الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكاية الصحافة والحركة الوطنية ( 1925- 1952)

عطا درغام

2022 / 8 / 12
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


تُعد الصحافة من المصادر الأساسية التي يثعتمد عليها في كتابة التاريخ الحديث والمعاصر بمختلف أنواعها وتصنيفاتها، فهي الموصل الجيد لما يدور في الدولة وخارجها من احداث في كافة مناحي الأمور .
وبالتالي فإنها أرض خصبة للباحثين والدارسين كل في تخصصه، يستقون وينهلون منها مادتهم العلمية، علي شريطة أن تكون لديهم ملكة النقد، بمعني أنَّ عليهم الانتباه للصحيفة أو المجلة التي يستخدمونها من حيث الهوية والانتماء.
فهل هي حرية أو معارضة أو مستقلة؟ ومن أين تستقي معلوماتها؟ وكيف توظِّفها ولا يتأتي ذلك إلا بالتراكم المعرفي والثقافي،ومن ثم تكونى المقارنة لاكتشاف القلم الذي تحري من عدمه.وذلك فضلًا عن المقالات واتجاهات كتابتها ،إذ لها الأهمية في الحكم علي الأحداث بما فيها من نقد وإسقاطات وخلافه، إضافة إلي الصورة التذكارية والكاريكاتير اللذين يحتلان الموقع، لينطقا بما يحقق القصد من ورائه.
ولاشك أن الصحافة تتبوا المركز المتميز، لذا فقد عُرفت بأنها صاحبة الجلالة، وكذلك بالسلطة الرابعة. وفي الواقع فإنه كلما أُتيحت لها الحرية، أدت رسالتها علي أكمل وجه- في ضوء احترامها لميثاق الشرف الصحفي- وأصبحت أداة استنارة وعليه تكون قد نجحت في بلورة الرأي العام والعلو بشأنه.
والصحافة في مصر لها ماضيها العريق الذي يشهد لها بالكفاءة والازدهار، ويُسجل أدوارها خلال فترات تاريخية متعاقبة.
ويمكن القول إنها خطت خطواتها مع المصريين عبر طريق كفاحهم الطويل.ومن اللافت للنظر أنها وقت الشدة والأزمات ، تستنفر جميع طاقاتها من أجل مصلحة الوطن.
وقد مثَّلت الحركة الوطنية المصرية ضد المحتل البريطاني البوتقة التي انصهرت فيها الصحافة، ووضح ذلك تمامًا فيما بين نهاية الحرب العالمية الثانية 1945 وقيام ثورة يولية 1952،وهي فترة مفصلية تشابكت فيها الأحداث ،وتلاحقت.
فعلي الجانب المصري كانت الأحزاب تترنح بدرجات متفاوتة ، وإن ظل الوفد الأكثر تماسكًا، بينما التيارات الأيديولوجية التي ضمت الإخوان المسلمين واليساريين ومصر الفتاة (والأخيرة تحولت إلي حزب مصر الاشتراكي عام 1949) استغلت الظروف في هذا الزخم من التطورات السريعة. وفي الوفت نفسه كان سيد القصر الملك فاروق يمر بفترة أفوله ويتخبط في أفعاله.
أما علي الجانب الآخر، فهناك مستعمر أجنبي عنيد جاثم علي أرض مصر، قد بدأت إمبراطوريته تغيب عن الشمس. وهنا وجدت الصحافة نفسها لمحاربة هذا المستعمر، وشهرت سلاح قلمها في وجهه ،وثارت وماجت وزارة الخارجية البريطانية، ولكنها عجزت عن قصف هذا القلم. ومن خلال الوثائق البريطانية المحفوظة في ملفات هذه الوزارة وعلي وجه الخصوص المتعلقة بالنشر الخارجي الذي يضم دائرة الاستعلامات المرتبطة بالأنباء، نتعرف مدي القلق بل الخوف من النشاط الصحفي المتأجج في مصر.
وجاء كتاب " حكاية الصحافة والحركة الوطنية ( 1925- 1952) للدكتورة لطيفة سالم ،الذي اعتمد الوثائق ومقالات الصحف والمجلات المحفوظة بالملفات التي تناولت كتابات وتعليقات ممثلي بريطانيا الرسميين،.ومما يذكر أن هذه الملفات قد حفظت لنا معلومات من دوريات .واتبع الكتاب التقسيم الموضوعي وليس التصنيف الصحفي، لما في ذلك من موضوعية ورؤية بانورامية ،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتماع العقبة ..أي أهمية للأردن والمحيط الإقليمي لسوريا؟


.. طائرة شحن روسية تغادر قاعدة حميميم في سوريا إلى ليبيا




.. هل ينتقل سيناريو سوريا إلى العراق؟ | #ملف_اليوم


.. صور حصرية توضح اعتراض شاحنات المساعدات عند نقطة تفتيش جديدة




.. استئناف العمل بميناء اللاذقية التجاري‏