الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بلا السيد المسيح .. بلا السيد المريخ

يوسف تيلجي

2022 / 8 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أستهلال :
تنمر الشيخ الأزهري د . مبروك عطية ، على الأعلامي أبراهيم عيسى ، لأنه أشاد بالموعظة على الجبل للسيد المسيح ، حيث جاء في موقع القاهرة “رأي اليوم”- محمود القيعي : ( كل كلمة في موعظة الجبل لسيدنا عيسى - بلا السيد المسيح بلا السيد المريخ ، كلهم أسيادنا .. ، بتلك الكلمات أثار الداعية الإسلامي مبروك عطية غضبا عارما على مواقع التواصل الاجتماعي ، بعد أن اعتبر البعض ما قاله سخرية من السيد المسيح عليه السلام ) وسوف أعرض تعليقي على الموضوع .
من هو د . مبروك عطية :
مبروك عطية (- 1958 ) داعية ، وأكاديمي مصري ، ولد في المنوفية ، التحق مبكرًا بالأزهر ، وحصل على الدكتوراه مع مرتبة الشرف من جامعة القاهرة عام1989 ، يعمل حاليًا رئيسًا لقسم الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر ، وكان قبل ذلك دكتور في جامعة الإمام محمد بن سعود - جامعة الملك خالد - في مدينة أبها بالمملكة العربية السعودية ..

الموعظة على الجبل :
ولكي أعرض قراءتي للموضوع ، أسرد في التالي مقطعا من الموعظة على الجبل / من أنجيل متى - الأصحاح الخامس : ( وَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعَ صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ ، فَلَمَّا جَلَسَ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ فتحَ فاهُ وعَلَّمَهُمْ قَائِلاً : طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ . طُوبَى لِلْحَزَانَى ، لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ . طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ ، لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ . طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ، لأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ . طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ ، لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ . طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ . طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ . طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ . طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ ، مِنْ أَجْلِي ، كَاذِبِينَ . اِفْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا ، لأَنَّ أَجْرَكُمْ عَظِيمٌ فِي السَّمَاوَاتِ ، فَإِنَّهُمْ هكَذَا طَرَدُوا الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ . أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ، وَلكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ ، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجًا وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ . أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ . لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَل .. ) .
تعليق :
1 . الدكتور مبروك عطية ، ليس شيخا كباقي الشيوخ ، أي أنه ليس من خلفية " الكتابيب " ، بل أنه " رئيسًا لقسم الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر " ، ويحمل دكتوراه في أختصاصه ، ومن المؤكد أنه قد تفقه قرآنيا وأطلع عل السنن والأحاديث النبوية لرسول الأسلام ، أي يجب أن تكون تصريحاته مستندة على وقائع وحجج ، لأنه أكاديمي المرجع . ولكن تصريحاته الأخيرة ، بل كل تعليقاته في معظم برامجه ، وبالمجمل " شوارعية " ، لا تنم على خلفيته الأكاديمية ! .

2 . لم هذا الحجر على أراء الأخرين ! ، وهل أي تصريح أو رأي ، بأي موضوع أو حدث أو واقعة أو نص ، خارج نطاق المفهوم أو المتداول ، من الموروث الأسلامي ، يعتبر مسا بقدسية ونهج الأسلام ، وبأركانه معا ! ، وهل الأعجاب بأي نص أنجيلي يعتبر نقطة سلبية على نهج المفهوم العام للموروث الأسلامي ، المعبأ دما وتكفيرا وسبيا وألغاءا للأخر ..

3 . رجوعا للماضي ، الشيخ الدكتور أحمد الطيب ، ذاته قد أبدى أعجابه بالموعظة على الجبل / للسيد المسيح – وحديثه متداول و منشور على اليوتيوب ، والشيخ الطيب هو مرجع ورئيس للشيخ مبروك ! ، فكيف للشيخ مبروك أن يشذ عن رئيسه ، وهل الشيخ الطيب نبه أو عنف الشيخ مبروك عطية على فعلته المشينة مباشرة . أو كلف من بهيئة الأزهر بذلك .

4 . رجوعا للنص القرآني ( وَقُلِ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ .. / 29 سورة الكهف ) ، حيث أن القرآن بنصه يمنح مساحة حتى للذي يكفر ، ألم يدري الشيخ مبروك بذلك ، وهو الشيخ الأزهري الأكاديمي ، ولماذا لا يتقبل ، مجرد رأي من الأعلامي أبراهيم عيسى ، بنص من الأنجيل ، والقرآن تقبل حتى الكفر بنص صريح ، كما ورد في الآية أنفا ! . من جانب أخر ، أن القرآن يعترف بالأنجيل ( نَزَّلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ ٱلتَّوْرَىٰةَ وَٱلْإِنجِيلَ / 3 سورة آل عمران ) ، فكيف بنص من الأنجيل ذاته ، الذي يعترف به القرآن صراحة ، يضيق به صدر الشيخ مبروك ! ، فيتنمر به على الأعلامي أبراهيم عيسى - لأنه أبدى أعجابه بنص أنجيلي .

5 . هل الآيات القرآنية التي تعترف بالكتب المقدسة / التوراة والأنجيل .. - التي سبقت القرآن بقرون ، أصبحت ليست ذات مقبولية في مجتمع أسلام اليوم ! . وأذا كانت كذلك لم لا يصرح علنا من قبل المؤسسات الأسلامية بذلك ! ، وهل أن آيات الأعتراف بالكتب المقدسة ، كانت عبئا على الأسلام ذاته ! ، وسوف يحين الوقت ، أجلا أو عاجلا ، لقول الكلام الفصل بشأنها ! ، على أعتبار ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ .. / 19 سورة آل عمران ) ، وهل سيفتي شيوخ الأسلام يوما ، برفض مقبولية هذه الآيات مستقبلا ! ، بفتاوى وتفسيرات مرقعة ! .

كلمة :
لو تركنا كل ما قيل ويقال ، من قبل من أدلوا بدلوهم بهذا الشأن ، ولو تجنبنا أيضا من دعى الى محاكمة الشيخ مبروك ، أو نحو ذلك ، وأغفلنا قضية أزدراء الأديان / التي يجب أن ترفع ضده ، وصمت الأقباط على ذلك ! . فأني أدعوا الشيخ مبروك ، أن يقرأ الموعظة على الجبل للسيد المسيح ، وأن يبين لنا المثالب التي تخالف القيم الأنسانية والأخلاقية بنصوصها ، وأن يبين لنا ، أي دعوة للذبح أو للكراهية أو البغضاء بها ، شرط أن يحمل بيديه / كعادته الزهور - التي تدل على الفكاهة . من جانب ثان ، أيجهل الشيخ مبروك ، أن السيد المسيح هو الحي بأعتراف القرآن ( وَٱلسَّلَٰمُ عَلَىَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا / 33 سورة مريم ) ، و أيجهل أيضا أن المسيح هو كلمة الله وروحه ( إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ .. / سورة النساء ) ، فكيف لمن وصف بالقرآن بهذه الأوصاف ، أن يستهزأ به ! .
أخيرا : أني كمتابع متواضع ، أدعوا الشيخ مبروك ، أن يعيد النظر بكل تصريحاته الغير مقبولة ، عسى أن تستقيم سريرته ، وأن ينضج نهجه ، وأن يحترم معتقدات الأخرين ، كي الأخرين يحترمون معتقده ، حتى وأن كان ما يعتقد به من المريخ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 164-Ali-Imran


.. 166-Ali-Imran




.. 170-Ali-Imran


.. 154-Ali-Imran




.. 155-Ali-Imran