الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخرافات اليهودية – الجزء السادس

بوياسمين خولى
كاتب وباحث متفرغ

(Abouyasmine Khawla)

2022 / 7 / 27
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


"الزوهار"

يستمر "الزوهار" - Sepher ha-Zohar - المؤثر في التصوف اليهودي في إلهام الباحثين الروحيين.
"سيفر ها زوهار" (كتاب العظمة أو الإشعاع) ، يعتبر تحفة "الكابالا" ، المكتوبة باللغة الآرامية. إن تأليفها ظل محل نزاع: فهي تُنسب تقليديًا إلى الحاخام "شمعون بار يوهاي" (1) - Rabbi Shimon bar Yohaï - من القرن الثاني الميلادي. تشير الأبحاث الأكاديمية اليوم إلى أنه من الممكن أيضًا أن يكون قد كتبه "موسى دي ليون" (2) - Moses de León - أو حاشيته بين عامي 1270 و 1280 م ، حيث قام بتجميع تقليد شفهي.
------------------------------------------
(1) - يهودي آرامي، عاش بين نهاية القرن الأول والقرن الثاني من العصر المسيحي. وفقًا للتقاليد التلمودية ، واصل القتال الذي بدأه سيده الحاخام "عكيفا" ضد الإمبراطورية الرومانية ، ولجأ مع ابنه الحاخام "إليعازار" خلال ثلاثة عشر عامًا إلى كهف في "البقيعة"، ثم خرجوا منه متمتعين بقوى صوفية. وبمعرفة باطنية كبيرة بالإضافة إلى معجزات أخرى. غالبًا ما يُنظر إليه بشكل رمزي على أنه مؤلف "الزوهار".
(2) - هو حاخام إسباني من القرن الثالث عشر (1240 - 1305 م) ، يعتبر أحيانًا مؤلف أو مترجم Sefer HaZohar ، أهم عمل ضمن "الكابالا".
-------------------------------------------------------

فالزوهار هو تعليق صوفي مكتوب باللغة الآرامية. و يتألف من مجلدات متعددة يبلغ مجموعها أكثر من 1000 صفحة.
إنه جزء من مجموعة التراث الصوفي اليهودي المعروف بـ"الكابالا"(3) ، على الرغم من أنه ليس أول عمل لهذا التقليد. (أول نص صوفي يهودي هو "سفر يتزيرة" (4) Sefer Yetzirah ، على الرغم من أنه ليس جزءًا من التقليد الكابالي.) ومع ذلك ، فإن "الزوهار" هي الآن أحد أشهر أعمال الأدب الكابالي ، وذلك بفضل منحة دراسية في أوائل القرن العشرين من الفيلسوف الإسرائيلي الألماني المولد "غيرشوم شولم" (5) - Gershom Scholem - وترجمات إنجليزية حديثة. على الرغم من صعوبة فهمه ، نظرًا للنظام الكوني الكثيف والغامض الذي يسكن النص ، حتى في الترجمة ، لكن "الزوهار" يدعو أولئك الذين يرغبون في استكشافه في عالم خيالي مليء إلى التأمل الروحي والبصيرة.
-----------------------------------------------------------------
(3) - "الكابالا" (بالعبرية: "تقليد") ، تصوف يهودي باطني ظهر في القرن الثاني عشر وما بعده. ولطالما كانت الكابالا في الأساس تقليدًا شفهيًا ، و أن البدء في ممارساتها يتم بواسطة دليل شخصي لتجنب المخاطر الكامنة في التجارب الصوفية. فالكابالا الباطنية هي أيضًا "تقليد" بقدر ما تدعي المعرفة السرية للتوراة غير المكتوبة (الوحي الإلهي) التي نقلها الله إلى موسى وآدم.
(4) - "سفر يتزيرة" (بالعبرية: "كتاب الخلق" أو "التكوين" أو "الانبعاث") هو "كتاب الكون" اليهودي المكتوب "بين القرنين الثالث والسادس ، على ما يبدو في أرض إسرائيل، والمنسوبة إلى إبراهيم . إنه يتعلق بتكوين العالم عن طريق أحرف الأبجدية العبرية ومجموعاتها. وهذا ما أدى إلى ظهور أدب كامل من التعليقات، "العقلية أو الصوفية" ، وهي حاليًا "الكابالا".
(5) - (1897 –1982)، هو مؤرخ يهودي إسرائيلي من أصل ألماني، تَخصَّص في دراسة "الكابالا" وفك رموزها حتى ارتبط اسمه بها تماماً. تمرَّد على الثقافة الاندماجية واتجه نحو حركات الشباب الصهيونية تحت تأثير "مارتن بوبر". ولكن موقف "شولم" كان لا ينبع من أي حب للسلام أو أي عداء للحرب وإنما من موقف انعزالي يرى أن اليهود أمة عضوية لا علاقة لها بأوروبا أو بحروبها وأن عليهم أن يهاجروا إلى فلسطين لتأسيس دولة صهيونية. وقد درس شوليم الفلسفة والرياضيات في بادئ الأمر. ولكنه قرَّر أن يتخصص في "الكابالا"، وجعلها موضوعاً أساسياً للدراسة ومكوناً أساسياً في تفكير كثير من المفكرين من أعضاء الجماعات اليهودية.
----------------------------------------------------------------


من كتب "الزوهار"؟
وفقًا للاعتقاد اليهودي التقليدي ، أنزل الله "الزوهار" على موسى في سيناء ، وتم نقله شفهيًا إلى أن كتبه في القرن الثاني الميلادي الحاخام شمعون بار يوهاي. من منظور تاريخي نقدي ، كان تأليف "الزوهار"محل نقاش لعدة قرون.
يتفق العلماء الآن على أن الكتاب كتب في إسبانيا في القرن الثالث عشر ، على الأرجح من قبل الحاخام الكابالي القشتالي "موشيه دي ليون" والعديد من المؤلفين الآخرين. ويبدو أن النص مكتوب باللغة الآرامية ، وهي ليست لغة مستخدمة على نطاق واسع في ذلك الوقت ، وذلك من أجل إظهار أنه تم تأليفه قبل قرون.
يعزو البحث الأكاديمي المعاصر تأليف "الزوهار" إلى موشي دي ليون" نفسه ، أو إلى تعدد المؤلفين المتحدون في "دوائر" الكاباليين المنتشرين في حاشيته القريبة ، والذين كانوا سيجمعون مادة العمل تحت اسم فريد مع الحفاظ على هوية المؤلف الحقيقي ، وذلك لتفادي تهديدات من المؤسسات السياسية أو الدينية . وهذه ممارسة كانت منتشرة وقديمة جدًا بالفعل في الأوساط اليهودية في العصور الوسطى.


موضوعات "الزوهار" الرئيسية
بعض المواضيع الرئيسية في "الزوهار" تشمل طبيعة الله والكون ، وخلق العالم ، وعلاقة الله بالعالم من خلال "سفيروت" ، (صفات الله) ، طبيعة الشر والخطيئة ، وحي التوراة ، الوصايا ، الأعياد ، الصلاة ، طقوس الهيكل القديم ، شخصية الكاهن ، تجربة المنفى ، ومواضيع أخرى.
عمل "الزوهار" على توليف الأدب الكابالي في نهاية القرن الثالث عشر. ويأتي من ثلاثة مصادر رئيسية حسب البعض:
- مجموعة الدراسات اليهودية القديمة (التلمود ، المدراش ، ليتورجيا الكنيس ، أدب القصور والنصوص ذات الصلة).
- الفلاسفة اليهود في العصور الوسطى ("أبرهام بن عزرا" (6) ، "بار هي" ، "سليمان بن جابيرول" (7) ، "يهوذا هليفي" (8)، "موسى بن ميمون" (9) ...).
- الكتابات الأفلاطونية والأفلاطونية الجديدة.
--------------------------------------------
(6) - الحاخام "ابراهام ابن عزرا". عاش ما بين 1092 م و 1167 م ، وهو واحد من أكثر علماء وأدباء اليهود شهرة في العصور الوسطى . وقد برع في الفلسفة و علم الفلك و التنجيم و الطب و الشعر و علم اللغات و التفسير. لذلك لقب بالحكيم و بالكبير و بالطبيب الماهر. ولد في الأندلس خلال حكم المسلمين . وغادر أرض وطنه قبل 1140 م بسبب المضايقات التي كان تمارس حينها هناك على اليهود . و عاش بعدها حياة الترحال التي لا تعرف السكون . فتنقل بين شمال أفريقيا و مصر و فلسطين و إيطاليا و جنوب وشمال فرنسا و إنجلترا .
(7) - أبي أيوب سليمان بن يحيي بن جبيرول (بالعبرية شلومو بن يهودا بن جبيرول) (1021م - 1058م) شاعر وفيلسوف يهودي أندلسي. كان أديبًا يحضر مجالس الأمراء وكبراء البلد، ليمدحهم بشعره فيجزلون له العطاء. امتنع "جبيرول" عن أن يقتبس من العهد القديم، وأهم كتبه "مقور حايم" تميَّز بخلوه من أي إشارة إلى اليهودية. ولذا كان البعض يتصور أن مؤلفاته من تأليف فلاسفة وفقهاء مسلمين. وكان هذا البعد عن "القومية اليهودية" هو الذي جعل الكتاب بغيضاً عند أحبار اليهود، كما جعله في ترجمته اللاتينية المسماة "منبع الحياة- Fous Vitae" عظيم الأثر في العالم المسيحي.
(8) - "يهوذا هاليفي" (1075-1141)، إسباني طبيب وشاعر و فيلسوف . ويعد من أحد أعظم الشعراء العبريين ، واشتهر بقصائده الدينية والعلمانية ، والتي يظهر الكثير منها في "الليتورجيا" الحالية. مثل معظم المثقفين اليهود في إسبانيا المسلمة ، كتب "هاليفي" نثرًا باللغة العربية والشعر بالعبرية. خلال " العصر الذهبي العبري " من القرن العاشر إلى القرن الثاني عشر ، كان أكثر الشعراء العبرانيين إنتاجًا. ومثل كل الشعراء العبريين في العصر الذهبي العبري ، استخدم الأنماط الرسمية للشعر العربي ، سواء الأنماط الكلاسيكية أحادية النسق أو الأنماط "الستروفيكية ( قصائد المدح ، قصائد جنائزية ، قصائد عن ملذات الحياة ، أقوال مأثورة ، وألغاز. كان أيضًا مؤلفًا غزير الإنتاج للآيات الدينية).
(9) - مُوسَى بْن مَيْمُون بْن عُبَيْد ٱللّٰه ٱلْقُرْطُبِيّ (1135 - 1204) المشهور في الغرب "باسم ميمونيديس" ويشار إليه كذلك باسم «رمبام» واشتهر عند العرب بلقب الرئيس موسى، كان فيلسوفا يهوديا سفارديا، وأصبح من أكثر علماء التوراة اجتهادا ونفوذا في العصور الوسطى. و كان كذلك عالم فلك وطبيبا بارزا. انتقلت عائلته سنة 1159 إلى مدينة فاس المغربية حيث درس بجامعة القرويين، ثم انتقلت سنة 1165 إلى فلسطين، واستقر في مصر في آخر الأمر، وهناك عاش حتى وفاته. عمل في مصر نقيبًا للطائفة اليهودية.
---------------------------------------------


