الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


9 - مدخل . . فتح العقل المتصنم

أمين أحمد ثابت

2022 / 8 / 8
المجتمع المدني


10 – المرأة . . احجية عربية – اسلاموية

ككل المفردات المفاهيمية الخاصة بالإنسان – عندنا – تقف مثل بعضها كإشكالية مضطربة متعددة الاختلاف والتضاد الفصامي بين المعنى والمدلول المفهومي الممارسي والفهم المعتقدي المجرد الملقن في ذاته ، هذا الاخير القائم في بعدين اخلاقيين متضادين ، الديني الناظر للمرأة ككائن مكسور الجناح وهش يستدعي الرفق والشفقة والرحمة به ، ومن جانبين اخرين من حيث كونها كائن موسوم بالعاطفة ( الام ) تبنى عليها العائلة - إذا ما كانت من ذي الدين ، بينما النظرة المكملة لمفهوم المرأة غير الام فهي ( الحرمة ) المستضعفة المحتاجة لذكور عائلتها حماية شرفها وطهرها كونها مصدر الاغواء والاثارة ، وينطبق هذا المعتقد على كل من الاخوات والزوجات النساء الاقارب من الدرجة الاولى من رابطة الدم – أما الوجه الاخر انها شر مستكين ، ناقصة عقل دين ، منبع لإثارة الغرائز وفعل الفاحشة – أما البعد العقائدي الاخلاقي الملقن بتوريث اخلاقي مجتمعي ممزق بفصل مقصود ( وفق الطبيعة التاريخية لإنسان مجتمعاتنا العربية ) بين متعدد الفهم لذات اللفظ عن البعد الديني الأول سابق الذكر ، فالمرأة كلفظ مجرد عند الرجال الذكور يقصد بها الانثى – مصدر الرغبة والمتعة للذكور تحت أي من التصورات التوهمية التي يطلقها عليها فرد باختلاف عما هي تعني لفرد اخر في سره ، بين بعدين روحي تخيلي العاطفة والاخر حسي استثاري جنسي مترنح في سرية تضادية مع الاول كالحب ، العشق ، الاستهواء ، الاعجاب واللذة – أما الحقيقة المجتمعية المورثة طابعا على الصعيد الممارسي موقفا وعلاقاتيا وحكما فهي كائن حي بشري لا وجود صفة لها اجتماعيا غير كونها ( كيان مملوك ) ذكوريا – من الاب والاخوة او الاعمام والاخوال وابناءهما إذا ما غاب حضور الاب والاخوة و . . من ثم الزوج – يمثل جمالها الروحي عنصر أمان للعائلة بما يلخص لدينا بسمة الاحتشام او الحشمة ، أما جمالها الحسي فهو مصدر متعة نظر لمالكها ومصدر خوف للشرف وغيرة لخدشها حتى نظرة من خارج من هم محرمين عليها دينيا من الاتصال الجنسي – أي من لا يحل لها الزواج منهم او الاتصال اللذي معهم بأي مسلك او شعور محسوس موضع في خانة الفاحشة او الشذوذ او الانحلال – أما الوجه الاخر كقيمة وجود اجتماعي مؤسل مجتمعيا فينا ، أن المرأة ( الانثى ) هي سلعة رابحة للمضاربة والمنافسة التجارية في البيع والشراء ، فكلما زاد جمال المرأة انثويا زاد سعر المضاربين عليها لاقتنائها ، ويرتفع ثمنها بإضافة وضع ومكانة عائلتها اجتماعيا – من حيث المال والنفوذ – ويخير الدين الاسلامي لامتلاك المرأة ( الانثى ) كأخلاقية دينية سامية بالظفر بذات الدين – والحقيقة الوجودية للدين مجتمعيا على صعيد الرجال الذكور او النساء الإناث لا يمكن الاعتماد عليه لكون ما ندركه هو البعد الظاهري لا أكثر بينما ما هو قائم في داخل كل منهما وما يسلكه او يرغب به سرا . . لا يعرفه احد غير صاحبه او صاحبته ذاتها – هذا وانضاف معتقد عصري عالمي لوجودنا في الزمن الحديث ، حيث تحطمت جدر العزل بين شعوب مجتمعات الارض فتداخلت مختلف المعتقدات مع بعضها ، إلا أن ما يخصنا كشعوب عربية مستعمرة من قرون ماضية ومطبوعة بالتبعية والانقياد الجبري سابقا والطوعي حديثا ، هذه الإضافة