الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديالوج السكين والقلم

ماجد الشمري

2022 / 8 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لاسدود امام حرية التعبير..لامقدسات رمزية او سياسية او اجتماعية تحرم نقدها او ابداء الرأي فيها.ولكن حق الرد او حرية التعبير المضاد ايضا مكفولة ومصانة،ولكن لا لقمع او اضطهاد او الغاء حرية القول والتعبير عنها،وتصفييتها ماديا،واعدامها...فهذا مدان ومجرم بكل الاعراف:دينيا واخلاقيا وانسانيا وقانونيا!.فلماذا الاحتكام الى المسدس او السكين بدل القلم والورقة في التعبير عن الرفض او المخالفة يا اولي الالباب؟!.عليكم اولا: ان تفرقوا بين الجمل والناقة!!!ان تميزوا بين العمل الادبي والفني:الرواية واللوحة والكاريكاتير،وبين البحث او الدراسة الدينية- التاريخية النقدية،وبين الهزء المجاني من ايمانكم الخاص. وفي كل الحالات والظروف، لايجب ان تلجم انسان وحقه في التعبير عما يراه او يعتقده،فالحق هذا لجميع البشر ولايقتصر على فئة دون اخرى،او امتياز او حكر لدين دون سواه!!!
المفارقة الطريفةهي:ان اثارة الصخب وممارسة العنف لحد القتل تجاه الذوات التي تنشر ادبيات ورسوم ناقدة لعقائد شتى،وبدلا من تكون عامل اهمال وازدراء ونبذ لتلك النصوص او الرسوم،تروج لها بشكل مباشر-غير مباشر جاعلة من صراخها طبلا اعلاميا يدعو ويذيع،وفضولا ملح لدى الناس ورغبة شديدة للاطلاع عليها ومعرفتها.ويكفي ان تصدر فتوى دينية من شيخ او هجوم من فضائية عقائدية تجاه نص ما ،ومهما بلغ من فقر ادبي بلاغي او مضموني،حتى تتلاقفه الايدي ويرتفع منسوبه في التداول.ففتوى خميني بأهدار دم سلمان رشدي لروايته"آيات شيطانية"-مع انها كانت مترجمة الى الفارسية-حتى تحول سلمان رشدي من روائي درجة ثانية الى كاتب من الطراز الاول،مع ان رواياته الثلاث التي سبقت الآيات كانت افضل بكثير منها !.ولكنها لم تصنع له الشهرة كما فعلت(الرواية-الفتوى)وما يفعله العنف والاسنكار والرفض الملعلع لحريات التعبير والنشر والرأي،لايقضي على، او يمحي او يلغي العمل المقروء او المرئي او المسموع،بل هو نوع من العرض الترويجي،والمساهمة في اشاعة وتداول ذلك العمل ويجعل القراء يتهافتون على اقتناءه او الاطلاع عليه-على الاقل من باب الفضول والمعرفة-وهكذا نجد الفتاوى والفرمانات التحريمية والآمرة باهدار الدم وتصفية الكافر،تصنع منه مضطهدا ومظلوما و شهيدا من حيث لاتحتسب او ترغب!.ولان الكهنوت الديني وايضا السياسي-فللسياسة كهنوتها ايضا!- لايتمتع بالذكاء المعرفي والسايكولوجي بطبيعة ومزاج الافراد والجماعات،وبدلا من ان تكحل ايمانها وعقائدها بالحداثة والمدنية وتقبل الآخر بعيدا عن ثقافة الغاء الآخر،تسمل عينيه وتعميه بالتعصب والعنف والشطط الديني والعاطفي وغياب العقلانية والمنطق في تعاملها مع الاخر.وسيستمر الحال على هذا المنوال وسيتصاعد طالما يتخندق الجميع كل وراء متراسه الايديولوجي القويم والمقدس...
فان تقول:آيات شيطانية كما ورد في كتب التراث من تاريخ وتفسير لايبرر الغضب الايماني،فوصف آلآيات بالشيطانية افضل من وصفها بالآيات الرحمانية!فعلام الهيجان الهستيري وطعن الناقل لماهو مذكور في كتب الفقه والسير؟!و اذا لم تكن:اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى،الغرانيق العلى،فهل الحجر الاسود هو المقدس السماوي؟!
.............................................................................
وعلى الاخاء نلتقي...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah