الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعتناق الإسلام أو القتل...إبادة الايزيديين في العراق آب2014

امين دنايي

2022 / 8 / 2
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


الايزيديين شعب رافديني عريق وله دور وبصمات واضحة في الحضارة الرافدينية والإنسانية،ويؤكد العلم الأيزيدي على"محبة البشر والكائنات بلا اسباب وبلا حدود".تعرّض الايزيديين عبر تاريخهم الطويل إلى الكثير من حملات الإبادة والمآسي والاضطهاد اكثرها قسوة ودموية كانت في عصر الخلافة العثمانية ،إذ فقدوا آلاف مؤلفة من الأرواح البريئة وفقدوا جغرافيتهم ومناطقهم، ولم يروا النور أكثر من 400 سنة فقد كانوا مختبئين في الكهوف وبين الأحجار والأشجار للحفاظ على ما تبقى منهم وعلى علومهم.استبشر الايزيديين خيراً وتنفسوا الصعداء بعد التحرير البريطاني للعراق وسقوط الخلافة العثمانية وتأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1921م ظناً منهم بأن المأساة ستنتهي وسيحصلون على حقوقهم في دولتهم الجديدة ،لكن خاب ظنهم وحساباتهم كانت خاطئة،إذ تعرضوا مجدداً للتهميش والقتل والاعدم والقصف.وفي سبعينات القرن الماضي تم تعريب مناطقهم وحرق قراهم واسكانهم في مجمعات قسرية وقتل وسجن العشرات منهم.
شارك الايزيديين في الدفاع عن الوطن وأعطوا سردايين(شهداء) ولم يحصل عوائلهم على حقوقهم.

بعد سقوط النظام السابق في العراق على إثر الاحتلال الامريكي له عام 2003م والانفلات الامني الذي صار بالبلد ،تعرّض الايزيديين أيضاً للقتل سواء بشكل فردي أو جماعي كما حدث في انفجارات تل عزير وسيبا شيخ خدر والتي راح ضحيتها أكثر من 1500 إنسان برئ بين قتيل و جريح و مفقود.ولم ينصفهم الدستور أيضاً وخلقت حكومتي المركز والاقليم مادة 140 السيئة الصيت وصارت مناطقهم متنازعة عليها بين بغداد واربيل وأن الطرفين ظلّا في صراع مستمر إلا أن غزا داعش بعض مناطق العراق واحرق الاخضر واليابس معاً.

في صبيحة الثالث من آب 2014م ،قامت الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)بغزو مناطق سنجار من ثلاث محاور: الشرق،الجنوب والغرب ،وبدأت معارك طاحنة بين عناصر التنظيم ،يساعدهم بعض العرب في سنجار والمناطق المجاورة،وبين المقاتلين الايزيديين في مجمعي كرزرك وسيبا شيخ خدر جنوب وجنوب غربي القضاء،دافع الايزيديين دفاعاً مستميتاً عن الأهالي والمجمعات وسطروا اروع الملاحم في التضحية والفداء وقتلوا المئات من الدواعش في الساعات الأولى رغم اسلحتهم الخفيفة مقارنة بأسلحة العدو الحديثة والمتطورة.
وعند هروب البيشمركة (حماة سنجار) مع بزوغ الفجر ،وخروج الأهالي إلى الجبل ونفاد الأسلحة والعتاد ، انسحب المقاتلين الايزيديين تاركين وراءهم جثت أصدقائهم السردايين الفدائيين ليغزو داعش سنجار بالكامل في غضون ساعات.
ثم هاجم ارهاب داعش من الشمال أيضاً واستباح المدينة ،إذ قام عناصره بقتل حوالي 1300 شخص في الأيام الأولى من الإبادة وخطف 6417 شخصاً اغلبهم من النساء والفتيات والأطفال وإبادة قرية ايزيدية (كوجو) عن بكرة أبيها في 15آب،وتم عزل الفتيات والنساء عن الرجال ونقلهن إلى مناطق متفرقة في البعاج وتلعفر وسجن بادوش والموصل وسوريا وتوزيعهن على المقاتلين وبيعهن في أسواق النخاسة في الموصل والرقة واهداء الجميلات لأمراء داعش والاعتداء المستمر عليهن عن طريق الاغتصاب والضرب والتعذيب بشتى الطرق والاجبار على قراءة وحفظ القرآن وأداء الصلاة والصيام والتعاليم الإسلامية.
ومنحوا الرجال خيارين لا ثالث لهما إما اعتناق الإسلام أو القتل ،كما قاموا بقتل العجزة والمسنين وانتزاع الأطفال من عوائلهم وعددهم حوالي1200 طفل ويتراوح اعمارهم مابين 7-17 سنة وتدريبهم في معسكرات التنظيم في العراق وسوريا ليكونوا اشبال الخلافة لغرض تهيئتهم للجهاد في سبيل الله والخوض في غمار المعارك والقيام بعمليات انتحارية بعد غسل ادمغتهم وتعليمهم القرآن والصلاة والتكفير والعنف.
أما المحاصرين بالجبل وتعدادهم اكثر من 400,000شخص فقد نزوحوا عبر طريق بين مجمعي دهولا و دكوري إلى شمال العراق وقسم منهم إلى سوريا وتركيا وذلك بعد فتح ممر على الحدود السورية العراقية.كما فرغت بعشيقة وبحزاني يوم 5 آب وبعض القرى والمجمعات في سهل نينوى من جميع سكانها ونزحوا أيضاً إلى شمال العراق.وهاجر اكثر من 100,000 ايزيدي إلى خارج البلد وتوزعوا على البلدان والقارات فضلاً عن غرق العشرات في مياه البحار والأنهار،ولايزال الآلاف منهم عالقين في تركيا واليونان على أمل اللجوء إلى إحدى الدول الأوروبية أو امريكا او استراليا.

ثم بدأ ارهابيو داعش بنهب الممتلكات والدور والأثاث والمال، وحرق وتدمير المنازل والمدارس والمؤسسات الحكومية. وتفجير 68 معبداً ومزاراً ايزيدياً في سنجار وبعشيقة وبحزاني،وبلغ عدد المقابر الجماعية والفردية 82 مقبرة حتى الآن.


أما وضع النازحين فحدث ولا حرج ،إذ أنهم يتعرضون للاستغلال وحرق الخيم بين فترة وأخرى ويعانون من البطالة والجوع والمرض والاضطرابات النفسية منتظرين مصيرهم المجهول في ظل صمت الحكومة العراقية (الفاسدة) والمجتمع الدولي.

ارادت الدولة الإسلامية في العراق والشام السيطرة على جبل سنجار وتحطيم الايزيديين لكنها هزمت هزيمة ساحقة مثل أجدادهم العثمانيين وبقى الايزيديين وبقى الجبل صامداً نقياً بدماء وتضحيات ابناءه الأبطال.
جدير بالذكر ، أن الايزيديين ورغم كل الابادات والمآسي التي تعرضوا لها،لم ينتقموا أبداً أبداً لأن الأيزيدية تقوم في الأساس على المحبة والمعرفة.ولا يوجد في نصوصهم وعلومهم ما يحرض على القتل والحقد والكراهية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحلة مؤثرة تتهافت عليها شركات صناعة السيارات العالمية | عالم


.. عريس جزائري يثير الجدل على مواقع التواصل بعد إهداء زوجته -نج




.. أفوا هيرش لشبكتنا: -مستاءة- مما قاله نتنياهو عن احتجاجات الج


.. مصدر لسكاي نيوز عربية: قبول اتفاق غزة -بات وشيكا-




.. قصف إسرائيلي استهدف ساحة بلدة ميس الجبل وبلدة عيترون جنوبي ل