المحدث حول الفهم والنظرة الى المرأة ( كمفهوم مجرد ) انها ( نصف المجتمع ) ، الذي يقاس قيمته وتطوره في تحرره من خلال مكانة وجود المرأة فيه ، ومشاركة الرجال تنافسيا على مختلف الاصعدة القيادية للمجتمع – من التسعينيات بدأت ظاهرة فرض عالمية المركز علينا كبلدان تابعة مستضعفة اعتماد مسمى " كوته " المرأة في سلطات الدولة والاحزاب ومؤسسات المجتمع المطلق عليه مسمى المدني – الحكومي والاهلي – أما المرأة في حقيقتها المجتمعية الممارسية فهي الانثى المستغل جمالها وضعفها الشخصي وعقلها العاطفي المخدوع وضآلة خبرتها التعايشية الانفتاحية مع عالم الذكور ، جعلها أداة للإحلال المكاني لمواضع الذكور في المجتمع – وفي كذبة اشد خداعا عندنا ، حيث اصبحت المناصب والوظائف مسهلة للإناث استبدالا للذكور المستبعدين عن الوظائف والاعمال – لكونها واجهة خداعية للتطور والتحرر الاجتماعي ، وأداة جذب جنسي دعائي للترويج البضاعي ، والاهم في كونها اكثر انقيادا من الذكور لمانحها فرصة المكان الوظيفي ، واكثر انصياعا لرغباته ، والاكثر خوفا من الذكور في ممارسة التحايل الانتهازي – هذه المرأة التي ما زالت جبرا محكومة بالأعراف والتقاليد واخلاقيات المجتمع الديني والدنيوي العربي ( حرمة – كائن ضعيف قابل سهل للاستغلال ) ، مهما حصدت من الشهادات العليا او العطاء الابداعي . . محرما عليها الوصول من الحرية الشخصية المتاحة للذكور ولو بنسبة 10% - لن نوسع في ذكر تدليلا لذلك فكثير منها معروف لدى الجميع – من هنا كانت قوى النفوذ العليا في السلطة والاحزاب ومؤسسات المجتمع المدني تخادع وفق معتقد مفهومي مجرد بقيمة المرأة بمنحها فرص القيادة بالتساوي مع الرجال الذكور، بينما حقيقتها الواقعية مجتمعيا تستغل من تلك المراكز العليا للنفوذ لإزاحة المتخوف منهم من الذكور أكان على صعيد النوعية الابداعية أو العلمية او القيمية الاخلاقية او الشعبية ، الذين يمثلون خطرا على مصالحهم ومواضعهم القيادية المستغلة للعقل العاطفي المتوهم للمقادين تحت نفوذهم ، حيث استبعاد مثلهم بحجة مستحدث النظم العصرية بضرورة مشاركة وجود المرأة الذي لن يكون سوى على حساب هذه النوعية ، بينما غير المستبعدين مثلهم ( المرأة ) فهم يمثلون العنصر النفعي الانقيادي التابع للأوامر والتوجيهات و . . ايضا إعادة التشكل الذاتي وفق املاءات القائد مانح فرص الصعود الى المناصب او جني المصالح الذاتية .

إن ما سبق ليس إلا توضيحا لحقيقتنا الانفصامية حول المرأة واقعا – تاريخيا وحاليا ومستقبلا خلال المنظور – ولا يمثل موقفنا ورؤيتنا الشخصية تجاه المرأة ، وهذا حتى لا يدخل علينا جماهير من عاطفي العقل المتوهمين باتهامنا بأي تهمة او يجادلونا عبثيا بتصوراتهم السطحية المغالية انتهازيا بالدفاع عن المرأة او بحجج أي كانت للهجوم علينا . . .

من هي المرأة ؟ ، ما هو البناء المفهومي للفظ . . على الصعيدين غير المتفارقين المجرد والممارسي ؟ ، هذا ما سنأتي به في حلقة الموضوع القادم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا.. تقرير أميركي يشيد بجهود البلاد في محاربة الاتجار


.. اللاجئون السوريون -يواجهون- أردوغان! | #التاسعة




.. الاعتداءات على اللاجئين السوريين في قيصري بتركيا .. لماذا ال


.. الاعتداءات على اللاجئين السوريين في قيصري بتركيا .. لماذا ال




.. الحكم بالإعدام على الناشطة الإيرانية شريفة محمدي بتهمة الخيا