الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة الدين

سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)

2022 / 7 / 28
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


أركيولوجيا العدم
العودة المحزنة لبلاد اليونان
١٤ عودة الدين

والأسطورة الأورفية تحكي قصة نزول أورفيوس Orphée إلى الجحيم لإرجاع زوجته من عالم الموتى. كان أورفيوس ابن ربة الشعر الملحمي كاليوبي la Muse Calliope، وأوباجروس Œagre ملك تراسيا Thrace، وهبتة الآلهة مواهب موسيقية، وكان صاحب صوت عذب وخلاب للقلوب، وتقول الأسطورة أنه بينما يوريديس Eurydice كانت تقطف بعض الزهور في يوم زفافهما من أورفيوس، تعثرت ووقعت فى حفرة مليئة بالأفاعي، حيث لدغتها أفعى في قدمها وماتت.. وقرر أورفيوس النزول لعالم الموتى، ومحاولة استعادة حبيبته. وهناك سحر شعره وموسيقاه حراس مملكة الموتى، وتمكن من تنويم الكلب الكاسر ذو الثلاثة رؤوس Cerbère والذي يحرس مدخل العالم السفلي. ثم تمكن من إقناع Hadès حتى استجاب لتضرعاته، وسمح له باسترجاع زوجته والعودة بها الى مملكة الحياة، على شرط ألا يلتفت إليها، أو ينظر الى وجهها، حتى يبلغا نور الشمس. وكان أورفيوس قلقاً على يوريديس، لايحتمل الانتظار حين رأى أول خيوط نور الشمس، والتفت وراءه ليتأكد من وجودها، فتلاشت يوريديس فجأة عائدة لعالم الظلمات، وبقى أورفيوس ينشد ويتفجع ويندب فشله في مهمته، حتى تعرض لنقمة ديونسيوس، فقتل وقطع جسده، ووجدوا رأسه المقطوعة على شواطيء جزيرة لزبوس Lesbos، وارتفعت قيثارته للسماء، لتصبح كوكباً مضيئاً. وتحولت قصته الى ديانة يونانية، لاتخلو من اسرار المتصوفة، تعتمد تعاليم وأناشيد وطقوس، ومع الديانة نشأ تيار شعري باسمه، له جذر الايمان بقوة الشعر السحرية. وقد كان ذلك قرابة القرن الخامس قبل الميلاد.. ويتخذ الأورفيون إتجاها نقديا متطرفا من الثقافة السائدة وعادة ما يعتبرون من الخارجين عن العادات والتقاليد العامة. لعل أقدم النصوص في أخبار أورفيوس، ماكتبه عنه الشاعر فرجيل وهو أول من أضفى على أسطورة أورفيوس طابعها المأساوي بأن جعل يوريديس زوجة أورفيوس تختفي ويفشل في استرجاعها من عالم الموت الى عالم الحياة. أما الشاعر أوفيد، فقد أفاض في سرد أخبار أورفيوس وزوجته يوريديس، في كتابه - التحولات -
أهم اعتقادات الديانة الأورفية هو ايمانهم بأن الروح سجينة الجسد وكأنها في قبر، وعليها بعد الموت أن تحضر وليمة عظيمة واحتفال صاخب حيث تنتشي إلى الأبد. وقد أشار برتراند راسل في كتابه عن تاريخ الفلسفة بأن ألأورفيون طائفة من الزهاد والنساك، وأن النبيذ مثلا كان بالنسبة لهم مجرد رمز، كما كان في وقت لاحق، في سر القداس في المسيحية. كان السّكْر الذي يسعون إليه هو "النشوة" من الاتحاد مع الإله. كانوا يعتقدون انهم بهذه الطريقة، يمكنهم اكتساب المعرفة الصوفية التي لا يمكن الحصول عليها بالوسائل العادية. دخل هذا العنصر الصوفي في الفلسفة اليونانية مع فيثاغوراس Pythagoras، الذي كان مصلحا للأورفية، كما كان أورفيوس مصلحا لدين ديونيسوس، من فيثاغوراس انتقلت عدة عناصر أورفية إلى فلسفة أفلاطون، ومن أفلاطون إلى معظم الفلسفة اللاحقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلقة نار من تحدي الثقة مع مريانا غريب ????


.. الجيش الروسي يستهدف تجمعات للقوات الأوكرانية داخل خنادقها #س




.. الطفل هيثم من غزة يتمنى رجوع ذراعه التي بترها الاحتلال


.. بالخريطة التفاعلية.. القسام تقصف مقر قيادة للجيش الإسرائيلي




.. القصف الإسرائيلي المتواصل يدمر ملامح حي الزيتون