الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لانه لا يوجد للمسلمين علماء حقيقيين فالتهجم على الاسلام سيستمر

ابراهيم علاء الدين

2006 / 9 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


فيلسوف فرنسي : "القرآن كتاب العنف المطلق" والرسول (صلعم) "جزار اليهود"

تحت عنوان ، شن الفيلسوف الفرنسي روبير ريديكير هجوماً عنيفا على الإسلام ونبيه وتعاليمه قائلا أن ، وذلك في مقالة نشرتها أمس الأول، صحيفة <لو فيغارو> الفرنسية.

وقال ريديكير في مقالته، إن <ردود الفعل الإسلامية على خطاب البابا التحليلي تأتي في إطار سعي هذا الإسلام إلى خنق أغلى ما يمتلكه الغرب وما لا يوجد في أي بلد مسلم وهو حرية التفكير والتعبير>، محذراً من أن الأنظمة التي يسعى الإسلام لفرضها على أوروبا، تعني <رضوخ الغرب لدكتاتورية الإسلام>.

وشبّه الفيلسوف الإسلام بالشيوعية، مضيفاً <اليوم، مثل الشيوعية بالأمس، يستغلّ الإسلام كرم الغرب، وانفتاحه، وتسامحه، وقيمه الديموقراطية.. وهو يسعى إلى فرض النظام القرآني على العالم الغربي نفسه>.

وقال ريديكير ان <القرآن هو كتاب العنف المطلق>، مطلقاً هجوماً شرساً على النبي محمد واصفاً إياه ب<سيد الكراهية>، وأضاف <تمجيد العنف: تقائد حرب لا يرحم، سارق، جزار اليهود، ذو ميول جنسية تخوّله الزواج بالعشرات، ذلك هو محمد في القرآن.. إن العنف والكراهية يعيشان في القرآن الذي يثقف المسلمين>.
بعدها هاجم الفيلسوف مناسك الحج عند المسلمين، قائلاً <إذا كان رجم الشيطان في مكة هو فعل مقدّس.. بإمكانك عندئذ أن تفهم العنف في هذا الدين>.

وقد يخرج غدا او بعد غد من يكيل الشتائم لهذا الفيلسوف وينعته بكل الصفات ، لكني اكاد اجزم انه لن يخرج احدا من علماء المسلمين (الذين اشك اصلا بوجودهم) ليناقش هذا الفيلسوف بشكل عقلاني وعلمي ، ليوضح له بعض ما التبس عليه ، ويصحح فهمه عن الدين الاسلامي ورسوله العظيم.
اما لماذا لا اتوقع قيام احد بهذا الامر فلانه للاسف لا يوجد في عالمنا الاسلامي ما ينطبق عليه فعلا وحقيقة صفة العالم ، وكل ما لدينا هو (شيوخ دين) حفظة للقران والاحاديث النبوية الشريفة يرددونها بمناسبة وبدون مناسبة للدفاع عن الاسلام ورسالته الشريفة دون أي ادراك بان ما يصلح قوله لمسلمي مكة ليس بالضرورة ان يعاد تكراره بالنص لمسلمي الرباط او القاهرة او صنعاء.
ولطالما ردد بعض المثقفين على قلتهم ضرورة ان يتطور خطابنا الاسلامي في عرض مضمون ديننا العظيم ، ولطالما دعا هؤلاء رجال الدين الى الاهتمام بالثقافة الاسلامية بفهم الابعاد الانسانية والفلسفية والعمية والاجتماعية للدين الاسلامي ، ولطالما ايضا دعا كثيرون الى تطوير المؤسسات الدينية الاسلامية ، وازالة ما علق فيها من انحطاط فكري ، ودروشة عقائدية ، وصوفية موغلة في الروحانيات بعيدا عن كل المتغيرات والتطورات السريعة الجارية في عالم اليوم.
ولأن شيئا من هذا لم يتحقق ، وما زالت المسحة والتقاليد الدينية التي اشاعتها الخلافة الفاطمية باقية الى هذه اللحظة، بل انها تفرخ ما هو اسوأ منها من حركات وجماعات متطرفة متعصبة ، بعيدة كل البعد عن العالم المعاصر ، لان هذا الوضع قائما فان من الطبيعي ان يظهر الغرب عداءا متناميا للعالم الاسلامي وللدين الاسلامي.
فذلك باختصار يرجع لتقصير من يسمون او يدعون او يزعمون بانهم علماء المسلمين ، فالحقيقة انه لا يوجد ما يمكن ان ينطبق عليه فعلا عالما اسلاميا يستطيع الدفاع عن الاسلام ، كل ما لدى المسلمين هو مجموعة من الناس من حفظة القرآن والاحاديث النبوية الشريفة ، يرددونها امام من لا يقر بها اصلا ولا يعترف بها ، ولا يقيم لها وزنا.
ويعجز هؤلاء الذين يزعمون بانهم علماء مسلمين عن الولوج في حوار أي كان مستواه بعيدا عن تكرار الايات القرانية والاحاديث النبوية، فهم بعيدون تماما عن العلم والعلوم ، وبعيدون تماما عن فهم الشعوب الاخرى وما الذي تحتاج اليه لتفهم ديننا الحنيف ، وغير قادرين اصلا على تفهم دوافع الاخر النفسية والاجتماعية والاخلاقية، وكل ما يفهمه من يزعمون بانهم علماء مسلمون هو الجانب السياسي فقط ، والتي فحواه ان الكفار يريدون القضاء على الاسلام والمسلمين والسيطرة عليهم، لذلك نجد كل ما تقوم به الحركات والجماعات والمؤسسات الاسلامية والمنتمين لها ، هو عبارة عن نشاط سياسي لا اكثر ولا اقل، ويستخدمون لتحقيق اهدافهم بالوصول الى السلطة بعض القضايا التي ترتبط بالايمان لادراكهم بان الناس مؤمنون بالفطرة ولا يستطيع احد من عامةن الناس ان يجادل رجل دين حول بعض المسائل الثابتة في توضح ما هو الحلال وما هو الحرام مثلا.
لكن الدور العلمي وانساني والاقتصادي والاجتماعي والتربوي وتعليم الناس على المباديء العليا في التعامل مع الغير ايا كان دينه او لونه او جنسه ، وتعزي السلوك الانساني الذي يدعو الى الخير والصدق والامانة والشرف وعدم استغلال الغير واداء الامانة واحترام الغير والاخلاص بالعمل والحض على العلم ، والسعي لتطوير مؤسسات المجتمع العلمية والثقافية والفنية والتربوية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها من المؤسسات ، كل هذا لا يعني من يدعون انهم علماء المسلمين.
لهذا لماذا يستغرب البعض ان يخرج واحد من هنا واخر من هناك ليقول رأيا معارضا او منافيا للحقيقة او يوجه اتهامات للدين الاسلامي، هل يتوقع علماء المسلمين ان تسن حكومات الغرب المسيحي قانون يفرض تدريس الديانة الاسلامية في مدارسهم حتى يفهم المسيحيون حقيقة الدين الاسلامي؟ بالطبع هذا هراء ..
المشكلة فينا وعندنا ، وجوهرها تقوم على ضعف المؤسسات الفكرية الاسلامية وفي مقدمتها الازهر الشريف وغيرها من الجامعات الاسلامية التي لا تخرج علماء قادرين على تطوير المفاهيم والارتقاء بها لتناسب العصر ومستجداته بل تخرج حفظة لما قاله من سبقهم ممن ايضا زعموا انهم علماء .

وحتى لا يوصف ما اقول بانني اطلق كلاما على عواهنه ، وانه كلام مغرض او ساذج ، او جاهل الى اخره ما يمكن ان تقال من نعوت يمكن لمن يريد العودة الى خطبة خطيب المسجد الحرام يوم الجمعة الماضي ، او الى تعليقات الشيخ يوسف القرضاوي ، او شيخ الازهر او مفتي القدس ، وغيرهم من العشرات ممن يدعون انهم علماء للمسلمين في تعليقاتهم على تصريحات البابا .
والى ان يصبح للاسلام علماء عصريين قادرين على ادارة حوار فكري علمي مع غير المسلمين ، والى ان يكف الجماعات والحركات والمؤسسات الاسلامية عن هدر جهدهم ووقتهم وطاقاتهم لتحقيق مكاسب سياسية او اجتماعية هنا وهناك ، فسيظل غير المسلمين من أي ديانة كانت غير قادرين على فهم ديننا الحنيف ، وبالتالي سنسمع ونقرأ كثيرا من الصاق التهم بالاسلام والمسلمين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 163-An-Nisa


.. السياسي اليميني جوردان بارديلا: سأحظر الإخوان في فرنسا إذا و




.. إبراهيم عبد المجيد: لهذا السبب شكر بن غوريون تنظيم الإخوان ف


.. #جوردان_بارديلا يعلن عزمه حظر الإخوان المسلمين في حال وصوله




.. رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء تستطلع هلال المحرم لعام 1446