعتناقه، وعند مواجهة من يقول بذلك بتلاوة الآية "لا إكراه في الدين"، يرد بانها آية منسوخه، بطُل حكمها، وإذا كان الامر كذلك، هل من المعقول نسخ أكثر من 100 آيه في القرآن، تؤكد على حرية المعتقد ونفي الاكراه.
إن الإدعاء بأن الاسلام انتشر بحد السيف، هو القاعدة التي ترتكز عليها التيارات "الجهادية" بكافة اسمائها وألوانها، بممارسة العنف باسم الدين، كما انه يوفر الذخيرة لأصحاب نظرية الـ "الاسلامفوبيا" في الغرب لتشويه صورة ومعتقدات الاسلام، باختزاله على أنه دين عنف. (الشيخ محمد الغزالي،" تراثنا الفكري في ميزان الشرع والعقل"، ص 36)
ويرى المفكر الجزائري مالك بن نبي، في معرض تفسيره لنشر الدعوة بالسيف، أنه أصبح في المدينة دولة بعد هجرة الرسول اليها، وقفت هذه الدولة الناشئه للدفاع عن نفسها بمواجهة دولة الجاهلية، التي تمثلها قريش، والتي تربطها علاقات مع الروم والفرس، وكانت هذه الدولة تكن كرها شديدا للدولة الإسلامية الغضه، فكان لزاما عليها أن تدافع عن نفسها بالسيف، ولم يفرض الجهاد لفرض الفكرة، وإنما فرض الجهاد ليحافظ المؤمن على إيمانه، فالمسلم مطالب أن يحافظ على إسلامه ولو بحد السيف.
ويتساءل إبن نبي " هل إندونيسيا عرفت سيفا من سيوف المسلمين، وعدد سكانها اليوم يصل لأكثر من مئتين وخمسين مليون، وتشكل أكبر قطعة مسلمة في العالم الإسلامي، ولا يمكن لأي أحد أن يدعي أن الاسلام دخلها بالسيف، وكذلك الفلبين، والصين، والجابون، والكونجو، وكينيا، ومناطق أخرى في إفريقيا. وانتهى عهد السيف لما استقر الإسلام وتأكد من أنه لن يؤتى من الهجمات الخارجية". ( مالك بن نبي، "مشكلة الافكار في العالم الاسلامي"، ص 86)
المرأه
المرأة في الموروث الديني، كائن ناقص، يفتقد الرشد، ولهذا فإن المرأة بحاجة دائمة إلى وَلِيْ الأمر، الذي يراقب تصرفاتها، خشية انزلاقها إلى ما يجلب العار لأهلها، كون تكوينها البيولوجي العاطفي، عرضة لكل ما يعيبها ويعيب أسرتها، ومن هنا، كان احتباسها، ومنعها من التصرف بإرادتها المنفردة في شؤونها، أمراً مبرراً، كون الولي الرجل، هوالأكمل عقلا، والأرشد تصرفاً وسلوكاً. والسؤال: من أين جاءت هذه الصورة الزائفة، حول دونية عقلية المرأة، وعاطفية سلوكها، مقابل كمالية الرجل، ورشادية سلوكه ؟!

الامام ابو حامد الغزالي (المتوفى 505 هــ ) في كتابه "إحياء علوم الدين"، الذي يحظى يقبول وتقدير كثيرين، يجيب على السؤال اعلاه في الجزء الثاني من كتابه بسرد القواعد المثلى للمعاشرة الزوجية، "فعلى الزوج أن يكون سيداً مطاعاً، لا يشاور زوجته، بل يعمل بخلاف رأيها، لأن طاعة المرأة ندامة وكيد النساء عظيم، والمرأة إذا أكرمتها أهانتك، لأن سوء الخلق وركاكة العقل طبيعة فيهن، ويجب أن لا تخرج المرأه من البيت، ولا ترى الرجال، ولا يراها الرجال"" !!!
هذه النظرة المشوهة للمرأة، هي التي حكمت الأفق الثقافي للمجتمعات العربية، وشكلت الإطار المرجعي لمن جاء لاحقا من العلماء والأدباء في نظرتهم للمرأة، عبر القرون التي تلت. وهذه الصورة المظلمة للمرأة، اشترك في إنتاجها وترسيخها في البنية الثقافية الاجتماعية، كثيرون من أهل الفكر والأدب، وليست مقتصرة على علماء الدين وحدهم، بحيث أصبحت ثقافة اجتماعية موروثة، عكستها المناهج التعليمية، والخطب الدينية، في عصرنا هذا .
ولترسيخ هذه الصورة النمطية للمرأة في العقلية الجمعية، حفلت كتب التراث بمرويات منسوبة إلى الرسول تذم المرأة، منها على سبيل المثال " الشؤم في ثلاثة: الفرس والمرأة والدار"، و" يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب الأسود" و " طاعة المرأة ندامة، وشاوروهن وخالفوهن، لأن خلافهن بركة"، و" لاتسكنوهن الغرف ولا تعلمونهن الكتاب"، و "دية المرأة نصف دية الرجل" .
إجتراح المعجزات
كانت دعوة النبي، قد لقيت استهجانا ومقاومة شرسة من قبل أرستقراطية قريش، استخدموا خلالها كافة السبل للإطاحة بدعوته، منها تحديهم له بالإتيان بمعجزة، كمعجزة موسى بشق البحر، او تحويل عصاه لثعبان، وتحويل مياه نهرالنيل لدم، أو كمعجزات عيسى، بإحياء الموتى وإشفاء البرص والعمي .. تحداه كفار قريش بالقول " أرنا معجزاتك كي نصدقك !! "، لكن في الحقيقة لم يكن للنبي من معجزات سوى القرآن، وجاءه الوحي حاملا الرد " نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن" ( غازي توبه "ما هي معجزة الرسول الاولى والرئيسية" ،عربي 21 ، shorturl.at/epyHT )

ان كتب التراث تعج باساطيرعن إجتراح النبي للمعجزات، منها معجزات تنبأت بنبوته في صغره، كتلك التي أفادت بأنه عندما كان طفلا، خرج في رحلة تجارة مع عمه ابي طالب الى الشام، فلما نزلت القافله في بصرى بأرض الشام، بالقرب من صومعة للراهب المسيح ي بحيرا (نسطور الذي تتهمه المذاهب المسيحية الاخرى بالهرطقه)، صنع لهم طعاما كثيرا على غير عادته عندما كانت تمر قوافل تجارية من مكه في طريقها للشام في اوقات سابقه، وتمضي الاسطورة بالقول، إن ما لفت انتباه "بحيرا" انه رأى غمامة تظلل الطفل اينما تحرك، فراح يتأمل بشخصية الطفل الذي أمامه، وبعد ان كشف عن ظهره، رأى خاتم النبوة بين كتفيه، وهي علامة نبوته التي وردت في التوراة والأناجيل، فقال لأبي طالب، إن ابن اخيك نبي هذه الأمه، فإحرص عليه من غدر اليهود، رغم أن النبي لم يشر في احاديثه (على كثرتها) إلى تلك الحادثة لا تصريحاً ولا تلميحا، بحسب ما قال عبد الرؤوف المصري في كتابه "المنتقى في تاريخ القرآن"، واضاف أنه لم يثبت بالسند الصحيح عن الصحابة ولا عن التابعين حادثة بحيرا الراهب، بل كانت غفلة من بعض كتاب السيرة دسها أحدهم لتعظيم شأن النبي في صغره.
(عبد الرؤوف المصري،"المنتقى في تاريخ القرآن"، ص 108)

كتاب السيرة النبوية ذكروا قصة الحمامة، التي باضت على باب غار ثور، والعنكبوت الذي نسج خيوطه عليه، أثناء إختباء النبي وصاحبه أبو بكر فيه، اثناء هجرتهم من مكه الى المدينة هربا من بطش قريش، كما ذكروا قصة الشجرة التي جاءت تسعى وشقت الأرض لتقي الشمس عن النبي، فكان الأنتقاء والمبالغه في كتابة الروايات واضحا، بما يخدم هدف دحض المقولات التي شككت بنبوة محمد. (سيد القمني، " الاسطورة و التراث"، ص 140)
الأميه
اعتمد فقه المذاهب في كتب التراث على مجموعة من المصطلحات المبنية على سوء الفهم للعديد من الكلمات القرآنية ومن بينها مفهوم "الأمية" الذي ربطه مفسرو السلف بعدم القدرة على القراءة و الكتابة. و قد ظهرت بعض التفسيرات التراثية للأمية كربطها بالأمويين أو سكان أم القرى أي سكان البيت الحرام ...ألخ ، وهذه التفسيرات ترتكز على التشبث بالفكرة التقليدية للزيادة من إعجاز الرسالة المحمدية بإدعاء أنه نزل على رجل لا يعلم الكتابة و القراءة..
إن كتب التراث، درجت على وصف العرب قبل الاسلام، بأنهم كانوا أميين لا يعرفون الكتابة والقراءة بالمعنى الحرفي للكلمة، وأنهم كانوا بعيدين عن كل مدنية او حضارة ، الا ان العرب وفقا للكثيرمن المراجع التاريخية، كانوا على معرفة بالحروف والكتابة، وبالفلك والهندسة أيضا، التي تعلموها خلال تجارتهم مع بلاد فارس ومع الامبراطورية الرومانيه، إلا ان جاهليتهم كانت دينية، فكانوا وثنيين لم يبعث بهم نبي، ولم ينزل لهم كتاب سماوي، كما كان اليهود يصفونهم بالأميين
وجاء في سورة الجمعه "هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم"، فهل هذا يعني ان العرب كافة كانوا أميين (بالمعنى الحرفي)، يجهلون الكتابة والقراءة؟ قطعا لا .. ألم يكتب على قبرأمرئ القيس "هنا يرقد ملك العرب"؟!، وألم تكتب المعلقات في سوق عكاظ وكانت تعلق على جدران الكعبه؟! ألم يعقدوا الأحلاف والمعاهدات، ويسجلوا مآثرهم في المعارك والغزوات؟؟! ألم يكن هناك كتبة وحي يسجلون القرآن؟!! ألم يعرض النبي على اسرى قريش في معركة بدر، تعليم المسلمين القراءة والكتابة كشرط لإطلاق سراحهم ؟! وكيف يمكن ان يكونوا تجارا، يسيرون القوافل الى الشام واليمن وبلاد فارس، دون معرفة بالكتابة والحساب؟!
الخلافه (السلطة)
بوفاة الرسول عام 632 ميلادي، انقطعت العلاقة بين السماء والارض، والأحداث التي وقعت بعد هذا التاريخ ليست دينا وإنما سياسة، جرى توظيف الدين فيها في الصراع على السلطة، أو لتحقيق مكاسب شخصية دنيوية، تماما كما حصل في مجتمعات أخرى في العالم، كأوروبا في عصورها الوسطى مثلا..
وبينما كان جثمان الرسول مسجى، وعمه العباس وابن عمه علي يكفنانه، تنادى الانصار للاجتماع في "سقيفة بني ساعدة" لإختيار خليفة له من بينهم، وما ان سمع أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وابو عبيده بن الجراح بأمر الاجتماع، حتى هرعوا للسقيفة، وأحتد النقاش بين المهاجرين والانصار، وكادت ان تخرج السيوف من أغمادها، فوقف سعد بن عباده الانصاري وقال " نحن أنصار الله وكتيبة الإسلام، وأنتم يا معشر المهاجرين رهط نبينا، وقد دفت دافة منكم تريدون أن تختزلونا من أصلنا، وتحصنونا (تغتصبون منا) من الأمر" ، فوقف عمر وقال "ما ذكرتم من خير فأنتم أهله، وما تعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش، هم أوسط العرب نسبا ودارا، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين أيهما شئتم (ابو بكر وابو عبيده)، وبذكائه السياسي قال عمر لأبي بكر " ابســط يدك لأبايعك" وهكذا قضي الامــر ( البداية والنهايه – إبن كثير)
إن مسألة خلافة أبو بكر للرسول، وموقف علي منها (رغم تعدد الروايات)، لم تكن دينا وانما كانت تعبيرا عن مواقف سياسية. وربما إختلط الأمر على الصحابه بين علي وأبو بكر لأن الرسول المح عن كليهما لتولي الخلافة بعده في حادثتين منفصلتين: الاولى، حديث الغدير، وهو حديث صحيح متواتر عند السنة والشيعه، استدل به الشيعه على انه برهان على خلافة علي بن ابي طالب، ويحتفلون به الى اليوم سنويا، في حين يرى فيه اهل السنه بأنه للدلالة على منزلة علي العاليه عند الله ورسوله، حيث أخذ النبي بيد علي ورفعها في خطبة له في طريق عودته من حجة الوداع في موقع يدعى غدير خم وقال " أيها الناس من أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وأحبَّ من أحبّه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار، ان الولاية لعلي من بعدي"
أما الحادثة الثانية، فهي إمامة ابو بكر في الصلاة اثناء مرض النبي، وقد تعددت الروايات بشأنها، بين من اكدها من أهل السنه والجماعه ومن نفاها من الشيعة، الا أن ما ورد في الصحيحين عن عائشة انها قالت " لما دخل رسول الله بيتي (تعني في مرضه الذي توفي فيه)، قال: مروا أبا بكر فليصل بالناس، قالت: فقلت: يا رسول الله: إن أبا بكر رجل رقيق إذا قرأ القرآن لا يملك دمعه فلو أمرت غيره، وفي رواية فلو أمرت عمر، قالت والله ما بي إلا كراهة أن يتشاءم الناس بأول من يقوم في مقام النبي، قالت فراجعته مرتين أو ثلاثا، فقال: ليصل بالناس أبو بكر فإنكن صواحب يوسف..
إن مسألة الحكم في الاسلام، هي من اكثر المسائل التي استعمل بها الدين لتحقيق مصالح سياسية، فمقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان، فيما يعرف في التاريخ الاسلامي بـ "يوم الدار"، اعاد الصراع على الخلافة بين بني امية بقيادة معاوية بن ابي سفيان وبني هاشم بقيادة علي بن ابي طالب، حيث جرى تجنيد أحاديث الرسول الصحيح منها والموضوع لصالح طرف ضد الاخر، واستخدمه بنو امية ضد شيعة علي (كان يطلق عليهم الروافض آنذاك) لتثبيت حكمهم على مدى اكثر من تسعين عاما، كما استخدمه بنو العباس في انتزاع الحكم من الامويين لاحقا، وإدارة الظهر لأبناء عمومتهم العلويين.
وشهد العصر الاموي رواية الاحاديث التي وضعت في فم الرسول لتبرير حكمهم، ومنها ما اورده البخاري باسانيد مختلفه عن عبد الله بن عباس "قال رسول الله من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبرعليه فإنه من فارق الجماعة شبراً فمات إلا ميتة جاهلية. وما ساقه البخاري في "صحيحه" أيضا، بأن سلمة بن زيد الجعفي، سأل الرسول: يا نبي الله أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألوننا حقهم ويمنعونا حقنا..فما ترى؟ فاعرض الرسول عنه... ثم سأله، فاعرض عنه. ثم عاد وسأله، فقال الرسول: "اسمعوا واطيعوا فإن عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم". كما روى البخاري أيضا نقلا عن "عجرفة" أنه قال: "سمعت رسول الله يقول انه ستكون هنات وهنات. فان أراد أن يفرق أمر هذه الامة ، وهي جمع فاضربوه بالسيف كائنا ما كان" .. كما روى البخاري باسناده عن أبي سعيد الخدري أنه قال: قال رسول الله "إذا بويع لخلفيتين فاقتلوا الآخر منهما".
إن هدف الامويين ومن بعدهم العباسيين من رعاية تلفيق أحدايث نبوية كان لإحبار الرعية على الانصياع لهم، ولو كانت تلك الاحاديث سليمة من الناحية التاريخية، فلماذا لم يستشهد بها أحد من الصحابة عند وفاة الرسول واختلاف الآراء حول خلافته، ولماذا لم يستشهد بها المسلمون خلال الفتنة الكبرى التي أدت إلى مصرع ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان ،والتي لا تزال تداعيتها ماثله الى يومنا هذا؟
الاسرائيليات
إن الكثير من كتب التراث الاسلامي تعج بالاساطير، التي تعرف بــ "الاسرائيليات"، وهي تلك القصص التي رواها يهود اعتنقوا الاسلام بما يتفق وعقيدتهم السابقة، وخاصة "كعب الاحبار"، الذي أسهم الى حد كبير في بث الإسرائيليات في كتب التفسير والحديث والسير، رغم مناقضتها للعقل والدين. (محمد إكديد،" جذور الإسرائيليات في التراث الإسلامي"هسبريس، shorturl.at/gyJZ3)

وكعب الاحبار هو من كبار حاخامات اليهود في اليمن، أسلم في عهد عمر بن الخطاب ، وإسمه كعب بن ماتع الحميري، وارتبط اسمه بنشأة عدد من العلوم الاسلامية كالحديث النبوي والتفسير. ورغم ان القرآن اتهم اليهود بتحريف الكثير من كتابهم المقدس، الا أن كعب الاحباروجد الفرصة سانحة، مع وضعه الجديد كمسلم وثق به عدد من كبار الصحابة والتابعين، وأخذوا بما كان يحدثهم به من التراث الديني السابق للإسلام.
كعب لم يجد الجو مناسبا له في مكة او المدينة، في ظل منع الخليفة عمر بن الخطاب روايته لقصص لم ترد لا في الحديث ولا في القرآن، متوعدا اياه بطرده الى ارض القرده (اليمن)، فهاجرإلى حمص ، ورعاه فيها معاوية بن ابي سفيان والي سوريا آنذاك، وبدأ برواية قصص أنبياء بني إسرائيل في مسجد حمص، وكان يفسر القرآن على طريقة تأويل أحبار اليهود للتوراة، إذ يقول ولفنسون في كتابه (كعب الأحبار والأثر اليهودي في الحديث النبوي والتفسير) "إن الطريقة التي اتبعها كعب، حين كان يناقش الناس في آيات القرآن، هي عينها الطريقة التي يتبعها أحبار التلمود في كثير من الأحوال، او بكلمات أخرى فانه كان ينظرللاسلام بعين يهودية".
لا بد من إعادة بحث التاريخ العربي الإسلامي، ودراسة الفترة المظلمة فيه، فعلى الرغم من وجود بعض الدراسات الهامه في تاريخ العرب قبل الإسلام، الا أن الدراسات المتعلقة بفترة "الانحطاط" نادرة، هذه الفترة التي تعتبر ذات تأثير كبير في تكوين العقل الجمعي العربي المعاصر. إن العرب المعاصرين ليسوا ورثة الحضارة العربية الإسلامية بتجلياتها الأولى، بقدر ما هم ورثة عصر الإنحطاط الأخيرهذا، ولهذا السبب لم يتمكنوا من التحرر من تأثير العقل المنفعل، المقلـِد إما للسلف، أو لـ" لآخر"، ما أدى إلى إخفاقهم في الوصول إلى تفعيل " العقل الفاعل" المبدع والمنتج، بغية الإسهام في إنتاج الحضارة، وليس مجرد استهلاك منتجاتها الجاهزة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - غربلة التراث لاضهار الحقآئق ولكن.....
سهيل منصور السائح ( 2022 / 7 / 24 - 10:32 )
اقتباس:إن العرب المعاصرين ليسوا ورثة الحضارة العربية الإسلامية بتجلياتها الأولى، بقدر ما هم ورثة عصر الإنحطاط الأخيرهذا، ولهذا السبب لم يتمكنوا من التحرر: انتهى الاقتباس.
الاخ الكريمبعد التحية. رفقا بعقولنا ليس هناك حضارة عربية اسلامية وما تقوله هو ادعاء كاذب والقرآن شاهد على ذالك. هل طارت الحضارة العربية الاسلامية من مهدها (اي نجد والحجاز) ورست في البلدان المغزية؟؟. عن اي حضارة تتكلم؟؟.في ابان الدعوة وبعد رحيل المؤسس الحضارة كانت في الحروب والاغتيلات بين الاصحاب انفسهم والتاريخ شاهد على ذالك.انا اسالك ايها الاخ ما هي القواعد التي كان عليها ايمان البلدان المحتلة والدليل لديهم على رسالة محمد وهم لم يروه بل و القرآم لم يكتب بعد وان كتب ما هي المقومات التي اقتنع بها شعوب تلك المناطق؟؟. اخي الكريم: الافضل ابعاد الدين عن السياسة واعبد من شئت ولو حجرا ولكن لا تضربني به.
السَيفُ أَصدَقُ أَنباءً مِنَ الكُتُبِ ** في حَدِّهِ الحَدُّ بَينَ الجِدِّ وَاللَعِبِ
سلام عليكم.

اخر الافلام

.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو


.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم




.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah