الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سباق التسلّح النوويّ والكارثة الإنسانيّة 11

مؤيد الحسيني العابد
أكاديمي وكاتب وباحث

(Moayad Alabed)

2022 / 7 / 26
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


The nuclear armament race and the humanitarian catastrophe 11

وأنا أكتب هذه الحلقة من هذه السلسلة وإذا بالمؤتمر الصحفي لوزير الخارجية الروسي ووزير الخارجية المصري لتوقيع الاتفاقية المهمة على مستوى وزراء الخارجية بعد توقيعها على مستوى الرؤساء، وهي من ضمن اتفاقيات عديدة، تلك الاتفاقية المهمة ليس لمصر فقط وانما لعموم المنطقة العربية بما في ذلك العراق الذي تخلّى عن دوره
منذ تسعينيات القرن الماضي في هذا الجانب بعد ان قام النظام الاسبق بالتخلي عن كل نشاط علمي نووي بحجج واهية وبتوجه كان يريد له دعاية، فبات وبالا عليه وعلى العراق!
اقول الاتفاقية التي وقّعت كانت حول بناء محطة الضبعة الكهرونووية والتي تتكوّن من اربع وحدات، كلّ وحدة من الوحدات تحوي مفاعلا نوويا انشطاريا لغرض انتاج الكهرباء بقدرة 1200 ميغاواط، فبعد اتمامها عام 2028 سيكون هناك انتاج 4800 ميغاواط كهرباء بالاضافة الى تطوير قدرة المفاعلات والابحاث باشراف روسي على استخدام النظائر المشعة المنتجة للاغراض الطبية التشخيصية والعلاجية علاوة على الاستخدامات الاخرى. وقّعت الإتّفاقيّة في مرحلتها الأولى عام 2015 ويكلّف المشروع حسب ما ورد في النص حوالي 28,75 مليار دولار. تموّل روسيا 85 بالمئة منه على شكل قرض. تكون المفاعلات من نوع يطلق عليه بالروسية:
Водоводяной энергетический реактор
وباللغة الانكليزية يطلق عليه:
Pressurized water power reactor
أي من نوع مفاعل الماء المضغوط. وهو من المفاعلات الروسية المهمة التي صمّمت من قبل وفق التقنية الروسيّة (السوفييتية السابقة). ومن هذه المفاعلات يعمل الكثير على مستوى العالم وهي ذات قدرة جيدة في إنتاج الطاقة الكهربائية وفي الاغراض الاخرى. ولا ننسى أن يكون من ضمن الاتفاقية ان يعود الوقود المستهلك الى روسيا وان لم اطّلع على نصوص الاتفاقية كاملة لان ذلك من الشروط التي تفرضها دول الانشاء والتنفيذ والمزوّدة للوقود.
هذا المشروع المصري من المشاريع المهمة والتي ستقدم مصر خطوة اخرى باتجاه التطور ووضعها في المكان الصحيح في هذا الجانب العلمي.
والان الى الحلقة الجديدة من هذه السلسلة:
لقد أشرت الى أنّ البلوتونيوم كعنصر من العناصر المشعّة والفعّالة فهو من العناصر التي يطلق عليها بالعنصر الاصطناعي في الغالب. اي ان تحضيره يتم في المصنع بنسبة كبيرة علاوة على وجوده الضئيل مع اليورانيوم والصخور المتكوّنة في الطبيعة ولو بكميات صغيرة جداً والذي يتكوّن من أسر أو التقاط نوى اليورانيوم للنيوترونات الحرة في الطبيعة والمتولدة من نشاطات طبيعية معيّنة، والتفاعل الذي يحدث لنوى اليورانيوم بفعل هذه النيوترونات هو شبيه بذلك التفاعل التي يحدث في المفاعل النووي حيث يقصف وقود اليورانيوم في قلب المفاعل بنيوترونات بطاقات إن كانت سريعة أو بطيئة كما ورد شرحها سابقاً. والنيوترونات الحرّة الموجودة في الطبيعة جسيمات من تلك التفاعلات التي حدثت وتحدث في النجوم والمجرات لتصل بعدها الى الارض بنسبة معيّنة اعتماداً على عمر نصف الحياة لهذا الجسيم. حيث ان التفاعلات النووية والكيميائية التي تحدث في الفضاء الخارجي انما تطلق نواتجها الى محيط حول مكان التفاعل ما يلبث ان ينتشر في الفضاء عموماً ومنها تلك التي تصل الى الارض التي نعيش على سطحها ليتسرّب جزء منها الى باطن الارض. حيث اثبتت الدراسات المتعلقة بتأريخ الوجود الكونيّ الى ان هناك حوالي 26 عنصراً من تلك الموجودة في الجدول الدوري قد تشكّلت من هذه التفاعلات، منها مثلاً الهيليوم والكربون والمنغنيز والحديد وغيرها. وهذه تفاعلت وانتجت العديد من العناصر والجسيمات والجزيئات والايونات الاخرى وهي مستمرة في هذا النشاط. حتى وضعت العديد من الفرضيات التي تستند على هذا الموضوع في ان تكوين الانسان من هذه العناصر متأت من هذا النشاط بشكل يختلف عن النظريات التكوينية مجتمعة الى حدّ ما. فترى في الانسان نسبا من الكربون والاوكسجين بينما ترى السيليكون في الصخور. وهناك العديد من العلماء درسوا هذا النشاط والكيفية التي تتكون فيها العناصر الكيميائية في النجوم في الفضاء الخارجي وكيف وصلت وشكّلت البشر او التكوين البشري (ليس هناك اي تناقض مع النظرية الدينية التي تتحدث عن خلق الانسان بالصورة المعروفة لانّ الامر لا يتعلق هنا عن بديل للنظرية الدينية بل يمثل شرحاً للتكوين الكيميائي او الاحيائي او غير ذلك). أين البلوتونيوم هنا؟
قلنا ان البلوتونيوم تكوّن من تفاعل النيوترونات مع اليورانيوم ان كان طبيعياً ولو بكميات بسيطة لكنّ الكم الاكبر يكون صناعياً وبنفس طريقة التفاعل الذي يحدث في الطبيعة. وقد ذكرت النسبة التقريبية لهذا العنصر في اليورانيوم والتي تبلغ نسبة تصل الى 10 الى 12 بيكوغرام في الغرام الواحد من اليورانيوم. ففي بحيرة السيجار في كندا كانت الكمية المقاسة متساوية ما بين المنتج والمتفاعل، حيث بلغت النسبة حوالي 2 الى 5 بيكوغرام لكل غرام من اليورانيوم، وللتوضيح اكثر نقول بنسبة ميكروغرام من البلوتونيوم لكلّ طنّ من اليورانيوم في الطبيعة. ويحتاج التكوين هذا الى زمن قد يصل الى عشرات الالاف من السنين، وبذلك وبحساب بسيط منذ تكوين الارض الى الان نستطيع القول ان هناك ما يقارب بضعة كيلوغرامات من البلوتونيوم ـ 239 الطبيعي توجد في قشرة الارض عموماً. بالاضافة الى هذا النظير هناك العديد من النظائر المشعة الاخرى المتكونة بنفس الاسلوب التفاعلي ومنها نظائر للبلوتونيوم نفسه مثل نظيره ـ 244 والذي يكون نصف عمر الحياة له حوالي 81 مليون سنة. وانا اذكر هذه المعلومات حول النسب كي يكون هناك وضوح في انّ الكميات المنتجة من البلوتونيوم في مفاعلاتنا ناشئة من صنع الانسان في مفاعلات الانتاج المتعددة ومنها تلك المخصصة للاغراض العسكرية. ولا ينبغي لنا ان ننسى ان النسبة من النظائر المشعة تختلف في الغلاف الجوي حسب نوع التجارب التي تحصل على الارض بين الحين والاخر. فقد لوحظ ان هذا النشاط لنسبة النظائر ترتفع بشكل واضح كما حصل في خمسينيات وستينيات القرن الماضي ومنها كذلك ما يتعلّق بسقوط بعض الاقمار الصناعية التي تحتوي على مصادر البلوتونيوم. لكن عموماً يوجد الان حوالي ثلاثة اطنان من البلوتونيوم في الطبيعة نتج من التفجيرات النووية التي حصلت، وليس من الطبيعة ذاتها، منها حوالي %80 في نصف الكرة الشمالي حيث يقول احد الباحثين# الى اننا يمكن ان نجري حساباً بسيطاً لمعرفة وجود التداعيات لهذا النظير في السويد مثلاً بكمية تصل الى 4 كيلوغرامات. ويعتقد انها من التجارب السوفييتية في نوفايا زيملايا (واذا اضفنا لها النسبة القادمة عام 1986 من تشرنوبيل المتسربة مع العديد من النظائر المشعة يكون الوضع اسوأ حيث كانت هناك حوالي 20 كيلوغراماً في المحطة آنذاك من البلوتونيوم) وإذا أضفنا النشاطات النووية الاخرى من بقية دول النشاط التجريبي النووي وانطلاق كميات البلوتونيوم والنظائر المشعة الاخرى الناتجة من التجارب النووية والتجارب الاخرى الخاصة بالسلاح النووي لدول اخرى منها حلف الاطلسي سيكون الوضع اكثر ايلاماً! حيث يستخدم في الغالب في تلك الاسلحة النووية التي يعبأ فيها البلوتونيوم باسلحة البلوتونيوم حيث يستخدم فيها نظير البلوتونيوم ـ 239 مع مادّة التثبيت التي تكون كما اشرنا الى انها خليط من عدّة نظائر (تختلف الخلائط مع البلوتونيوم من سلاح الى آخر)، وتكون نسبة البلوتونيوم في السلاح من هذا النوع تصل الى %93 من نوع النظيرـ 239 أي أنّ القنبلة النووية من وقود البلوتونيوم تحتوي على هذه النسبة من نظير ـ 239 بينما يجب أن لا تتجاوز النسبة %6 من نظير البلوتونيوم ـ 240 وأن هذا النظير يحتوي على معدل كبير من الانشطار التلقائي ويبعث نيوترونات تؤدي إلى تفاعلات متسلسلة غير مرغوب فيها. والتركيز الذي يتجاوز هذا الحد من شأنه أن يتسبب في انفجار مسبق للقنبلة محرجًا لموثوقيتها وسيئ لفعاليتها.
إنّ نسبة التخصيب من نظير البلوتونيوم ـ 239 تصل الى تلك النسبة %93 التي ذكرناها آنفاً بينما في المفاعلات المدنية تصل نسبة التخصيب الى %60 في المفاعل المسمّى مفاعل الماء المضغوط
pressurized water reactor (PWR)
(وهو واحد من ثلاثة انواع من هذه المفاعلات التي تستخدم لتوليد الكهرباء وفي الغواصات النووية والسفن البحرية. كل المفاعلات من هذا النوع تستخدم الماء الخفيف اي العادي كمبرّد ومعدّل أو مهدّئ للنيوترونات التي تحمل طاقات عالية. بينما يكون النوع الثاني هو مفاعل الماء المغلي والثالث هو مفاعل فوق الحرج المبرّد بالماء). والنسبة الاخرى المتبقية وهي %40 هي للنظائر الاخرى التي تجعل الناتج غير مناسب للإستخدامات العسكرية، خاصة اذا حوت المفاعلات على نسبة %20 من نظير البلوتونيوم ـ 240، لأنّ القنبلة التي تصنّع بهذه النسبة تكون غير مستقرّة للغاية. اما في بعض الحالات التي تصعد فيها نسبة النظير البلوتونيوم ـ 240 الى %25 مثلاً يكون البلوتونيوم غير مناسب للاستخدامات العسكرية عموماً.
والمهم في هذه النسب ليس فقط ما يتعلق بالنظير المستخدم في الفعّالية المطلوبة بل الانتباه الى مسألة مهمة أخرى وهي معالجة الوقود الاعتيادي الذي يعمل عليه المفاعل النووي عموماً، حيث ينتبه الى ان عملية معالجة الوقود النووي المستهلك ينتج كذلك كميات من البلوتونيوم ـ 239، لذلك نلاحظ ان من الشروط التي توضع على تلك الاتفاقيات ما بين الدول لبناء المحطات النووية للاغراض العديدة هم ان توقع على تسليم الوقود المستهلك بعد استخدامه لمعرفة الكمية التي اولدت الطاقة والكمية المتبقية كي تحسب كمية الوقود الحقيقية في كلا الوجهتين ما قبل وما بعد الاستعمال. السؤال الذي يراود الكثير من الناس هو هل يمكن زيادة نسبة البلوتونيوم من 40 او 60 بالمئة الى النسبة %93 او اكثر؟ والجواب بسهولة نعم. بل بكل سهولة بل اسهل بكثير من رفع نسبة اليورانيوم من نسبته الى %90 لكنّ الخطورة ستكون كبيرة جداً اي ان المسألة تتعلق بالسلامة والامان فمن الصعوبة السيطرة على عملية تمرير المركّب الغازي للبلوتونيوم المذكور عبر آلات الطرد المركزيّ، فهنا يمكن ان نستخدم سادس فلوريد اليورانيوم وهو اقل خطورة واكثر اماناً مما لو استخدمنا غاز البلوتونيوم لان كمية الاشعاع المنبعثة منه تعادل ملايين المرات مما في سادس فلوريد اليورانيوم. في التجارب السابقة كما في القنبلة النووية الامريكية على اليابان في كلا العمليتين استخدم البلوتونيوم وهو المفاعل الذي إستخدم في هانفورد قبل الحرب الباردة باستخدام هذا الذي يطلق عليه الاكوام الذرية
atomic piles
وهو جهاز يستخدم البدء والتحكم في تفاعل سلسلة الانشطار النووي أو تفاعلات الاندماج النووي. وفي هذه المفاعلات لا تبقى قضبان الوقود لأكثر من 4 أشهر، من أجل الحد من إنتاج البلوتونيوم ـ 240 من خلال التقاط نيوترونين متتاليين.
في هذه المفاعلات يستخدم اليورانيوم الطبيعي أو اليورانيوم بنسبة تخصيب منخفضة بحيث يمكن أن تعدّل بإستخدام الماء الثقيل أو الماء الذي يحوي الهيدروجين الثقيل (الديتيريوم) أو باستخدام الغرافيت.
يعتمد وجود اليورانيوم بكثافة في ترسّبات معيّنة لا يعني أنّ هناك إمكانيات لإستخراج البلوتونيوم منه ولو بنسبته القليلة، لأّن قدرة المفاعلات النووية ليست كافية لإستخراج البلوتونيوم المذكور. فهناك دول تمتلك كميات هائلة من صخور الارض التي تحتوي على اليورانيوم ويمكن ان تصدّر الكميات التي تريد الى اماكن اخرى ودول اخرى لكنّ التجارة بيعا وشراء بالمعادن التي تدخل في صناعات من هذا النوع كالسلاح النووي يقع تحت سيطرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمؤسسات الدولية الاخرى. وهناك مسوحات كاملة لمساحات هائلة من الارض للكشف عن هذه المعادن المهمة. لكن نلاحظ ان الدول الكبرى والتي باتت بالفعل تمتلك السلاح النووي لها السيطرة القسرية على الكثير مما يتعلق بتجارة السلاح المذكور، وهذه السيطرة لو كانت عادلة لكانت من افضل ما عملت وتعمله المنظمات والمؤسسات الدولية. للأسف تلك الدول هي المسيطرة وهي التي تريد لها وليس لغيرها. في الولايات المتحدة الامريكية مثلاً وللاغراض العسكرية لوحدها ما يعادل 111,4 طن من البلوتونيوم منذ عام 1945 وقد تم "استهلاك" حوالي 12 طنًا في تجارب الأسلحة النووية، وخسائر العمليات المتعلقة بالسلاح النووي والنشاط النووي بهذا الاتجاه وبقي حوالي 99,5 طن في المخازن الخاصّة لها من هذه الكمية هناك 85 طن خصصت للسلاح النووي باعتبار ان هذه الكمية تحتوي على اقل من نسبة 7 بالمئة من البلوتونيوم ـ 240. وفي انكلترا لوحدها في سيلافيلد شمال غرب انكلترا حوالي 850 كيلوغرام من البلوتونيوم السويدي وهذا يكفي لصنع 100 قنبلة نووية (في عام 1956، افتتحت الملكة إليزابيث أول محطة للطاقة النووية في العالم، في موقع سيلافيلد. كان الغرض منه إنتاج البلوتونيوم للأسلحة النووية البريطانية وكمنتج ثانوي أنتج أيضًا بعض الكهرباء، حيث يذوّب الوقود في حمض النيتريك فيوجّه اليورانيوم باتجاه، بينما يوجّه البلوتونيوم في اتجاه آخر، ونواتج الانشطار الإشعاعي باتجاه ثالث وهذه هي الطريقة التي تستخدم لإستخراج البلوتونيوم لغرض السلاح النووي) رغم ان هذا الكم الكبير يخضع لمراقبة صارمة##. علماً أن هذه الكميات من البلوتونيوم غير مدوّنة على الخرائط المطلوبة. والمصدر المذكور يذكر ان هناك ما لايقل 1300 بناء متخصصة بانتاج الاسلحة النووية ومتعلقاتها وتحتوي على كميات من الاشعة التي يمكن لها ان تتسرب في اي وقت الى المحيط الخارجي ليكون بحدّ ذاته تأثيرا خطيرا لا يقل عن تأثير القنابل النووية وان كان بقوّة اقل. بحيث يوجد البلوتونيوم في حاويات معدنية في حجيرات مفتوحة في اقبية تحت الارض وكون هذه الحجيرات مفتوحة بسبب سخونة البلوتونيوم ويحتاج الى تبريده بإستمرار بتدفّق مستمر للهواء. ومن الخطورة المستمرّة لهذه الكميات الهائلة هو انّ البلوتونيوم مسبب اساس لمرض السرطان اكثر من اي نظير مشع آخر وتأثيره مباشر على الرئتين، فمثلاً لو عمل شخص في مثل هذه الاماكن عشر سنوات واخذ جرعة لبضع دقائق ستكون كافية لقتله في وقت قصير جداً. ولا نستغرب اذا ما علمنا ان عددا من الدول تمتلك مثل هذه الكميات ولا تعمل بها الّا انها تتعامل بها مع دول اخرى من خلال شركات قسم منها غير معروف الهوية! ويتم نقل شحنات هذه المواد الخطيرة في ناقلات ويتم انزالها بشكل مكشوف في مواقع تتبع مصنعا لإعادة المعالجة وتجميع المواد المطلوبة. وهنا للسويد الحق في امكانية استعادة الوقود المذكور، وتقوم المملكة بتصدير اليورانيوم الى عدّة دول منها ما تستخلص منه البلوتونيوم مثل روسيا التي استلمت من السويد حوالي 136 طناً لتتم معالجته واستخلاص النظير المذكور. وهنا نشير الى أنّ التقارير الدولية اشارت الى ان التعامل مع هذه الكميات في روسيا يتم بشكل جيد (راجع نفس المصدر السابق).
مشاريع مؤجّلة ومشاريع سابقة
هناك العديد من الدول كانت تمتلك مشاريع لصنع القنبلة النووية ولكنّ المشروع كان سرّياً لاسباب عديدة منها سياسي ومنها امني ومنها تقني. ففي السويد مثلاً كان مشروع القنبلة النووية سرياً تمّ الكشف عنه عام 1985 ذلك المشروع الذي كلّف عشرات المليارات من الكرونات السويدية. وقد تم إجراء بحث سري من اجل امتلاك السلاح النووي السويدي، حيث كانت مشاريع الابحاث في معهد ابحاث الدفاع وقد اجريت تجارب على اسلحة البلوتونيوم عام 1972. ولا يخفى ما لتأثير تجربة الولايات المتحدة الامريكية على اليابان من تأثير سلبي على العديد من الدول منها السويد. التي بدأت بالفعل تجاربها واختباراتها منذ عام 1957 وقد حصل تفجير بالفعل في لابلاند (أقليم تشترك فيه مملكة السويد مع فنلندة ويقع شمال السويد تبلغ مساحته ضعف مساحة سويسرا تقريباً) من النوع هذا وانتشرت على اثره موجة ضغط هائلة على بعد عدّة كيلومترات من موقع التفجير###. ومن قبل هذا التفجير سبقه تفجير باستخدام مادة تفجير تقليدية، بلغت التفجيرات حدّاً وصل الى شحنات متتابعة من 600 كيلوغرام الى 6 اطنان ثم الى 60 طناً وواضح من هذه التتابعات هي للتمهيد الى تأثير التفجيرات ان كانت بقدرة السلاح النووي. وقد ذكرت سابقا ان ليس بالضرورة ان يكون السلاح النووي من نوع قنبلة هيروشيما او ناغازاكي بل يمكن ان يكون السلاح باشكال متعددة وبتقنيات مختلفة وهذا ما صرحت به السلطات المختصة في السويد آنذاك الى ان ليس للسويد طموح لانتاج القنبلة النووية ولا ترغب في ترسانتها ايا من هذا السلاح، لكنّ التطورات الاخيرة كما اعتقد ستجعل من عدد من السياسيين واهل الدفاع التفكير في هذا الشأن من جديد. ربما سأعود الى تلك التجارب في عدد من الدول مستقبلاً.
لا أستبعد التوجّه السويدي الى حلف الناتو من تخوّف البلد من تأثيرات تأريخية وجّهت صراعات ما بين روسيا القيصرية والسويد، والتي لعبت دورا حسّاسا ما بين البلدين الى الان بعد دخول العملية العسكرية الروسية الى اوكرانيا والخشية السويدية من تمددات تصل الى المملكة. ولا استبعد كذلك في المستقبل ان يكون هناك توجّه جديد للدولة وبقية الدول الاخرى الى تنشيط مشاريع نووية لإمتلاك سلاح نووي تعتقد بعض الاوساط السياسية ضرورة اجراء حالة توازن رعب ما بين الدول! وهذا التوّجه هو الاخطر على البيئة وعلى الارض عموماً كما ذكرنا سابقا وهذا بسبب تلك الثقة المتهالكة بل المنعدمة ما بين الدول بالاضافة الى سبب دفع العديد من شركات الانتفاع من التسابق الفظيع هذا لتنشيط وضعها التجاري والمالي، وكذلك تلك المؤسسات التصنيعية النووية التي تشغّل الالاف من الطاقات العلمية والعملية. وليس غريباً ان نلاحظ زيادة الانغلاق والسرّية حين التعامل مع تلك الطاقات العلمية القادمة من دول نشطت فيها الحروب لاي سبب من الاسباب فترى العديد من الدول النووية لا تدع لتلك الطاقات القادمة الدخول الى تلك البرامج مما يؤكّد على توّجه سرّي لغرض التصنيع النووي للسلاح الفتّاك. حتى وصل الامر ببعض السياسيين للتنافس السياسي ان تتوجّه كذلك للتنافس في مجال الدفع بالمشاريع النووية التسليحية من عدمها. وليس بعيدا منها دول الناتو ودول خصوم الناتو كذلك، والايام القادمة حبلى بالمفاجآت بهذا الاتجاه.
ولنا عودة ان شاء الله تعالى
د.مؤيد الحسيني العابد
Moayad Alabed

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
# R Plutonium data, egenskaper med mera. sammanställning gjord av Per-Eric Ahlström. Svensk Kärnbränslehantering AB. - PDF Free Download (docplayer.se)
## https://www.sverigesnatur.org/arkiv/har-ligger-850-kilo-svenskt-plutonium/
### https://www.nyteknik.se/energi/den-svenska-atombomben-6421374








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقطة تُظهر بايدن يغفو خلال قمة في أنغولا


.. صلاح يواصل تحطيم الأرقام القياسية




.. مراسل الجزيرة يرصد الموقف التركي من التطورات الجارية في سوري


.. انفجار صندوق كهربائي بسيدة مرت أمامه في منطقة كوماس البيروفي




.. هل تحكم حلب هيئة انتقالية؟.. الجولاني يكشف خطته في سوريا