يعيد "الزوهار" التأكيد على مشروع الكابالا: استعادة التقليد الباطني لليهودية ؛ تطوير نظام فلسفي وصوفي من أجل معارضة التيار الأرسطي السائد في القرن الثالث عشر ، في المجتمعات اليهودية ، تحت تأثير مدرسة "موسى بن ميمون".
وهذا المقطع يظهر منهج "الزوهار" بطريقة مركزة:
"ويل لمن يؤمن بأن التوراة تحتوي فقط على روايات مشتركة وكلمات عادية ، لأنه إذا كان الأمر كذلك ، فلا يزال بإمكاننا في عصرنا أن نؤلف قانونًا أكثر إثارة للإعجاب ... من الواضح أنه في كل كلمة يكمن سر عميق و يتم وزن العوالم العليا والعوالم العليا على نفس المقاييس (ولكن كل ما يأتي من الأعلى يجب أولاً ، حتى يصبح الوصول إليه ممكنا ، أن يتقمص مظروف فان مثل جميع موجودات الكون). ألم يكن بوسع الملائكة المرسلين إلى الأرض أن يلبسوا ثياب البشر، وإلا لما استقبلهم هذا العالم؟ فكيف إذن يمكن للتوراة المقدسة، المخصصة بالكامل لاستخدامنا، الاستغناء عن "الملابس"؟ طيب ! القصص هي الثوب ... هناك رجال، عندما يرون أحد زملائهم الرجال يرتدي ملابس جيدة، يكتفون بهذا المنظر ويأخذون الثوب من أجسادهم. وكل ذلك من الأسباب التي تجعلهم لا يسعون ويقدرون الروح التي لا تزال متفوقة على الجسد. إنه من أجل القانون الإلهي: القصص تشكل لباسها، والأخلاق التي تنبثق منها هي جسدها، وأخيراً المعنى الخفي الغامض هو روحها ... الأقل تفوقا أولئك الذين يسعون إلى الجسد، أما الحكماء والمبادرون، في خدمة الملك في الأعالي ، لا ينظرون إلا إلى الروح التي هي أصل كل قانون. وكذلك في ما سبق ثوب وجسد ونفس. روح الأشياء هي التي تتعلق بالسماء ... ".
يزعم "الزوهار" أن "الكتاب المقدس وثيقة مشفرة ، بمعنى أن قصصه ليست سوى حجاب يخفي نظامًا فكريًا ومعرفيًا ثمينًا للغاية يؤثر على بنية العالم والإنسان والله".
ويتم الحصول على هذه المعرفة، بشكل أساسي، على يد وتجت إمرة أولئك المعلمين الذين تلقوا ونقلوا مفاتيح فك تشفير الرموز.


الرحلة والترحال
تم تأطير "الزوهار" على أنه سرد، لما يصفه الباحث "ناثان وولسكي "،على أنه مجموعة من "المتصوفة المتجولين بقيادة المعلم الأكبر ، والذين يتحدثون مع بعضهم البعض ويفسرون التوراة أثناء ترحالهم عبر الأرض المقدسة. ويسمح فعل السفر والترحال بحرية التخيل، وبالتالي فإن أي مكان على طول الرحلة يعتبر المكان المثالي لشرح أعمق لألغاز التوراة.


اللغة
كما هو الحال في أعمال "الكابالا" ، تُعتبر الحروف والأرقام والكلمات في "الزوهار" كيانات قوية ، بل هي في الواقع اللبنات الأساسية للخلق. تشمل قوة اللغة كلاً من الكلام الإلهي - الذي يخلق ويستمر في إعادة خلق العالم كل يوم - والكلام البشري - الذي يمكن أن يؤثر على كل من هذا العالم والعالم الإلهي من خلال الصلاة والتأمل.

تعليق التوراة
يتخذ الكثير من "الزوهار" شكل التعليقات والمواعظ ، وفقًا لترتيب كتب التوراة. ومع ذلك ، على عكس المدراش (10) التقليدي ، فإن "الزوهار" يهدف إلى الكشف عن المعاني الداخلية السرية للتوراة. ويتم التعامل مع الشخصيات والقصص التوراتية كرموز لحالات الروح والجوانب الإلهية.
--------------------------------------------
(10) - المدراش (الجمع "مدراشيم") هو عرض أو تحليل تفسيري لنص الكتاب المقدس الذي يحاول ملء الفجوات والفرغات لفهم أكثر مرونة وكامل للنص. هذا المصطلح نفسه نبع من الكلمة العبرية لـ "حرية البحث والدراسة، والاستفسار".
---------------------------------------------------


"السفيروت" - sefirot
إن طبيعة الله (المعروفة باسم "عين سوف" - Ein Sof ، التي لا نهاية لها) هي أحد اهتمامات "الزوهار" المركزية. العشرة "السفيروت" ، ظهرت لأول مرة في النصوص الصوفية قبل الكابالية ، وتتكرر في "الزوهار". هي تعبيرات عن كيان الله ؛ وتمثل أيضًا الأنماط التي من خلالها يتعامل الله مع العالم. هذه الجوانب العشرة لله تعمل أيضًا كنموذج للتجربة الروحية البشرية.
"سيفرة" – وجمعها "سفيروت" ، وتعني الانبثاق ، وهي السمات العشر في "الكابالا" ، والتي من خلالها يكشف "عين سوف" (اللانهائي) عن نفسه ويخلق باستمرار كلاً من العالم المادي وسلسلة العوالم الميتافيزيقية العليا .
جاء تقليد تعداد 10 في "سفر يتزيرة" ، "عشرة سفيرات" من العدم ، عشرة وليس تسعة ، عشرة وليس أحد عشر". وبما أن 11 "سيفروت" مُدرجة في المخططات المختلفة ، يُنظر إلى اثنين ("كيتير" و"عات") على أنهما مظاهر واعية لنفس المبدأ ، مع الحفاظ على الفئات العشر. كما يتم وصف "سيفروت" كقنوات لقوة الحياة الإبداعية الإلهية أو الوعي الذي من خلاله يتم الكشف عن الجوهر الإلهي غير المعروف للبشرية.

ولذلك فإن "السفيروت" هي صفات صفات الله. كل "سفيرة" هي انبثاق لطاقة من الله الخالق ، في شكل ما. فهي 10 قوى إبداعية حسب الكابالا، هذه هي المستويات العشرة للانبثاق أو الظهور الإلهي اللامحدود واللانهائي. بعبارة أخرى ، تمثل "السفيروت" مراحل ظهور الخلق.

كل سفيرة هو انبثاق لطاقة من الله الخالق ، في شكل ما. يمكن تصنيف "السفيروت" في "أربعة عوالم" ، أو حتى في ثلاث مجموعات من مكونة كل واحدة من ثلاثة.
فيما يلي وصف وتفسير لكل من "السفيروت" العشرة:

1) - " كيتير" - Keterأي التاج، وهو أعلى "السفيروت" ، مما يشير إلى الرابط بين المحدود واللانهائي ، بين الوجود والعدم. يرمز "كيتير" إلى الإرادة الإبداعية ، الدافع الأولي. فوق هذه السفيرة ، نتخيل وجود "عين سوف": اللانهائي الأبدي ، والوفرة الإلهية التي تفوق كل مظهر ، وبعبارة أخرى مصدر كل ما هو وليس له صورة. ، بلا اسم ، بلا صفة.اسم الله المرتبطت بـ: Ehyeh Asher" Ehyeh" ("أنا ما أنا عليه") - " I am what I am ".
2) – "الشوكمة" أو "الشوشمة" (الحكمة)، هي قوة الحب الصادرة مباشرة من "كيتير". يمثل هذا المجال ظهور الطاقة الروحية الخام وغير المنظمة ، حتى قبل أن يمكن ترجمتها إلى إبداع أو فكرة أو فكرة. يمكننا ربط هذه الطاقة بالحدس (الذي يتوافق مع النصف الأيمن من الدماغ) . ارتبطت هذه "السيفرة" بـ "ياه" (الحمد لله).
3) – " بينه"- Binah- " (الذكاء ، الفطنة) طاقة "الشوكمة": هذا هو المكان الذي تتشكل فيه الأفكار والأفكار المنظمة. إنه القطب الأنثوي للكون ، مركز التبلور ، الشكل. يتوافق " بينه" مع النصف الأيسر من الدماغ. ارتبطت هذه "السيفرة" بـ : بالرمز الإلهي- "YHVH" - tetragram) تنطق "إلوهيم".
4) – "حيسيد" - Hesed - (اللطف ، النعمة): إنها الطبيعة العميقة التي تميز كل فرد مخلوق ، وتتميز بالحب والكرم والوفرة والنعمة. "حيسيد" تشير من أن الفرد في طريقه إلى أن يصبح مستقلاً ذاتيًا. ارتبطت هذه "السيفرة" بـ : "إيل" – El ،
5) – "جيفورا"- Gevurah- ( الصرامة أو القوة): هي النطاق أو الحيز الذي يقيد التدفق الوارد من ""حيسيد" - Hesed – وهي قوة تقوم بتوجيه وترشيد طاقة الطبيعة العميقة. لأنه لكي تكون قادرًا على الوجود، يجب أن يمر اللطف والحب من خلال الحكم والعدالة والأخلاق. بدونها ، سيموت الفرد المستقل. ارتبطت هذه "السيفرة" بـ : "إلوهيم".
6) – "تيفريت" – Tiferet - (الجمال)، هو المجال الذي يربط بين الهوية العميقة للفرد وقيود العالم المادي ، بين الروح والمادة. يسمح "تيفريت" بالتوازن الضروري داخل الفرد ، مما يسمح له بالعيش. و ينسق العدل والخير: دور"تيفريت" أساسي للتوازن الكوني. تزرع هذه السفيرة أيضًا الوعي في الإنسان. ارتبطت هذه "السيفرة" بـ : "YHVH" ، "الأبدي" ، "أوناي" (11) - Adonai.
--------------------------------------------
(11) - Adonai هو اسم عبري لله موجود في الكتاب المقدس. يستخدم هذا المصطلح أكثر في اليهودية التي تعتقد أن أسماء الله المختلفة توضح الطريقة التي عرف بها نفسه وكذلك جوانبه الإلهية. إذ في التقليد التلمودي ، لا توجد كلمة لله: الكلمة التي تدل على الألوهية هي "الاسم". ومن أسمائها ، انسحبت بالفعل الكلمة.
--------------------------------------------------------

7) – يمثل " نتزاش" - Netzach- ( النصر أو التحمل)، الطاقة والعواطف والدوافع ، باختصار الطاقة الخام للفرد على المستوى النفسي هذه المرة. ارتبطت هذه "السيفرة" بـ: " "أدوناي تسيباوث"(12) - Adonai Tsebaot.
---------------------------------------
(12) - "أدوناي تسيباوث" - ADONAÏ TSEBAOTH - يعبر ، عن "كل قوة" الأبدية في جميع المجالات وعلى كل ما هو خارج عن البشر أو الإنسان، لأن الله هو أصل كل ذلك. هناك استخدامان: يستحضر الاستخدام الأول الخالق في "كل القوى" بشكل عام وكل شيء.الاستخدام المتكرر الثاني هو الذي يدعو إلى "روح العدل".
-----------------------------------------------

8) – "هود" - Hod - (تمثل الخضوع أو المجد أو الروعة)، تجربة العالم المادي من خلال التفكير. تدعو التصورات الحسية إلى توجيه الطاقات عديمة الشكل لـلسيفرة السالفة ، " نتزاش" - Netzach. ارتبطت هذه "السيفرة" بـ: "إلوهيم تسيبوت" - Elohim Tsébaot -(إله الجيوش السماوية).

9) – "ييسود" - Yesod - (الأساس): الروح (التي يمكن أن تنجذب للأعلى أو للأسفل) ، الهوية "أنا" هي التي تسمح لنا بالوجود وفقًا لقيود الواقع ، بين العواطف والعقل. ارتبطت هذه "السيفرة" بـ : "شدائي" – Shaddaï - (الله القدير) أو "الحاي" - El Haï - (الله الحي).

10) – Malchut"ملكوت " - Malcut- ( مملكة ، ملكوت): إنه العالم اليومي ، الواقع المادي والجسدي والأرضي. ارتبطت هذه "السيفرة" بـ : "أدوناي" – Adonai (الرب).


دراسة مقدسة
يفسح الشكل الأدبي لـ "الزوهار" المجال للبحث عن التنوير الروحي من خلال دراسة النص. في "الزوهار" ، يُصوَّر فعل الدراسة على أنه أعلى طريقة للسلوك الديني ، والطريقة لتحقيق التنوير والارتباط بالله والاتصال به.

الاتحاد الصوفي المثير مع الله
إن الهدف من "الكابالا" ، والتقاليد الصوفية الأخرى ، هو تسهيل الاتحاد الروحي للإنسان مع الله من خلال الممارسات التأملية. في "الزوهار" ، يكتسب فعل التأمل الروحي طابعًا "إيروتيكيًا" (شهواني) ، حيث يدرس الصوفيون غالبًا في وقت متأخر من الليل ، وتوصف العلاقة بين الصوفي والله على أنها علاقة بين حبيبين. ويوصف الله بأنه عاشق أو عروس ("الشيخينة") ، والهدف من الصلاة والدراسة والتأمل يصور على أنه اتحاد صوفي مع الله ، حيث يفقد الصوفي نفسه في الوجود الإلهي (حالة تعرف بـ "ديفيكوت" – devekut – عند اليهود ، (التوق الى الله والتعلق به). غالبًا ما يستخدم "الزوهار" استعارة الاتحاد الجنسي والولادة لوصف العملية الإبداعية التي تحدث في كل من العالمين الإلهي والبشري.


أثر "الزوهار"
كعمل رئيسي في الأدب الكابالي ، هناك أثر "الزوهار" على اليهود وغير اليهود على حد سواء. فقد مهد الطريق لانتشار النصوص الكابالية اللاحقة ، مثل كتابات القرن السادس عشر للحاخام "إسحاق لوريا" (13) . كما احتضن "الزوهار" بعض العلماء المسيحيين الذين رأوا أوجه تشابه في نظامه الكوني مع جوانب من اللاهوت المسيحي ، مثل الثالوث الأقدس.
-----------------------------------
(13) - "اسحق بن شلومو لوريا الاشكنازي" (1534-1572) ويعرف بـ "آري" (يعني: أسد)، و"آري قادوش" (أسد مقدس). هو حبر ومتصوف يهودي عاش واشتهر ومات في صفد "الجليل" الفلسطينية أيام الدولة العثمانية. يعتبر "لوريا" المؤسس الحقيقي للكبالا المعاصرة، ويشار لتعاليمه بـ "الكابالا اللوريانية". بجله أتباعه وسجلوا تعاليمه الشفهية (التي لم تزد عن بضع قصائد، لكنها أثرت كثيرا في الكابالا من بعده).
--------------------------------------


وكان تطور "الحسيدية" (14)، التي قطرت الأفكار الكابالية إلى مفاهيم نفسية يمكن تطبيقها على الحياة الدينية ، طريقة أخرى برز بها تأثير "الزوهار".
--------------------------------------
(14) - "الحاسيدية" أو"الحاسيديم" هي حركة روحانية اجتماعية يهودية نشأت في القرن السابع عشر. يعد "بعل شيم توف" مؤسس الطائفة الرئيسي، حيث نشرها في أنحاء شرق أوروبا. الفكر "الحسيدي" وخصوصًا في الأجيال الأولى تميز بالدعوة إلى عبادة الرب وطاعته ومحبة إسرائيل واتباعه الصالحين. وفي الأجيال الأخيرة تمتاز "الحسيدية" بشكل أساسي بوضع مزارات "حسيدية" مخصصة حول سلالات "الحسيديم".
------------------------------------------------------

واليوم ، مع الترجمات والمنح الدراسية الجديدة التي جعلت "الزوهار" في متناول المزيد والمزيد من القراء ، وجد النص حياة جديدة بين الباحثين الروحيين على مستوى العالم.


كيف تدرس "الزوهار" ؟

وفقًا للعديد من التعاليم التقليدية ، من المفترض أن ينتظر المرء حتى سن الأربعين لدراسة الكابالا ، حتى يكون مستعدًا نفسياً وروحياً لهذه النصوص. إن الطابع الكثيف والمعقد والباطني لهذه النصوص يجعلها مثالية للطلاب المتقدمين في النصوص اليهودية. ويتطلب "الزوهار" معرفة تأسيسية قوية بالعبرية والآرامية والتوراة ، والمدراش. وعلى الرغم من أن الترجمات الجديدة جعلت النص أكثر سهولة ، إلا أن المفردات المعقدة والمشهد الخيالي لـ "الزوهار" تجعل من الصعب دراسته دون توجيه من عالم متمرس.
_______________________ يتبع _____________________________








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح