الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الملياردير الحاج المحتال

عزالدين معزة
كاتب

(Maza Azzeddine)

2022 / 8 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


رجل هاديء في سلوكه لا تسمع منه كلمة سيئة يمشيء على الارض هونا تراه من بعيد يسرك مظهره لباس بسيط جدا في احسن الاحوال لا يتعدى سعره 1000دج ، تظهر عليه الغباوة ومن يراه يظن انه لا يعرف يمينه عن شماله كما يقال ، نية بزاف " وهو في حقيقته اخطر من الشيطان وكل المحتالين الذين لا يضعون قناع الدين على اجسادهم ويزينون بها كلامهم ...
ما اخطر هؤلاء البشر يخادعون الناس باسم الله والدين وطبيعتهم الهادئة وكلامهم المعسول ومحافطتهم على الصلوات الخمس في المساجد في الصف الأول .
حدث نزاع بينه وبين أحد الورثة حول مبلغ مالي ضخم ، كذب وأنكر ، ولكنه اردف قائلا " نحن عائلة والخصام بيننا مكروه وصلة الرحم فرض علينا إذا اقسمتم أمام الإمام وأتيتم بالشهود فسوف اعطيكم مالكم وامري لله صلة الرحم اغلى من المال "
اتصلوا بإمام المسجد وكان ذلك في العشر الأوائل من شهر رمضان الكريم ، واتفقوا على اللقاء في مقصورة الامام بعد صلاة العصر ، جاء الشهود وحضر البخيل أكل الربا والمال الحرام ، كانوا سبعة شهود اثبتوا له السرقة واقسموا بالله على ما شهدوا وسمعوا ...
قال له الامام قد سمعنا منهم وفي ديننا الاسلامي شاهدين عدلين من المسلمين كافية وقرأ عليه الايات القرانية واحاديث رسولنا صلوات الله عليه وسلم ....ونصحه وجه الله ان يرد الاموال لاصحابها الخ
قال له أحد الذين اكل اموالهم : انت حجيت مرتين والان انت في بيت ربي في شهر رمضان وفي العواشر الاولى لن اصدقك لأنني اعرفك حتى تقسم بالله أن ترد الاموال لأهلها أمام الجميع ...اقسم باغلظ الايمان ثلاث مرات بانه غدا قبل الساعة العاشرة صباحا سيرد نصف ذلك المبلغ بحضور الإمام كشاهد والباقي سيرده بعد مدة ..
خرج الجماعة وكانوا كلهم راضين وشكروا الامام وانصرفوا كل الى حاله ، في انتظار الغد ...
وفي الغد اتصل هاتفيا لأحد الإخوة الذين اكل اموالهم قائلا له : " دزوا معاهم والله ما تشفوا دورو وقدامكم المحكمة عندي الاورو وعندي الدينار "
وتعقدت الامور ،
عبدة المال إخوان الشياطين ، واخطر من الشياطين اولئك الذين يتظاهرون بالدين حتى الشيطان يتبرأ منهم ومن افعالهم ..
يحكى في بعض كتب تراثنا الاسلامي ، بعد تاسيس رسولنا صلوات الله عليه وسلم للدولة الاسلامية في المدينة المنورة ، توجه بعض المسلمين الى الشيطان وقالوا له : لم يعد لك عمل بيننا فاهجرنا الى اماكن اخرى حيث تجد عملا لك فيها ...
قال لهم الشيطان : اسألكم سؤالا واحدا ومن خلال اجابتكم أتخذ قراري إما بالبقاء بينكم او بهجرتكم ، بشرط ألا تكذبوا علي ..
ردوا عليه كلهم : ايها الملعون هل المسلمون يكذبون ؟ قل سؤالك يا عدو الله ..
طيب اني صدقتكم بانكم لا تكذبون سؤالي صريح وواضح وبسيط جدا وهو :
هل المسلمون يحبون المال ؟
اجابوه كلهم بصوت واحد : نحب المال حبا جما ...
رد عليهم الشيطان وهو مبتسما : والله العظيم لن اخرج وسابقى بينكم ، وأخذ الملعون كمية من المال أمامهم : وقبلها قائلا : من أحبكم فهو عبدي ..
سمعت في صغري أن اليهود يحبون المال حبا جما ولا يهمهم مصدره ..وكنت اظن أن الحجاج ورواد المساجد أناسا لا يقربون الحرام ولا يشهدون الزور ، الواقع مؤلم ....المظاهر خداعة ....
الإمام استغرب لتصرفه وقال في حالة إذا قدمتموه للمحكمة ساشهد معكم ...الثقة مضرة ..لا يخدعنكم احد لا بالحج ولا بالجلباب ولا باللحية ولا ب 10 دنانير التي يتصدق بها على المتسولين امام مداخل المساجد ..
هل هؤلاء البشر لا يتنعمون في حياتهم إلا بالمال الحرام ؟
مجتمعنا سابقا كان هو القاضي الاول ، ولا يسمح لأمثال هؤلاء بالسرقة والاحتيال ، والان المجتمع استقال من دوره الاخلاقي ، باستثناء بعض الجهات في منطقة القبائل ولكنها تتقلص ، تاركة المجال للمحاكم والمحامين .
الحذر مطلوب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يؤكد خلال مراسم ذكرى المحرقة الالتزام بسلامة الشعب الي


.. نور الشريف أبويا الروحي.. حسن الرداد: من البداية كنت مقرر إن




.. عمليات نوعية لـ #المقاومة_الإسلامية في لبنان ضد تجمعات الاحت


.. 34 حارساً سويسرياً يؤدون قسم حماية بابا الفاتيكان




.. حديث السوشال | فتوى فتح هاتف الميت تثير جدلاً بالكويت.. وحشر