الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطوبونيميا الأمازيغية بالريف بين ظاهرة التحريف وخطر طمس الذاكرة

رضوان بخرو

2022 / 7 / 28
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


تقديم:
تعتبر ظاهرة تشويه أسماء الأعلام الجغرافية والبشرية، وتحريف أسمائها، ظاهرة ليست بالجديدة، بفعل عوامل ومتداخلة ومتشعبة أبرزها الحركات السكانية والتحولات السوسيومجالية، أو نتيجة عوامل أخرى، سياسية وإيديولوجية... وتكون هذه التحريفات تارة من قبل النصوص المكتوبة، وتارة بسبب الهفوات التي قد تحصل من قبل واضعي الخرائط الطبوغرافية والتصاميم المعمارية، ففي جل بلدان المغرب الكبير، معظم الوثائق الكارطوغرافية تعتمد على اللغة الفرنسية لتوطين أسماء الأماكن، مما يؤثر سلبا على هذه الأسماء التي تفقد الكثير من هويتها الذاتية وتتعرض لتحريفات على المستويين اللفظي والدلالي. لكنها ستعرف منحى آخر ووتيرة متسارعة، بشكل مقصود ضمن السياسة القديمة-الجديدة لدولة ما بعد الاستقلال، وهي سياسة طمست وشوهت معالم هوية العباد والجماد، واستهدفت الذاكرة الجماعية للمغاربة عبر محاصرة وتحريف تمظهرات الأمازيغية في المجال المغربي.
هذا الخناق المفروض على كل ما هو أمازيغي واكبه قطع واستئصال لكل الشرايين المغذية للحضور والهوية الأمازيغيين، عبر إقصاء الأمازيغية من المدرسة والإعلام وكافة رموز ومؤسسات الدولة التي من أجلها أسيلت وديان من دماء الأمازيغ في الأطلس والريف وعموم البلاد.
فمنذ الاستقلال، بدأت تنتشر ظاهرة مسخ وتعريب أسماء الأعلام، القبائل، والمدن، والمداشر، وأيضا أسماء الوحدات التضاريسية، كأسماء العيون، البحيرات، الواحات، الأودية، والسهول... وكانت هذه الظاهرة بمثابة حرب سياسية وإيديولوجية تجاه الطوبونيميا الأمازيغية التي تشكل أحد أبرز تجليات الهوية والشخصية الأمازيغيين، باعتبارها تستهدف ذاكرة الإنسان والمجال عبر تعريب و تشويه أسماء المواقع لتحوير مدلولاتها، وإفراغها من حمولتها وعمقها التاريخي والحضاري وطمس هويتها، وذلك نتيجة نزعات مفرطة في الذاتية، وعوامل إيديولوجية وأخرى سياسية، ألحقت تصدعات عميقة في الشخصية الثقافية للإنسان الأمازيغي من منطلق مشروع التعريب الذي تبته الحكومات التي تعاقبت على تدبير شؤون المغرب، في سياق التأثر الشديد بالتوجهات والأفكار الشمولية والاختزالية للقومية العربية، حيث تبنت بعض نخب وفعاليات الحركة الوطنية أفكارا وشعارات ترمي إلى توحيد المجتمع المغربي وتفكيك مظاهر تنوعه وتعدده، وروجت لأفكار توحيد التعليم وتعميمه وتعريبه وتعريب الإدارة والوسط الاجتماعي كذلك . طمعا في بناء الوطن العربي "الواحد الأحد" من المحيط الى الخليج. ولم يُخْف أنصار القومية شذوذهم الإيديولوجي، عبر إنكارهم لهويتهم المحلية من مثقفي ونخبة البلاد. وهنا صاحب " نقد العقل العربي" وصل به الأمر لإعلان وتبني سياسة الأبارتيد ضد لغته الأم، عبر دعوته الصريحة إلى القضاء على كل اللهجات الأمازيغية ، وإصدار لقوانين ونصوص تقضي بمنع تقييد الأسماء الأمازيغية في سجل الحالة المدنية ، وأكثر من ذلك، صدرت مقررات وزارية تنصّ على إلزامية التحدث باللغة العربية في الإدارات العمومية. فيما هناك من ذهب إلى اقتراح قانون لتغريم المغاربة الذين استعملوا لغة غير العربية داخل مؤسسات الدولة...
فبعد أن كانت الأمازيغية لغة يتخاطب بها في أعلى دائرة من دوائر الدولة منذ أقل من قرن أصبح استعمالها في نظر بعض رجال القضاء ورجال الإدارة والسلطة على الأقل، محظورا حتى على من لا يعرف سواها. وذلك تطبيقا لحرف القانون . ويتوخى المتسمون بتلك العقلية طمس المعالم الأمازيغية في الشخصية المغربية، ومصادرة ما يمكن مصادرته من إيجابيات التاريخ لفائدة غير الأمازيغيين . خدمة للجهات المتحكمة في تدبير شؤون البلاد بعد جلاء الجيوش الفرنسية عقب عقد صفقة "إيكس ليبان" التي لاتزال خباياها سرية كما أورد الفرنسي "إدغار فور" .
1- الطوبونيميا، أهميتها وعلاقتها بالعلوم الأخرى
1.1- في مفهوم الطوبونيميا
يجمع المختصين على أن الطوبونيميا(Toponymy) أو علم أسماء الأماكن من العلوم الحديثة التي ظهرت في القرن 19. ويعتبر أوجست لوينون ((Auguste longon المؤسس الأول للمواقعية، ثم جاء بعده كل من ألبير دوزا (Albert (Douzat، و شارل روستينغ (Chorles Rostaing) و إرنست نيكر (Ernest Négre ) . من جهة أخرى يرجع لفط الطوبونيميا إلى الاصل الإغريقي " Toponoma " وهي كلمة مركبة من" Topo" بمعني المكان و "Onoma" بمعنى الاسم. ويطلق عليه أيضا اسم علم الأماكينية ، أي أنها تهتم بأسماء الأماكن دراسة وتحليلا، من حيث صياغتها ومعناها،وتطورها، وذلك بالاعتماد على عدة حقول معرفية كالتاريخ، واللغة والأنتربولوجيا، والجغرافيا ، و ترتبط الأماكينية بمحيط الإنسان وخصوصيات البيئة التي يعيش فيها ، إما بشكل مقصود وواعي أو عفوي. وتهتم بالظواهر الطبيعية أو مجموع الأشكال والوحدات التضاريسية والجهات والظروف المناخية والأحجام والمجاري المائية، والتشكيلات النباتية، والمعادن والأسماء الحيوانية . والطوبونيميا وضعها الانسان ليدل بها على حقائق جغرافية. ويسمى باللغة الأمازيغية Tasmidegt . وهو علم قائم بذاته.
من جهة أخرى، يقسم الباحثين في الطوبونيميا، هذا العلم إلى عدة فروع، حسب شكل الطوبونيم والوظائف التي أداها أو يؤديها في بيئته، ومنها:
-ميكروطوبونيميا: تدرس الأماكن غير المأهولة كالحقول والغابات والصحاري.
- اورونيميا: تختص بدراسة أسماء الجبال والمرتفعات.
- هيدرونيميا: تختص بدراسة الأسماء التي لها علاقة بالماء(عين، بئر، واد، منبع...)
- هودونيميا: يختص بدراسة أسماء الطرق والمسالك والشوارع .
- أنتربونيميا: يختص بدراسة الأعلام والأسماء البشرية
- اجيونيميا: يهتم بأسماء الأعلام ذات البعد الديني والروحاني

1 .2- علاقة الطوبونيميا بالعلوم الأخرى
للطوبونيميا أهمية كبرى في حياة المجتمعات، سواء من خلال البحث في ذاكرة الأفراد والجماعات، وصون الخصوصيات المجالية لكل منطقة، فهي مظهر من مظاهر احتفاظ الأمة بمقوماتها، ورمز من رموز هويتها وميزة تتميز بها بين سائر الأمم والشعوب . كما تعتبر الطوبونيميا علما مساعدا للعلوم الاجتماعية والإنسانية والطبيعية، إذ يعتبر الدكتور أحمد الهاشمي، أن أسماء الأماكن في أي مجال جغرافي مرآة لمشهده اللغوي وتطور بنياته اللغوية عبر التاريخ ، كما يعتبر المؤرخون مبحث الطوبونيميا مصدرا أساسيا من المصادر التي يعتمد عليها الباحث الأثري في دراسته الأركيولوجية لمجال جغرافي معين ، وهي من الوثائق التاريخية التي تساعد المؤرخ . كما يمكن لعلم الأعلام الجغرافية أن يمد الباحث في التاريخ و الجغرافيا بمعطيات تساعده على رصد تنقلات وهجرات التجمعات السكانية داخل مجال معين وخلال فترات زمنية مختلفة . وهو ما يمكن أن يقدمه هذا العلم أيضا، لتخصصات وحقول معرفية أخرى، إذ توفر للباحث في مجال النبات والعلوم الزراعية معلومات عن الغطاء النباتي للمجالات التي يدرسها، وأسماء وأصناف النباتات المنقرضة . كما يمكن ان تشكل الأماكينية خزانا مهما للباحث في مجال اللسانيات نظرا لما تتسم به أعلام الأماكن من الاستمرارية ومقاومة التغير إذ تقوم بتزويده بمفردات تمكنه من إغناء قاموس اللغات المهددة بالانقراض . بينما تفيد أسماء التجمعات البشرية والقبائل والأنساب في الدراسات الإثنوغرافية والأنتروبولوجية.
3.1- أهمية الطوبونيميا الأمازيغية
يشكل المدخل الطوبونيمي حجر الزاوية في معرفة التاريخ الاجتماعي للمجتمعات ومرآة لمشهدها الثقافي واللغوي، بحيث أنه يكشف عن تفاعلات الإنسان مع المجال الذي استقر فيه، وساهم في بناء الهوية الخاصة للمكان. وهو ما يعطي للطوبونيميا دورا رئيسيا لتحسم في هوية المكان. عبر كشف دواعي تسمية الموقع وسياقها، وكذا المجموعة أو المجموعات البشرية التي تفاعلت مع هذا التراب، ثم طبيعة النشاط الممارس من طرف السكان المحليين، وحتى جوانب من حياتهم العامة ... ما يجعل من الطوبونيميا متحفا يحفظ أسماء الكائنات الحية الأخرى التي عمرت بالمكان، ولاسيما الكائنات التي لم تعد موجودة. فمع التغيرات المناخية و سوء تدخل الإنسان في المجال أصبحت أصناف وسلالات من الوحيش والحيوان في عداد المنقرضين، لكن الطوبونيميا حافظت على أسمائها وخلدتها في الذاكرة، من خلال نماذج كثيرة من أسماء المواقع التي كانت يوما ما بيئة لانتشار وتكاثر هذا الحيوان أو ذاك، ولنأخذ « TAGHILAST » التي تعني أنثى الفهد ، أو النمر . ويشير الأنتربولوجي الأمريكي " هارت" إلى أن هذه الفصيلة من الحيوانات التي كانت تعيش في الريف في فترة سابقة كما تشهد على ذلك تسمية جماعة(مدشر) باكزناين بأنثى النمر أي "ثاغيراسث" وهو مدشر تابع إداريا لجماعة تيزي وسلي عمالة تازة، موقع آخر يدعى تاجيدارت « TAJIDART »الذي يوجد بتراب جماعة اتسافت كموقع طبيعي يزخر بإمكانات طبيعية مهمة(غابات، منابع، جداول، شلالات، مياه استشفائية)، وتسمية تاجيدارت مؤنث لـ "أجيدار" وهو أحد أنواع الكواسر، من فصيلة النسور الذي يقابله في العربية طائر العقاب الملكي(Aigle royal). لم يعد لهذا النوع من الجوارح أثر بالمنطقة، لكن ذاكرة المكان شاهدة على عيش وتوالد هذا الطير بالموقع في فترة ليست بالبعيدة. ومع اختفاء هذا الطائر من البيئة المحلية اختفى هذا المصطلح وسقط من المعجم الأمازيغي المحلي، في حين لا يزال متداولا في المناطق الأمازيغية الأخرى. ما ينطبق عن الحيوان يمكن أن نسقطه على النبات، إذ أن مجموعة من التشكيلات النباتية التي تراجعت أو تعرضت للاندثار بسبب تحالف العوامل الطبيعية(التغيرات المناخية) والبشرية. بيد أنها بقيت حاضرة في الطوبونيميا كأسماء حملتها مواقع عرفت بانتشار نوع من النبات في مرحلة سابقة أو في الحاضر، كما هو الشأن في تسميتي « AZLAF » و « TABOUDA ». المثال الأول من الريف، وهو اسم لأحد أقدم الأسواق الأسبوعية بالريف الشرقي، الذي تطور فيما بعد ليصبح مركزا عمرانيا مهما، مستفيدا من الهجرة العمالية نحو دول غرب أوروبا التي دشنت منتصف ستينيات القرن الماضي. فيما المثال الثاني، فهو اسم لمركز شبه حضري بتخوم فاس، لكنه ينتمي إداريا لإقليم صفرو.
لكن الطوبونيميا لم تسلم بدورها من فيروس الأدلجة، وأضحت ميكانيزما للهيمنة الثقافية والسياسية، مثل المقاربة السياسية الرسمية عندنا ذات البعد العروبي الذي يقضي بعروبة الفضاء المغاربي وانتمائه اللامشروط للأمة العربية. وهو ما لا يقل ضررا عن الأجهزة الأيديولوجية حيثُ الرهان على خيار الهيمنة الثقافية والرمزية عبر إديولوجية تحريفية راهنت على الزمن لتفعل فعلها في البشر عبر مسلسل يفلت من أيديهم .
وإذا كان لكل موقع جغرافي خصوصياته، تعبر عن ذاكرته وتاريخه، فإن الاسم أيضا يعبر عن حقيقة المكان وأصالته، مما يجعل من تشويه أسماء الأماكن و التلاعب فيها عبر تعريبها و تحريفها جريمة ضد التاريخ والذاكرة، خاصة إذا استحضرنا تنامي مطالب رد الاعتبار للهوية والتراث المحليين، والمناداة بحفظ وتثمين التراث اللامادي الذي يشكل رأسمالا رمزيا، وتراثا إنسانيا كونيا. فيما يمثله هذا التراث من قيمة حضارية، فهو الذي يحافظ على ذاكرة وهوية الإنسان والمجتمع، كما يمثل بقيمه الثقافية والاجتماعية مصدرا تربويا علميا وفنيا وثقافيا وأخلاقيا، وهو عامل مهم في إغناء الثقافة الإنسانية .
2- استهداف الطوبونيميا الأمازيغية بمنطقة الريف
1.2- حالات من تشويه وتعريب الأعلام البشرية
استفحلت هذه الحملة التشويهية والتعريبية للإنسان والمجال الأمازيغيين، بالمغرب، عقب توقيع معاهدة ايكس ليبان، والإعلان عن خروج المستعمر، وظهور الإرهاصات الأولى لبناء " الدولة المغربية الحديثة". و مع بداية تعميم التقييد في سجلاّت الحالة المدنية، واعتماد تقسيم ترابي وإداري جديد(ظهير 2 دجنبر 1956) سيحل مكان التقسيم الكولونيالي (مناطق مدنية ومناطق عسكرية)، ليتم العبث في كثير من الأسماء ذات الأصل الأمازيغي، كتشويه الأسماء العائلية كتابة ونطقا، من طرف القائمين على التقييد بكنانيش الحالة المدنية أواخر الخمسينيات وبداية الستينيات، حيث بدأ تشويه وتحريف أسماء الأسر المغربية، وأصبح الارتجال وفرض الأسماء العائلية جزافيا على الأفراد ظاهرة منتشرة وممارسة يومية في مكاتب الحالة المدنية بالقيادات والجماعات المحلية . وهكذا تخلى العديد من الأسر والعائلات قسرا عن أسمائها الموروثة والمتوارثة الأمازيغية في معظمها، لفائدة أسماء جديدة مستحدثة، غير مرتبطة بأي سياق تاريخي أو اجتماعي.
من جهتها، تعرضت أسماء عدد كبير من القبائل ذات الأصل الأمازيغي، لمحاولة التعرييب، خاصة تلك التي تبتدئ بلفظة " آيت"، حيث يتم تعويضها بلفظة " بني" ذات الدلالة العربية، إذ أصبحت مثلا " ايث ورياغل" في الوثائق الرسمية " بني ورياغل" و " أيت توزين" أصبحت " بني توزين"... وهكذا صار الأمر مع معظم القبائل الأمازيغية بالريف ومناطق أخرى من المغرب( ايث يزناسن، ايت وراين، ايت اسعيذ، ايث يطفت، ايت عمارث، ايث وليشك ..).
كما نجد عادة سيئة أخرى تعرضت لها أسماء قبائل أمازيغية أخرى، إذ يتم اللجوء إلى حذف الألف المكسورة(الكسرة) التي تبدأ بها كل الأسماء الأمازيغية وتحذف النون الأخيرة، لتحل محلها التاء المربوطة، لتستسيغها الأذن العربية، مثلا " اصنهاجن" صارت " صنهاجة"، ابظالسن" صارت " مطالسة"، "إكزناين" صارت " كزناية"...واللائحة طويلة.
التعريب المقصود شمل أيضا أسماء عدد من التجمعات البشرية، والمداشر، حيث حلت لفظة " بني" مكان لفظة " آيث"، كما هو الأمر مع " آيث بوعياش"، " آيث عروس"، " ايث بوخلف"، " ايث حازم"، "ايث عدّول"... وهو ما نجده أيضا يسري على أسماء أنساب التجمعات العائلية ذات الأصل الأمازيغي (القسمة، الفخذة، العظم...)، والتي نجد منها على سبيل المثال لا الحصر، تسمية "إعزوزن"، " إمحاولن" نسبة إلى الجد المشترك أو المؤسس للتجمع العائلي. وعند توثيقها كتبت على هذه الشاكلة " إعزوزا"، "إمحاولا" لتتخلى عن بنيتها وتركيبها الأمازيغيين، ولتنسجم مع الإملاء في اللغة العربية، لتكتسي صفة مغايرة غير حقيقية قد تحيل على أصل ونسب غير حقيقيين. ونظرا لانتشار الأمية في أوساط الشعب وانبهار مثقفيه بثقافة الشرق الأوسط المبثوثة في الوسائل السمعية البصرية و الصحافة والكتب والمجلات، تغلبت الأسماء العائلية المصاغة في صيغة عربية على الأسماء الأمازيغية ، فأدخلت الألف واللام بكثرة كأداة للتعريف المستعملة في العربية على أسماء أمازيغية، واستعملت صيغ الاشتقاق العربية بشكل واسع بدل الصيغ الأمازيغية فتراجع استعمال " ايت وأصبحت الموضة تبني أسماء مثل " المنصوري" نسبة إلى أيت منصور ...
من جانبها، أسماء المجالات و البنيات الزراعية، لم تسلم من التحريف والتعريب عند تقييدها في وثائق وعقود البيع والشراء المتعلقة بالملكيات العقارية، حيث تعرضت فيها الأمازيغية لتشويه خطير من طرف خريجي الكتاتيب والجوامع العتيقة(العدول)، سواء كان ذلك عن غفلة، أو سوء نية. إذ لجأ هؤلاء الموثقون لهاته العقود التجارية إلى ترجمة أسماء الأماكن ترجمة حرفية من الأمازيغية إلى العربية، كاجتهاد شخصي غير محمود. مما أفقد هذه الأسماء المواقعية هويتها، وجرّدها من حمولتها التاريخية والحضارية وإرثها الرمزي.
نفس الشأن بالنسبة للتقسيم الإداري المعتمد والذي حل محل التنظيم التقليدي القبلي، والذي كان الغاية منه إضعاف النظام القبلي وتفكيك المؤسسات السوسيوثقافية والسياسية للقبيلة، وهو ما أورده الإثنوغرافي الأمريكي "دايفيد هارت" في دراسته الميدانية التي أجراها بالريف .
2.2- بعض حالات تحريف الأسماء الجغرافية الأمازيغية
عند ضبط الأعلام الجغرافية، ذات الأسماء الأمازيغية، تعرض عدد كبير منها للتحريف والتشويه، ولنأخذ على سبيل المثال مدينة « TITOUAN » أقصى شمال البلاد. في الأصل« TITTAWIN »، وهي جمع لفظ "تيط" التي تعني في اللغة الأمازيغية العين الباصرة، والعين الجارية ، وقد استمدت تسميتها من عيون المياه الموجودة بكثافة على السفح الذي بنيت فوقه المدينة، حيث كانت هذه العيون العنصر الأساس لاستقرار السكان بالموقع، لأنها تمدهم بالحياة، وهو ما أورده المؤرخين كالبكري في كتابه " المسالك والممالك"، ناصري في كتابه " الاستقصا"، والإدريسي في " نزهة المشتاق". لكن سيتم تحريف إسم هذا الموقع بقدرة قادر إلى " تطوان" التي لا دلالة لها ولا معنى في لغة وثقافة أهلها. إذ يقول أوغست مولييراس أن " تيطاوين" تعني بتمازيغت العيون أو المنابع ، فمن حقنا رفض الرواية الشعبية والإقرار بأن المدينة سميت تيطاوين بسبب وفرة المياه التي تسقي ضاحيتها .
فعندما نرجع لتاريخ هذه المدينة، نجد أن أهم ما طبع تاريخها المعاصر، تلك الأحداث التي عرفت تاريخيا بـ" حرب تيطاوين"، كما وثقها المؤرخون . وهي الحرب التي كانت ضد جيوش إسبانيا خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر(1859-1860)، والتي انهزم فيها الأهالي وسمحت بدخول الجيوش القشتالية للسيطرة على المدينة وضواحيها. مما دشن عملية تحريف « TITTAWIN » إلى « TETUAN» لتتلاءم مع النطق الاسباني. وهو التحريف الذي كرسته السلطات المغربية لاحقا، وعملت على ترسيخه في المقررات المدرسية والإعلام والإدارة والبيانات السياحية والخرائط... وتجدر الإشارة إلى وجود أسماء أماكن تحمل نفس الاسم، ومنها قرية " تيطّاوين" بتونس أو بصيغة الفرد " تيط"، التي تنهل من نفس المرجعية اللغوية والثقافية.
وغير بعيد عن الموقع، نأخذ نموذجا ثانيا لهذا التحريف، وهو الذي طال المدينة الجبلية « CHAOUEN » أو "أشاون" التي تفيد الجبال ذات القمم الحادة ، ولغويا تعني القرون في اللسان الأمازيغي مفردها« ICH » . وهو اسم لم يطلق اعتباطا أو جزافا، بل كان وصفا دقيقا للشكل المورفولوجي للمدينة، التي تبدو منتصبة فوق كتلة صخرية مرتفعة من جبال الريف قممها حادة، تتراءى من بعيد وكأنها قرن حيوان. إلا أن اسم المدينة اختزل من طرف الكتاب العرب والنصارى بسبب جهلهما اللغة الأمازيغية؛ وهو جهل مقصود من طرف العرب الذين عبروا عن احتقارهم لهذه اللغة المحلية . حتى شوهوا وحرفوا الاسم الحقيقي لـ " أشّاون" واختلقوا لها تسمية " شفشاون" التي لم نجد لها جذورا في الذاكرة المحلية، ولا أثرا في كتب التاريخ أو الحوليات.
ونظرا لتفرّد المدينة بموقع جغرافي متميز، وبخصائص سياحية جذابة، فإنها شكلت وجهة سياحية مفضلة لدى عشاق الطبيعة والهدوء، من داخل وخارج المغرب. هذه المميزات الطبيعية للمدينة مكنتها سنة 2010 من الحصول على رمز للمنظومة الغذائية للبحر الأبيض المتوسط، الذي تمنحه منظمة اليونسكو. كما حافظ سكانها على أصالتهم فيما يخص نمط العيش(اللباس، الأكل والمعمار والحرف التقليدية). وحتى اسم مدينتهم الجبلية فقد تشبثوا إلى اليوم بالاسم الأمازيغي "ECHAOUEN "، في حين تصرّ الجهات الوصية على القطاع السياحي، وباقي الجهات الرسمية على تشويهه وتعويضه بـ "شفشاون" الخالي من كل قيمة رمزية وحضارية.
3- نماذج عن تعريب الأعلام الجغرافية الأمازيغية
هي قصة إحدى بلدات الريف الأوسط الجنوبي(مقدمة جبال الريف)، وهنا الأمر يتعلق قرية « TALA TAZGGAGHT » (جماعة أجدير، تازة) التي أخذت اسمها من إحدى أشهر العيون المائية الموجودة بالمكان. والتي تحولت إلى حامة استشفائية يقصدها الزوار من كل فج عميق. وبما أن المياه المتدفقة منها غنية جدا بالمعادن، خاصة معدني الحديد والمغنيزيوم، فإن هذه الترسبات المعدنية حولت لون مياه العين إلى لون يميل للأحمر. ولذلك سميت بـ « TALA TAZGGAGHT ». و يرجع الفضل لهذا العين في نمو مركز عمراني مهم على جنباته. إلا أنه في الآونة الأخيرة تم تعريب هذا الاسم الأمازيغي، ليصبح في الوثائق الرسمية ولوحات التشوير والإعلام مركز " عين الحمراء". التي هي ترجمة حرفية للاسم الأمازيغي. وبهذا التعريب القسري والمتعمد للمكان، تمت الإساءة لهوية هذا العلم الجغرافي، والتجني على تاريخه وحاضره. كخطوة تروم اغتيال الذاكرة المحلية ومحو هويتها الأمازيغية الضاربة في جذور التاريخ. إذ أن العملية التي تعرضت لها الطوبونيميا الأمازيغية، والتي قد لا ينتبه إليها سكانها، أو قد لا يعيرونها الاهتمام الكافي. هو في العمق، مشروع خطير يستهدف تذويب الذاكرة الجماعية التي تشكلت نتيجة تفاعلات الإنسان مع الفضاء المكاني والسوسيوثقافي، عبر قرون من الزمن . كما يعد هذا الطمس المقصود تخريبا للتراث غير المادي للشعوب ورأسمالها الرمزي الذي ما فتئ منظمة اليونسكو تدعو لصونه وحمايته. وهذه الظاهرة ليست محصورة بمنطقة الريف، بل هناك حالات كثيرة منها نموذج "أهرمومو" من الأطلس المتوسط .
4- تجديد وتوسيع الشبكة الطرقية، فرصة أخرى لاستهداف الطوبونيميا المحلية
انطلاق أشغال الطريق السريع الرابط بين تازة والحسيمة، استقبلها سكان المنطقة باستحسان كبير، كونها ستفتح أفاقا جديدة أمام المستثمرين المحليين، وستجيب عن انتظارات فئات عريضة من المواطنين، فيما يخص تسهيل الولوج لمجموعة من الخدمات التي تفتقر إليها منطقة الريف . وبعد أن وصلت الأشغال بهذا المشروع لمراحلها الأخيرة ستطفو على السطح بعض الآثار السلبية الجانبية للمشروع. فبالإضافة إلى الانعكاسات السلبية على البيئة، والتي همَت تدمير مساحات واسعة من الغابات عبر اجتثاثها، أو عبر إفراغ الركام والأتربة في المجاري المائية والمناطق الغابوية أدت لتدمير هكتارات من الغطاء النباتي، دون أي احترام للمنظومة البيئية الغابوية. و أمام صمت مريب من لدن إدارة المياه والغابات ومحاربة التصحر. فضلا عن تعريض عدد من المواقع التاريخية والتراثية، للتخريب والتدمير. وهو موضوع آخر سنتطرق له فيما هو قادم. لكن، ما يهمنا هنا، هو التشويه والتعريب الذي تعرضت له الأسماء المواقعية.
فمع وشك انتهاء الأشغال ظهرت بجلاء موجة جديدة من تشويه وتعريب، المواقع الجغرافية، والمترجمة على لوحات التشوير المثبتة على جنبات الطريق، والخاصة بأسماء المنشآت الفنية والتجمعات البشرية، وبشكل أفدح تلك الأسماء المرتبطة بالمجاري المائية. ولكثرة تجليات هذه الظاهرة، سأتوقف عند مجال جغرافي محدد نال حظه من التشويه المتعمد، وهنا سنأخذ "جماعة اتسافت" المنتمية إداريا لإقليم الدريوش، والتي تخترق هذه الطريق ترابها بطول يصل إلى حوالي 25 كيلومتر. ومعظم أسماء الأماكن التي تعرضت للتشويه، تنتمي للحقل الهيدرونيمي، أي أنها أسماء مرتبطة بالشبكة المائية.

خريطة المجال المدروس، إنجاز شخصي: 2021

فعلى بعد كيلومترين فقط من مركز جماعة اتسافت(كاسيطا) في اتجاه تازة، نجد أحد أهم المجاري المائية المعروفة محليا بـ"وادي إمزيل(ر)ن" الذي يغذّي حوض كرت، صار بين عشية وضحاها يحمل إسم «OUED RBAA» ، و هو اسم غريب على الساكنة، ولم نجد له أي حضور في المخزون اللغوي والثقافي المحليين، كما يجمع كبار السن القاطنين على ضفاف هذا الوادي أن هذه التسمية " الجديدة " هي دخيلة وما أنزل الله بها من سلطان. عكس التسمية الأصلية " وادي إمزيلن" التي نجد لها مرجعية وحضور قوي في ذاكرة المكان. إذ أن لفظة " إمزيلن" هي كلمة أمازيغية قحة، مفردها " أمزيل" والتي تعني محترف مهنة الحدادة اليدوية والحرف التقليدية. وعند بحثنا في جذور هذه التسمية وجدنا أن الوادي يخترق تجمعا بشريا تقطنه إحدى العائلات تحمل نفس اللقب، كون أفرادها عرفوا منذ تاريخ غير يسير بامتهان الحرف اليدوية، منها الحدادة، وصناعة الفخار إلى اليوم. وأن هذا الوادي شكل إلى اليوم مصدرا رئيسيا للمادة الأولية التي يعتمدها صانع الفخار في نشاطه. وإذ نستغرب مع ساكنة هذه المنطقة عملية التشويه والمسخ الذي يستهدف جزء مهم من الذاكرة الجماعية في حين على الصور الجوية نجد الوادي مسمى بوادي كرت، لأنه يشكل أحد منطلقات وروافد وادي كرت الذي يصب بالبحر الأبيض المتوسط.

صورة(1): تسمية الوادي الذي تحول إسمه إلى "وادي الرباع" صورة (2): صورة جوية لنفس الوادي مقتبسة من Googlemaps

سنتطرق لنموذج ثان، عنوانه العشوائية واللامبالاة، إذ عمدت الشركة المكلفة بتهيئة هذا المقطع الطرقي، خاصة شطر(كاسيطا- واد النكور)، عمدت إلى استخدام تسميتين مختلفتين لمجرى مائي واحد. والوادي المعني في هذه الحكاية، هو الوادي الذي يخترق مركز اتسافت، باعتباره من الأودية التي تصب فيها مجموعة من الروافد ولو أنه موسمي. فالتسمية الأولى، وعلى لوحة التشوير المثبتة فوق المنشأة الفنية بمركز كاسيطا(طريق تازة)، نجد اسم " وادي مدجا " وبالفرنسية « OUED MEDJA »، وهي تسمية لم تكن موجودة، ولا مثبتة بالمكان، قبل أن تخضع هذه الطريق لإعادة التهيئة والتثنية. ومن الملاحظة الأولى، يتضح أن الاسم، قد شابه خلل ما، وفي غالب الظن قد تعرض للبتر. وهذا ما قد تؤكده لوحة تشوير ثانية، نجدها على بعد ثلاث كيلومترات منها، وبالضبط المتعلقة بالمجرى الرئيسي الموجود بمقربة من " مسجد تلامغيت"، الموسوم بـ"وادي ملاح"، وينطق محليا " إغزار أمدجاح" نسبة لملوحة مياه هذا المجرى المائي. وهو ما يفيد أن الفرضية السابقة هي الاحتمال الأرجح والأقرب للصواب. وبذلك فيمكن الوصول لخلاصة تؤكد بالفعل تعرض الاسم الأول للبتر سواء كان ذلك سهوا أو بشكل مقصود. أي أن الصواب هو MEDJAH » « OUED وليس « OUED MEDJA ». وفي كل الأحوال يبقى احترام الطوبونيم المحلي العملة النادرة في تدبير هذا المجال، بينما التشويه والتحريف هما القاعدة السائدة.

صورة (3): وادي ملاح الذي تحول إلى "وادي مدجا" صورة (4): صورة لنفس الوادي بعد عملية التشويه
" ثلاثاء بوسلامة "، من الوهلة الأولى سيعتقد المارة بوجود سوق أسبوعي بالمنطقة، كما هي عادة أماكن مختلفة من المغرب، وهو ما توحي به التسمية المكتوبة على لوحة تشوير المثبتة على الطريق بالقرب من معلمة تاريخية تعاني في صمت. غير أن الحقيقة شيء مغاير، فهو لا يعدو أن يكون جزء من القاعدة السيئة، التي عبثت بالأعلام الجغرافية، وشوهتها أيما تشويه. فإذا كان اسم الموقع السابق تعرض للبتر وخصم حرف واحد، فإن الحالة هنا مرتبطة بتحوير اسم ناتج عن زيادة عدة حروف.
في الحقيقة، الاسم الجديد، ما هو إلا مسخ وتحريف لموقع جغرافي، هذا الموقع هو أحد الأودية التي يطلق عليها السكان المحليون بـ « TALA N BOUSLAMA » والاسم لازال حيا في الذاكرة ويتم تداوله بشكل يومي. في الأصل هو إسم أمازيغي مركب من كلمتين، TALA » « التي تعني العين/ منبع المياه، « BOUSLAMA »، وهو إسم علم نسب إليه هذا الينبوع. وإذا بحثنا في سبب النزول، سنجد أن هذه تسمية مستوحاة من إحدى عيون الماء الموجودة على إحدى جنبات هذا الوادي، والتي تحمل نفس الاسم. كما يرجّح أن يكون هذا الاسم الذي ارتبطت به العين، لقب لأحد المتطوعين الذي شيدها و أحسن إليها في وقت ما. وتعد هذه العين من أبرز المصادر التي تمدّ السكان وماشيتهم بالحياة. وبذلك، يكون هذا التحوير قد غير هوية وحقيقة المكان بعد أن تحولت "ثالا" إلى " ثلاثاء". مما غيّر الدلالة بكاملها، وانتقل الدال من الينبوع إلى أحد أيام الأسبوع.
وفي إطار اهتمامنا بالموضوع؛ حاولنا البحث عن المسؤول المفترض، عن موجة هذا التشويه الذي تعرضت له أسماء أماكن ومواقع مختلفة، رافقت مشروع تثنية الطريق الرابطة بين تازة الحسيمة، وكذا دواعيها وحيثياتها، تواصلنا مع الجهة التي أوكلت إليها أشغال هذه الطريق. تبين لنا أن أطرافا متداخلة تقف وراء هذا التشويه الطوبونيمي، منها شركات الأوراش ومكاتب الدراسات ومنجزي تصاميم التهيئة، وبشكل أكبر الكارطوغرافيين، خاصة واضعي الخرائط الطبوغرافية. إذ حاول أحد ممثلي الشركة المسؤولة عن هذا المقطع الطرقي تبرئة الجهة التي يشتغل لصالحها، مبرزا أن عملية تسمية المجالات وتثبيت لوحات التشوير الخاصة بالمجاري المائية لا يتدخلون فيها، وأنهم يعتمدون على الخريطة الطبوغرافية، والأسماء الموجودة على الخريطة هي نفسها التي يفترض أن تكون على اللوحات.
خاتمة:
تتداخل العوامل التي ساهمت في طمس عدد كبير من الأعلام الجغرافية الامازيغية، إذ بقي هذا الجانب دون مستوى الاهتمام المطلوب، من طرف الباحثين، باستثناء بعض الفعاليات المحدودة، التي تنظر للموضوع باعتباره جزءا من الهم النضالي، في المقابل تستمر الجهات المنتخبة في مسخ ذاكرة الأماكن، عبر استبدالها بأسماء دخيلة، ولاسيما في المناطق التي لحقها الزحف العمراني، سواء من خلال البناء العشوائي أو تصاميم التهيئة، وكذا تأهيل الجماعات القروية إلى مراكز شبه حضرية أو بلديات. الأمر الذي يوازيه تناسل وابتداع أسماء غريبة للأحياء والتجزئات السكنية لا علاقة لها بهوية الإنسان والمجال المحليين. وقد يكون مردّ ذلك إلى ضعف منسوب الوعي بأهمية الأسماء الجغرافية في حماية الذاكرة الجماعية والحفاظ على الخصوصيات، أو من باب الانقياد الايديولوجي الأعمى. مما يتحتم على المهتمين والغيورين على قضايا الهوية والثقافة الوطنية النبش أكثر في الطوبونيميا المحلية، وتدعيم الوعي في هذا المجال. عبر إنجاز دراسات وبحوث جامعية وأكاديمية، وتوظيف الإعلام الجهوي والمحلي في التعريف بالطوبونيميا في علاقتها بالهوية الثقافية، وكذلك تخصيص الجمعيات المحلية العاملة في مجال النهوض بالثقافة الأمازيغية حيزا للاشتغال على هذا الموضوع.
ويعتبر صمت الساكنة على هذا التشويه المتكرر لأسماء الأماكن المحلية، بمثابة مشاركة في الجريمة، بتهمة " عدم التبليغ عن جريمة "، باعتبار حماية الذاكرة المحلية مسؤولية الجميع، ولو أن الرسالة موجهة أكثر إلى فعاليات المجتمع المدني المنخرطة في مشروع حفظ الموروث الثقافي المحلي، المادي والرمزي. من خلال الترافع لصالح الهوية الثقافية للمنطقة، والعمل على إعادة الاعتبار للموروث المحلي . أما المنتخبون المحليون فهم أبعد من أن تكون القضية ضمن اهتماماتهم وهمومهم.
o البيبليوغرافيا:
• الكتب:
- دافيد مونتجمري هارت (2007)، ايت ورياغل، قبيلة من الريف المغربي، ج 1، ترجمة وتقديم وتعليق محمد أونيا-عبد المجيد عزوزي- عبد الحميد الرايس، منشورات صوت الديمقراطيين المغاربة في هولندا ط 1.
- إبراهيم موسى الزقرطي (1997)، أسس الأسماء الجغرافية، المركز الجغرافي الملكي الأردني عمان.
- محمد البركة وآخرون (2012)، الطوبونيميا بالغرب الاسلامي أو ضبط الأعلام الجغرافية، مطبعة افريقيا الشرق.
- دافيد مونتغمري هارت (2019)، القانون العرفي الريفي، نصوص مختارة من أعمال امليو بلانكو إيثاكا، ترجمة محمد الوالي، منشورات IRCAM، مطبعة دار أبي رقراق للطباعة والنشر، الرباط، ط 2.
- رشيد الحسين (2002)، وشم الذاكرة ، معالم أمازيغية في الثقافة الوطنية، مطابع أمبريال
- محمد شفيق (1999)، الدارجة مجال توارد بين الأمازيغية والعربية، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، سلسلة المعاجم، الرباط.
- محمد شفيق (2000)، المعجم العربي الأمازيغي، منشورات أكاديمية المملكة المغربية، ج1.
- مؤلف جماعي (2011)، المصطلحات الجغرافية الأمازيغية (الجزء الثالث)، تنسيق حسن رامو، منشورات IRCAM، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط.
- أوغست مولييراس (2007)، المغرب المجهول، اكتشاف جبالة، الجزء الثاني، ترجمة وتقديم عزالدين الخطابي، منشورات ثفراز ن ءاريف رقم 11، مطبعة دار النجاح الجديدة، الدار البيضاء.
- بيير جورج (2002)، معجم المصطلحات الجغرافية، ترجمة حمد الطفيلي، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، ط 2.
- دافيد مونتغمري هارت (2016)، ايت ورياغل، قبيلة من الريف المغربي، ج 1، ترجمة وتقديم وتعليق محمد أونيا-عبد المجيد عزوزي- عبد الحميد الرايس، منشورات صوت الديمقراطيين المغاربة في هولندا ط 2.
- رشيد الحاحي (2009)، الأمازيغية والسلطة نقد إستراتيجية الهيمنة، دفاتر وجهة نظر(16).
- خديجة ساعد (2017)، الطوبونيميا الأمازيغية، أسماء وأماكن من الأوراس، دار النشر أنزار، بسكرة، الجزائر
- محمد شفيق (1989) ثلاثة وثلاثين قرن من تاريخ الأمازيغيين، دار الكلام، ط1.
- تنسيق محمد ايت حمزة وآخرون (2014): الريف وإشكالية التنمية (مؤلف جماعي)، عبد المالك ناصري "التراث التاريخي بالريف: بين اكراهات الواقع وافاق التنمية" منشورات المعهد الملكي للثقافة الامازيغية، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط،.
- Robert DELORT(1969),Introduction aux sciences auxiliaires de l’histoire , collection U , Paris.
- Foudil cheriguen,toponymie algérienne des lieux habités(les noms composés), alger,epigraphe 1993.
• مقالات:
- الطيب ايت حمودة، الحرب على طوبونيميا الأمازيغ، مقال منشور على موقع الحوار المتمدن (اطلعت عليه بتاريخ 16 دجنبر 2020)
- رضوان بخرو، إضاءات حول طوبونيميا الريف الشرقي- منطقة بوعلما أنموذجا، جريدة العالم الامازيغي، عدد222-223 ، يوليوز، غشت 2019.
- خديجة ساعد، الطوبونيميا الامازيغية في الأوراس والجزائر، مقال منشور بتاريخ 17 سبتمبر 2020، على مدونة anzareditions .blogspot.com
- محمد وليد الجلاد، الطوبونيميا، الموسوعة العربية ((m .marefa.org
- Toponemie Française ,Un article de Wikipedia Lencycloedie Libre.
• تحريات ميدانية شخصية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتهاد الألمان في العمل.. حقيقة أم صورة نمطية؟ | يوروماكس


.. كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير




.. ما معنى الانتقال الطاقي العادل وكيف تختلف فرص الدول العربية


.. إسرائيل .. استمرار سياسة الاغتيالات في لبنان




.. تفاؤل أميركي بـ-زخم جديد- في مفاوضات غزة.. و-حماس- تدرس رد ت