الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصفية الظواهرى !!

حسن مدبولى

2022 / 8 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أعلنت الولايات المتحدة أنها اغتالت السيد أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة فى مقر إقامته بأفغانستان ، وأيا كان الرأى فى الظواهرى وأفكاره وممارساته، فمن المخجل أن يظل أولئك الذين ختم الله على قلوبهم فى غيهم يعمهون ، فيسارع الكثيرون منهم بإبداء الشماتة والابتهاج بالاعلان الأمريكى؟ منتهزين فرصة شيطنة الرجل لتشويه الأيديولوجيا الإسلامية بل والعقيدة نفسها ؟

فأولا :- هذه ليست العملية الأولى ولا الأخيرة التى تطال وتغتال مصريين وعرب تحت لافتة محاربة الإرهاب ؟ بينما نفس من يقوموا بتنفيذ هذه الاغتيالات ضد البعض ممن ينتمون ألينا ، لا تجف أيديهم من دماء أطفالنا وشيوخنا بسبب جرائمهم او جرائم وكلائهم؟ كما أن بعض من ينتمون إليهم تطوعوا للقتال فى أوكرانيا ضد الجيش الروسي فإعتبرتهم أوروبا وأمريكا أبطال وقوبلوا بالتمجيد !!؟ فليس من المنطقى إذن الترحيب من جانبنا بأية ممارسات ترتكبها قوى الإرهاب الدولى المنظم ويتم من خلالها قتل من ينتمون إلينا بحجة مكافحة ممارسات (إرهابية إسلامية ) بينما طائراتهم وصواريخهم تقتل أطفالنا ، ورجالهم يتطوعون لنصرة (أشقائهم الأوكرانيين) ، ولا يعتبر أي من ذلك إرهابا !؟

ثانيا:- لو توفر لنا الحد الأدنى من الكرامة والاعتزاز بالنفس ،فمثل ذلك الإعلان كان ينبغى أن يستدعى الغضب والإدانة والرفض، لا الإبتهاج أو الشماتة أو سيول المواعظ حول الإعتماد على أمريكا أو حول التطرف والغلو إلخ ،، فهذا الحادث يعتبر فى المقام الأول عمل إجرامى وقع ضد دولة إسلامية مستقلة ذات سيادة ، وفى المقام الثانى هى عملية اغتيال مافياوية جبانة وقتل خارج إطار القانون تمت ضد مواطن مصرى إجتهد فأخطأ، فالظواهرى وغيره ممن ذهبوا لافغانستان لم يتطوعوا كأدوات فى الجيش الأمريكى كما يتحدث بعض الذين إسودت قلوبهم ، لكن الحقيقة انهم ذهبوا للتصدى للإحتلال السوفيتى الإجرامى فى أفغانستان ،ووقعوا فى فخاخ لعبة الأمم وصراعاتها البينية ، ثم مالبثوا أن تبينوا حقيقة الأمر فتصدوا للأمريكان انفسهم، وبالتالى فهم من اكتشف الخطأ الأساسى المتمثل فى الثقة المفرطة و الاعتماد المطلق على الامريكان ، فلا داعى إذن لإتحافنا بالمواعظ النمطية المقولبة التى فقدت أهميتها التاريخية والعملية !!

ثالثا : - وبعيدا عن انتهاجهم العنف ورفضنا له،فهؤلاء الأشخاص كانوا فى الحقيقة ضحايا وليسوا إرهابيين، وكانت هناك العديد من الوسائل لتطبيق القانون عليهم،لكن بالطبع فإن الدول الإرهابية التى تساند القتل والإرهاب فى كل بقاع الأرض ، لن تجد أسهل وأرخص من الضحايا العرب والمسلمين للتنكيل بهم واستعراض القوة ضدهم، كعمل دعائى يستخدم فى الصراعات الدولية، أو فى إستعادة الشعبية و تسجيل النقاط بالمنافسات الانتخابية والسياسية المحلية ؟

ومع إن المسألة واضحة وضوح الشمس فإن الكارهين للايديولوجيا الإسلامية ممن يقيمون بين ظهرانينا ويتحدثون بلساننا وينتمون زورا لثقافتنا وقلوبهم معلقة بمعابد ومراقص أوروبا وأمريكا وروسيا ، لا يملون أبدا من التدليس وترديد الأكاذيب ، ولا يخجلون من الإثبات الدائم بأنهم ظهير محلى للإجرام الخارجى ، ونصير مخلص لألد أعداء العرب والمسلمين ،،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي




.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال


.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر




.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي