الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخطر عشر كتّاب قرأت لهم(1)

داود السلمان

2022 / 8 / 9
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لكلّ باحث وكاتب بل ومثقف، ثمّة اسماء شكلت في حياته منعطفاً، لا نقول خطيرًا، بل منعطفًا رأى فيه (الكاتب) أنّه شكّل علامة فارقة، في بحوثة ورياضته الماراثونية الفكرية بهدف الوصول إلى الحقيقة، لمسكها من تلابيبها، وهو ديدن كلّ باحث وكاتب. ولهذا الباحث أو الكاتب لا بد من كتّاب كبار تأثر بهم، وشكلوا لديه هذا المنعطف.
وفي هذا المقال سأذكر عشر كتّاب قرأت لهم وأعُجبت بهم أيما اعجاب، بل أستطيع القول أنهم غيروا الشيء الكثير من حياتي، فقد اعجبت في اسلوبهم في الكتابة لديهم، وفي بيانهم لما يرومون طرحه من تبيان، من فكر أو رأي أو نظرية.
وهنا، أذكرهم ليس من باب التسلسل الزمني، بل من باب درجة التأثير الثقافي والنفسي والمزاجي في نفسي أنا، ولبساطة ما أكتبه وما أنشره، هنا وهناك. وأليت على نفسي أن أختصر لا أطيل في الحديث أو أفصّل.
1: نيتشة
الكاتب والفيلسوف الألماني الكبير نيتشة، فقد قرأت أكثر أعماله تقريبًا، وكذلك قرأت ما كُتب عنه عشرات الكتب والدراسات والمقالات، لمختلف الكتاب: عالميين وعرب.
فأسلوب نيتشة، في الكتابة، يمتاز بالسلاسة وبالجاذبية، وبالحنكة والاقناع، وبالأسلوب غير الممل، لأنّ أسلوبه منفرد به، وطريقة طرحه تختلف عن الآخرين من الكتاب ومن الفلاسفة، الذين يتخذون الغموض والرمزية، وكثرة المصطلحات، الفلسفية والعلمية، التي يتقصد بعضهم أن يضعها في كتاباته، للإيهام ولغيره.
نيتشة كان صريحًا في طرح آراءه، أي أنه لا يلف ويدور في الموضوع الذي يريد يطرحه، فهو عكس هيغل على سبيل المثال، هيغل هذا الفيلسوف الألماني الذي عرف بصعوبة كتاباته، وعدم هضمها بسهولة، الأمر الذي جعل مني أن أنهزم من كتاباته هروب الشاة من الذئب، لأنها عسيرة جدًا، وهزيمتي هذه اعتقد ليست بعيب، لأنّ كثير من الكتاب والفلاسفة عانوا من عدم فهمهم لكتابات هذا الفيلسوف. فطرح نيتشة مختلف جدا عن طرح هيغل، وربما كان هذا أحد الأسباب التي رغبتني بنيتشة.
وفضلا عن كل هذا، فأنّ نيتشة كان صرحًا عملاقًا، فهو لم يخف من السلطة ولا من رجالات الدين، فكان يبغضهم ويشتمهم على رؤوس الأشهاد، وحتى لما مات أوصى أخته الوحيدة، قائلا لها أنّ لا يقربوا جنازته ويتلون عليها ترهاتهم وأباطيلهم في الوقت الذي لم يستطع أن يدافع عن نفسه، بحسب تعبيره.
ومن شجاعته، أنّه قال بموت الإله، قالها غير خائفًا ولا وجلاً، والبعض فسّر، مقولته هذه، على أن المقصود بالإله، هو إله رجال الدين (حيث أنّ رجال الدين استغلوا الدين لمصالحهم الخاصة، ونصّبوا أنفسهم ناطقين باسم الإله، فالإله الذي يتبعونه إله نفعي) لا إله السماء، وقال آخرون بل المقصود الإله عموما، حتى أتهموه بأنه ملحدًا عنيدًا. لكن كتاباته كانت من العيار الثقيل، إن صح تعبيري هذا، وأقصد بذلك كانت كتابات تفي بالغرض، وتحيط بالموضوع احاطة تامة، ولها عمق كبير وبُعد آخر، بحيث القارئ لا يشعر بالملل وهو يتجوّل بهذه البساتين الغنّاء، التي تعج بثمار الفكر والأدب والفلسفة.
فالنتاج الفكري الذي تركه نيتشة للأجيال القادمة، ثرًا عظيمًا، أغنى به المكتبات العالمية والعربية، وأما الدراسات النقدية التي تناولته، فمن الصعب الاحاطة بها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR


.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما




.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟


.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح




.. إسرائيل تقدم ردها لمحكمة العدل الدولية على طلب جنوب إفريقيا