الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين الأكراد من جبهة الخلاص الوطني ؟

خالد محمد

2006 / 9 / 24
القضية الكردية


تضاربت التصريحات في الفترة الاخيرة ، عن مشاركة احزاب كردية في جبهة الخلاص الوطني المعارضة للنظام . وهي الجبهة التي تضم جماعة الاخوان المسلمين والسيد عبد الحليم خدام ، اضافة لقوميين ويساريين اخرين وكذلك بعض المستقلين الكرد يمثلهم الاستاذ صلاح بدر الدين . لقد قيل في البداية أن خمسة احزاب كردية ستنضم الى هذه الجبهة ، ولكن بدون تحديد أسمائها لاسباب خاصة . ثم فهمنا من كلام الاستاذ صلاح بدرالدين في تصريحه الاخير لوكالة اجنبية ، أن يكيتي وازادي وتيار المستقبل مرشحة للدخول في هذه الجبهة المذكورة . ولكن هذه الاحزاب الثلاثة المذكرة قامت بنفي ذلك ، على لسان ممثليها أو قادتها . كل هذه الضجة عن مشاركة احزاب كردية في جبهة الخلاص الوطني أو عدم مشاركتها ، يضعنا امام حال الحركة الكردية في سوريا وازمتها طوال عشرات السنين . وكان الامل بعد رحيل الدكتاتور السابق حافظ الاسد ، ان يقوم النظام بنوع من تغيير سياساته تجاه القضية الكردية . ولكن وريث السلطة البعثية بشار الاسد لم يعطي سوى وعود وكلمات جميلة فقط ، ومنها قوله بعد انتفاضة 12 اذار ان الاكراد جزء من النسيج الوطني السوري . وقد هللت احزابنا لهذا القول وكما لو انه سيحل قضيتنا كلها ، ثم خاب امل تلك الاحزاب بعدما رفض النظام حتى اعطاء حق المواطنة للمحرمومين من الجنسية السورية !!

كان واضح منذ البداية عجز الاحزاب الكردية عن التعامل مع مسألة المعارضة الوطنية ، وخاصة انقسامها مابين اعلان دمشق الذي ضم تسع احزاب من الحركة وبين الاحزاب الاخرى التي رفضت اعلان دمشق ، مثل يكيتي وازادي وتيار المستقبل . لقد عقدت المؤتمرات في خارج سوريا وشارك فيها الكثير من هذه الاحزاب الكردية . ولكن في كل مرة كان سقف المطالب الكردية محدودا جدا وكان يجري المساومة على قضيتنا مع الاسلاميين والقوميين العرب المعارضين للنظام . السبب يعود لان قيادات الاحزاب الكردية السورية التي تشارك في تلك المؤتمرات ، لاتلبث ان تعود الى سوريا بعد انتهاء المؤتمرات واللقاءات !! فكيف يستطيع هؤلاء القادة ان يكونوا بقدر المسؤولية الوطنية ما داموا في قبضة النظام ومعرضين طوال الوقت للاستدعاء والتحقيق والترهييب ؟! فلن يكون القرار الكردي مستقل ما دامت قياداتنا موجودة في الوطن وتحت انظار النظام وارهابه ، وهذه القيادات لن تستطيع المغامرة بنفسها وتعريض قواعدها لبطش النظام الذي يضع لها خطوط حمراء من غير المسموح ان تتجاوزه . لقد كان مجرد لقاء سري بين الشيخ الشهيد معشوق الخزنوي مع الاستاذ صدر الدين البيانوني كافيا لتصفية الشيخ الشهيد ، بعد خطفه وتعذيبه كما هو معروف .. فكيف سيكون موقف النظام اذا ما قام قيادات الاحزاب الكردية بالتحالف مع الاخوان المسلمين وعبد الحليم خدام ؟!


ان مطالبة قيادات الحركة الكردية بمغادرة سوريا ، لا يعني ترك النضال والهروب الشخصي . فالكل يعلم ان المعارضة العراقية كانت قياداتها موجودة خارج العراق وبعيدة عن قبضة صدام حسين ، فسمح لها هذا ان تكون مستقلة واتخذت قرارات مصيرية مع الاحزاب الكردستانية بتخليص العراق من صدام بالتعاون مع القوات الاجنبية وتم تخليص شعبهم من الدكتاتور وحقق الاكراد مطالبهم ايضا . انا لا ادعو الى تقليد تجربة العراق ، لانه لكل بلد ظروفه وخصوصياته . ولكن على قيادات الحركة الكردية ان تفكر بجدوى وجودها في الوطن مادامت لا تستطيع التحرك بحرية واستقلالية بسبب سيف الارهاب البعثي المسلط على رؤوسهم . لقد رحب الاستاذ وليد جنبلاط بالمعارضة السورية على ارض لبنان واعلن تعاونه معها ، كذلك يتحرك قيادات جبهة الخلاص الوطني باتجاه الدول العربية التي عاداها النظام السوري بسبب حماقة رئيسه وصبيانيته وتصرفاته . واذا كان وضع لبنان غير مستقر ، فلماذا لا تتوجه قيادات الحركة الكردية السورية الى كردستان العراق الذين يرحبون بكل كردي هناك فكيف اذا كان مسؤولا وقياديا ، وهناك عدد من هؤلاء هناك ولا داعي لذكر اسماءهم ؟ أليس من الافضل لهذا المسؤول الكردي ان يكون خارج الوطن ، من ان يتهمه احد كوادره البارزة على مواقع الانترنيت بانه مرتبط بالمخابرات وياخذ اوامره من علي المملوك ؟! أليس افضل لذلك القيادي الكردي الآخر ، أن يعيش في كردستان العراق أو في أوربا من أن يتعرض في مواقع الانترنيت لحملة شديدة تتهمه بتوقيع بيان للرأي العام السوري مع مثقفين ومعارضين سوريين ، تصف انتفاضة 12 اذار المجيدة بأنها فتنة ولها اصابع خارجية ؟! .. طبعا من حق الأحزاب الكردية في سوريا ان يكون لها ملاحظات على جبهة الخلاص الوطني ، وكذلك لها الحق في الطلب من الجبهة اعلان موقف صريح واضح من القضية الكردية في سوريا . ولكن كيف من الممكن لاحزاب اسلامية ويسارية وقومية عربية ان تتفهم قضيتنا من غير حوار معها ولقاءات دورية مع قياداتها ؟! فهل برامج الاحزاب الكردية هي كتاب مقدس من لا يؤمن به فهو كافر وملحد ، لكي نتهم تلك الاحزاب والجماعات العربية والاسلامية بعدم تفهم القضية الكردية في سوريا ؟! بالنسبة للأحزاب الكردية في التحالف والجبهة الذين دخلوا في اعلان دمشق ، نتسائل عن موقفهم الرافض لجبهة الخلاص الوطني وجماعة الاخوان المسلمين عضو في اعلان دمشق كما يعرف الجميع ؟!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقررة الأمم المتحدة تحذر من تهديد السياسات الإسرائيلية لوجود


.. تعرف إلى أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023




.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة


.. تفاعلكم الحلقة كاملة | عنف واعتقالات في مظاهرات طلابية في أم




.. كل يوم - خالد أبو بكر يعلق على إشادة مقررة الأمم المتحدة بت