الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخطر عشر كتّاب قرأت لهم /كافكا

داود السلمان

2022 / 8 / 16
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


4: كافكا
الغرائبية هي السّمة العامة التي تتسم بها أعمال كافكا؛ فهو أديب التشاؤم والسوداوية، كما يصفه بعض النقاد.
إنّ الأفكار والأطر الذهنية التي يطرحها، في كل أعماله، لا يبوح بسرها للعلن، أو يوضحها بيسر وسلاسة، وانما يرمز لها برموز، حتى نستطيع القول بأنه كاتب الرمزية، هذا بالإضافة إلى السّمات والنعوت الأخرى، التي عُرف بها.
فأنت، حين تقرأ له، وتتعايش مع رواياته وقصصه، ستشعر بالصداع، وتعيش في دوامة، كأنك لست في هذا الكوكب الذي نعيش على سطحه، وليس هذا فحسب، بل أنّه يجعلك تشعر بالسأم والملل، وتكره حتى المحيط الذي تعيش فيه، وأن كل الذي يدور من حولك هو عبارة عن تفاهات، وواقع أليم يفترض بك أن ترفضه.
الأعمال التي قرأتها له هي" تحريات كلب، القلعة، المحاكمة، المسخ، ورسائل إلى ميلينا".
ويظهر الكاتب في هذه الأعمال بأنّه كاتب غير تقليدي، فهو لا يشبه أي أحد، سوى نفسه. ومن هذا حاول الكثير من الكتاب والروائيين أن يقلدوه في طريقة كتابته، والحذو حذوه، فأصاب معظمهم النجاح، وشق طريقه في تقديم نتاجه الفكري والابداعي.
فالذين تأثروا به كثير، ومنهم على سبيل المثال، البير كامو إذ كتب "الغريب" و"الطاعون" و "الإنسان المتمرد". وكلّ هذه الأعمال كُتب لها النجاح، ومن الذين تأثروا به، أيضًا الروائي جبرا ابراهيم جبرا، وقدم أعمال روائية لاقت نجاحًا باهرًا، ومنها روايته "صراخ في ليل طويل".
وبخصوص الغرائبية والكابوسية التي يكتب بها، متذرعًا بما يعده مناسبًا للوضع الذي يعيشه الإنسان اليوم، من ضياع وتغريب نفسي، ويروم طرحه يقول: "إذا كان الكتاب الذي نقرأه لا يوقظنا بخبطة على جمجمتها، فلماذا نقرأ إذن؟ إننا نحتاج إلى تلك الكتب التي تنزل علينا كالصاعقة، التي تجعلنا نشعر وكأننا طردنا إلى الغابات بعيدًا عن الناس، على الكتاب أن يكون كالفأس التي تحطم البحر المتجمد في داخلنا".
وفي قصة "المسخ" التي شكلت لديّ حضورًا كبيرًا، هذا مفادها: "غريغور" الموظف الشاب البسيط، يقضي ليلة حافلة بالكوابيس والأحلام الثقيلة المزعجة. وحين يصحو يجد نفسه وقد تحول إلى حشرة كبيرة، فقرر أن لا يخرج من غرفته، فيفضل البقاء منعزلا، فلا يسمح لأحد بالدخول، سوى شقيقته، التي راحت تعتني به وتقدم له الطعام، وتنظف له المكان. إلا أنه قطع المأكل والمشرب، قطعا تاما حتى أشرف على الهلاك، ثم أن دائرته بعثت مبعوثا خاصا له، لتقصي الحقائق عن غيابه المفاجئ، فلم يسمح له بالدخول، وما هي إلّا أيامًا حتى فارق الحياة، فحزن عليه الأب والأم والشقيقة.
وهي نهاية القصة الطويلة.
هنا، في هذه القصة، ماذا أراد أنّ يقول لنا المؤلف؟، وماذا يروم أن يوصل من رسالة؟.
نعتقد أنه أراد أن يصف متاهة الحياة، وضبابية الوجود، والإنسان، بين هذا وذاك، هو عبارة عن حشرة صغيرة في هذا الوجود المترامي الأطراف، فضلاً عن المتاهات التي يعيشها، يوميًا، وهو لا يدري ما هي الجدوى من كل هذا، فيضمحل، بالتالي، وينتهي دوره في هذه الحياة، وهو مغلوب على أمره.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صور أقمار اصطناعية تظهر النزوح الكبير من رفح بعد بدء الهجوم


.. الفيفا يتعهد بإجراء مشورة قانونية بشأن طلب فلسطين تجميد عضوي




.. مجلس النواب الأمريكي يبطل قرار بايدن بوقف مد إسرائيل ببعض ال


.. مصر وإسرائيل.. معضلة معبر رفح!| #الظهيرة




.. إسرائيل للعدل الدولية: رفح هي -نقطة محورية لنشاط إرهابي مستم