الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذيان رياضي

محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)

2022 / 8 / 2
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


جعلتني الأيام غصن شجر مائل،
يتقطر منه عَرَق السماء
ليحتضنه نار الأرض،
لا الجذر يقوى على الصمود في النار،
ولا الغصن ينمو بلا تعرق السماء،
انا اختزل 3456765 مليون انسان
وعقلي يكتنز قصة البشر منذ بدأ الخليقة،
انا قصة حضارة تتدحرج للنسل
منذ ان وطأة اقدامنا كوكب الأرض!
احمل بأمانة الشفرات المتوارثة
واتطور مع التحديث في حضارة معاصرة..
لماذا تتباين المخلوقات؟
ولماذا نتباين نحن البشر؟
لا أدري من ينوي على الشر؟
وهناك من يراقبني ويرفض الحديث معي..
هل يراقبني لكي أخطأ
ام يحرص كي لا أخطأ؟
ان خطأي يثير حفيظته فيعاقبني مؤجلا،
وان اصبت يفرح كثيرا،
ويهديني الى جل ما اتمنى!
انه يفرح ويتعصب بإفراط لشيء خلقه!
انه خالق وحاكم في نفس الوقت!
انه خلق عندي الحب والبغض،
الفرح والحزن...
ويحاكمني لما أحب ولما أبغض!
هل يستنجد بي؟
لماذا؟
هل هو بحاجة الى ترقيتي الفكرية؟
هل انا جزؤه الناقص في الكون الفسيح؟
هل تشتيت الفكر والتنويع والاختلاف يهدف الكمال؟
لكن فكري يحثني ان أجد السبيل الى التفوق،
ولا يكف عن إيجاد الوسائل،
ليعزلني عما يحيط بي،
هل طبيعة الفكر ان يخلق هذا الانعزال؟
الفكر استجابة لشريط الماضي بكل محتوياته،
انا ولدت ومت 3456765 مرة بأدوار مختلفة،
تارة فقير معدم، او غني بإفراط،
وتارة هالك في طوفان، او متسول متشرد،
وجئت للحياة بجنس ذكر وتارة انثى،
اتناوب فيهما العيش بكل صور الفقر والغنى،
الجريمة والصلاح، الرذيلة والفضيلة..
يا للسخرية!
ان نحكم على الناس في دورة الحياة،
لما كنا نحن عليه في دورات سابقة!
نحكم على مجرم وكنا مجرمين مئات المرات!
نحكم على الرذائل ومارسناها مرات ومرات!
نثني على مصلح، وكنا كذلك مرات!
ما تَجَمعَ في النفس الإنسانية،
انما اختزال لكل ما ذكرت..
النفس فيه كل تلك المتناقضات،
فلا تتعجب!
لأننا عمرُ يمتد 3456765 عاما،
بجوهر وواقع مختلف في كل رحلة حياة..
ونعيش اليوم حيوات كل تلك المتناقضات!
قد نكون من نسل مشاهير او مغمورين،
ملوكا او صعاليك،
اثرياء او معدمين،
نادلا في مشرب، او مؤذن في جامع،
مغني او طبال، وزير او غفير،
مدرس او شحاذ، راقصة او شيخة،
مومسا او سمسار بغي،
ولا نزال نقرا التاريخ المزور عن لسان الاخرين!
انت التاريخ الصحيح،
ويكمن في نفسك شفرة احداثه كما جرت بدقة!
وما نفسك المتناقضة التي تجتذبه الاهواء،
الا صورة عما عشت فيه في الماضي..
انت تتسع كلما اتسع الكون..
عندما تدرك ما أقول ستصل انت والكون النهاية.

الخصيتان والبويضتان،
تحملان الاسرار المتوارثة..
خلاصة الحضارة الإنسانية،
تسبح في اثنتين من سوائل الجنسين..
وعندما تختلط، تولد محيطا اخرا وبيئة مغايرة،
بيئة تتصارع فيها القدرات
لتسود بعضها على الاخر،
وتتنحى بعض القدرات دون ان تنمحي..
وتتصارع في اللاحق من الأجيال لتسود..
مكننة النفس لتناغم البيئة القادمة!

انت يامن تتوارى عن الانظار،
تضحك وتبكيني،
تحرص على الدقة،
وتسخر من عبثي!
عبثي من الجهل،
وحرصك من النبوغ!
انت الفكر وانا الوجود،
انت باق، وانا زائل!!
انت ستشهد النهاية!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل