الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طعن الكلمة الحرة / سلمان رشدي

يوسف تيلجي

2022 / 8 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


جرت محاولة أغتيال للكاتب الهندي الأصل - البريطاني الجنسية سلمان رشدي / مؤلف رواية آيات شيطانية ، وذلك في نيويورك يوم 12.08.2022 ، وكان الخميني قد أهدر دمه ، لقاء مبلغ بلغ 3 ملايين دولار ( 14 فبراير/ شباط 1989 عندما أمر الخميني بهدر دمه ، بعدما اعتبر أن روايته " آيات شيطانية " تسيء للإسلام عبر احتوائها ما يعد كفرا ، وجددت طهران هذه الفتوى عاما بعد عام / من موقع الجزيرة نت ) .
أضاءة :
1 . الى متى يبقى الحجر على الكلمة الحرة ساريا في نهج المفهوم الأسلامي ، والى متى يظل التعبير عن الرأي جرما ، ولم لا زلنا نأمر بقتل من يتعرض بالنقد للموروث الأسلامي .. وللعلم أن كل الذين أمروا بذلك ، وللذين نفذوا ، أو أومأوا بذلك ، أو أشاروا ، ومنهم آية الله الخميني ، من المؤكد لديهم ما يستندون عليه من وقائع وحجج !! .

2 . الكثير من الحوادث تذكرنا بعملية أغتيال سلمان رشدي ، منها ( أغتيل المفكر د . فرج فودة في عام 1992 ، وفي عام 1995 طعن نجيب محفوظ في عنقه على يد شابين قد قررا اغتياله ، لاتهامه بالكفر والخروج عن الملة بسبب روايته المثيرة للجدل / أولاد حارتنا . ولا ننسى مجزرة رسومات شارل أيبدوا / ففي عام 2015، هجم مسلحان على مقر الجريدة في باريس وقيل أن ثالث كان موجودًا في السيارة ، وخلّف الهجوم 12 قتيلا على الأقل و 11 جريحًا في حالة خطيرة . وقد تبنّى الهجوم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب .. ) .

3 . أن كل ما يجري من محاولات أغتيال للكلمة الحرة ، له ما يستند عليه في الموروث الأسلامي / زمن حقبة محمد ، حيث أن رسول الأسلام كان قد أمر بقتل كعب بن الأشرف / قبل 14 قرنا ، لأنه كان يهجوه ( قال الرسول من لكعب بن الاشرف ؟ فانه آذى الله و رسوله فانتدب له محمد بن مسلمه ، وعباد بن بشر وسمكان بن سلامه وهو اخو كعب من الرضاعه والحارث بن اوس وابو عبس بن جبر وكان قائد هده المفرزه محمد بني مسلمه . وتفيد الروايات في قتل كعب بن الاشرف ان رسول الله قال من لي بكعب بن الاشرف فقال محمد بن مسلمه انا يا رسول الله اقتله / نقل من موقع المعرفة ).

4 . أن الذين ينفذون القتل منومون بشئ أسمه الفتوى ، ونصرة الدين والمعتقد ، وغالب الأمر أن يكون القاتل لا يعرف لم ولماذا يقتل ، المهم أن ينفذ الفتوى ، وأن يكون مصيره الجنة أن قتل ! . ورجوعا الى محاولة أغتيال رشدي ، " حيث أشارت مصادر أمنية مطلعة على التحقيق إلى أن المشتبه به هادي مطر ، البالغ من العمر 24 عاما ، من مواليد كاليفورنيا ، لكنه انتقل مؤخرا إلى نيوجيرسي . " ، وكتاب رشدي ، صدر عام 1988 ، أي أن المنفذ لم يولد بعد ، وبما أنه من مواليد أميركا ، فمن المحتمل جدا ، بأنه لم يسمع بسلمان رشدي ولا بروايته ، حاله حال قاتل فرج فودة ( بالتحقيق مع عبد الشافي رمضان ، أعلن أنه قتل فرج فودة بسبب فتوى الدكتور عمر عبد الرحمن مفتي الجماعة الإسلامية بقتل المرتد في عام 1986. فلما سؤل من أي كتبه عرف أنه مرتد ، أجاب بأنه لا يقرأ ولا يكتب ) ولكنه بالرغم من ذلك قتل نصرة للدين .

كلمة :
أننا نقتل متوهمين بأننا بقتلنا للشخص ، سوف نمحوا فكره ، أما الحقيقة أن الفكر يبقى ، لأن الفكر لا يمكن أن ينتهي بقتل صاحبه ، وكان من المفروض ، أن يقابل كتاب آيات شيطانية ، بكتاب يفنده ويدحضه / من قبل رجال الأسلام ، لا أن يقابل مؤلفه بطعنات سكين ! . أخيرا : أننا نحتاج أن نحيا الحاضر ، من أجل مستقبل أفضل ، وأن نمحوا من عقليتنا الموروث الأسلامي زمن الحقبة المحمدية ! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي