الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخطر عشر كتّاب قرأت لهم/ فرويد

داود السلمان

2022 / 8 / 13
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


2: فرويد
في اعترافاته قال فرويد أنّه تعلم التحليل النفسي من الكاتب والروائي الكبير دوستويفسكي، ذلك من خلال الشخوص التي وضعها دوستويفسكي كأبطال في رواياته، ثم قام بتحليل نفسياتهم. وهذه التفاته جدُ عظيمة من فرويد، تنم عن ذكاء مفرط وعبقرية فذة.
لاحظت كثير من الكتّاب، من الذين كتب في الشأن الفلسفي، أنهم اعدوا فريد فيلسوفًا!، بينما الحقيقة أنّ هذا الرجل هو ليس كذلك، بل ولا يميل إلى الفلاسفة قيد أنملة، صحيح إنّه قرأ لبعضهم لكنه لم يحبهم، بحسب تعبير أحد الكتاب من الذين كتبوا عن فرويد ودرسوا حياته ومنجزه الفكري، بل أنّ فرويد هو محلل نفسي، والصحيح هو الذي أسس علم "التحليل النفسي" فهو لكونه طبيب فقد درس نفسية الإنسان وطفق يحلل ويدرس ويفكر ويمعن النظر، ثم أخذ آراء واستشارات من بعض الذين يثق بهم، وهم قلة.
فرويد قاتل قتالا شديدًا في ايصال نظرية في التحليل النفسي، هذه، إذ حورب في حينها وشُنت عليه حملات اعتراضية تندد بهذه النظرية التي مازالت في مهدها حينئذ، في سبيل ثني عزمه، لكنه صمدَ ووقف بشموخ، حتى حقق انتصاره بشيوع نظريته، وبقبولها في الأوساط العلمية والثقافية والأدبية.
ما أعجبني بفرويد هو اصراره وتفانيه وثقته بنفسه، وبشجاعته الفذة على الاندفاع إلى الأمام، ضاربًا التحديات والمعارضة عرض الجدار، طالما أنه متيقنًا بأن الجولة الأخيرة ستكون له، وأن هذه النظرية التي ابدعها ستأخذ مجالها وتضيء بنورها دياجي الضلام، رفض الآخرون أم رضوا.
قرأت لفرويد الكثير من كتبه، إلّا أن بعض كتبه أثرت في نفسي تأثرًا كبيرًا، وقلبت حياتي رأسًا على عقب، وهذه الكتب هي (مستقبل وهم، قلق في الحضارة، الطوطم والتابو، الهذيان والأحلام في الفن، وموسى والتوحيد).
في الكتابين الأولين، أعني مستقبل وهم، وقلق في الحضارة، يعطي فرويد رأيه الصريح في الدين، ويعتبر الدين مرض نفسي عصابي، لذلك تجد المصاب بهذا الداء لا يستطيع الفكاك منه، وعلاجه من الأمور المستعصية، بشرط واحد، ألا وهو: إذا كان للشخص المعني استعداد تام للخلاص من هذا الداء الوبيل، وعليه من كان لهم الشجاعة والاقدام، استطاعوا أن يتخلوا منه ويكتسبون الشفاء التام.
ومن ذلك، يبين فرويد أن الإنسان أبو بيئته، يعني الذي يولد في بيئة معينة يكتسب كل ثقافتها، ذلك فأن مجتمع تلك البيئة يملأ عليه ما يريد هو لا ما يريد المولود فيها، والطامة الكبرى أن هذا الشخص يبقى يدافع عن تلك الثقافة ما دام حيًا، ويُدها من المسلمات، معتبرها هي الحقيقة المطلقة، وسواها الضلال المبين.
فدعوة فرويد إلى كلَ البشر، أن يحاول، جهد امكانه، أن يتمرّد على تلك الثقافة المكتسبة، ويلتجأ إلى ثقافة أخرى، يتعلمها ويغوص في اعماقها، ثم بعد ذلك يقارن ما بين الثقافتين، فسيرى إن البون شاسع.
ودليل فرويد على أنّ الشخص، كائن من كان، الذي لا يمتلك الشجاعة الكافية في سبيل التحرر من عقدة الماضي، فهو إنسان مريض نفسيًا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو طريف.. كاميرا مراقبة ترصد ما فعلته دببة شاهدت دمى تطفو


.. الرئيس العراقي: نطالب المجتمع الدولي بالضغط لوقف القتال في غ




.. سقوط مزيد من القتلى والجرحى مع تواصل القصف الإسرائيلي على غز


.. أكسيوس: إسرائيل قدمت خطة لمصر لإدارة معبر رفح| #الظهيرة




.. ما -الحكم العسكري- الذي يريد نتنياهو فرضه على غزة في اليوم ا