الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المثقفون والعامة والاستبداد

عزالدين معزة
كاتب

(Maza Azzeddine)

2022 / 8 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المثقف ليس هو ذلك الانسان الذي لديه اعلى الشهادات الجامعية ويرتدي قميصا أبيضا مع ربطة عنق زرقاء أو حمراء ويعطر نفسه بأغلى العطور ويمشي على الارض وكأنه يسير على البيض ويتكلم بهدوء وكأنه يخرج كلماته من بئر عميق حتى ليظن بعضنا أنه يتلقى الوحي، وخاصة اذا اضاف لكلماته بعض المحسنات البديعية والصور البيانية التي طغت على الادب العربي خلال عصور الانحطاط ..
المثقف الذي لا يساهم في تقليص السلبيات التي تنخر جسم الامة ويوسع دائرة الايجابيات والعمل على اخراج المجتمع من الجهل والتخلف والكراهية والطائفية والجهوية في نظري ما هو الا انسان لا يختلف عن العامة وان كان يحمل كما معرفيا هائلا من معارف الاولين والاخرين من الشرق والغرب
والامام الخطيب الذي لا يستطيع ان يجعل من المصلين الذين يتسمعون لخطبه ودروسه جماعة تكره الظلم والفساد وتحث على فعل الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، ما هو في نظري ّ" الضعيف " إلا لقاط خبز " وشتان بينه وبين منبر الرسول صلى الله عليه والخلفاء الراشدين....
مصيبتنا في أساتذتنا وأئمتنا الذين عجزوا عن إخراجنا من كهوفنا المظلمة الذي طال مكوثنا فيها لأكثر من عشرة قرون منذ ان سلط حكامنا سيوفهم على المعتزلة وعلى كل من يحمل فكرا حرا أو ينتقد فساد حكامنا ، أما الذين يتهمون النظام السياسي بالعجز على النهوض بالأمة واخراجها من دائرة التخلف والفساد وغياب القانون ، أقول لهم متى كانت الأنظمة الشمولية التيوقراطية تمنح الحرية والحقوق لشعوبها ، اقول لهم عندما يقوم المثقفون بدورهم في توعية الشعب وتنوير عقوله المحنطة ، فلا وجود لقوة تستطيع أن ترد الشعب عن اهدافه سوى قوة الله سبحانه وتعالى ......
وما نحن عليه الان الا كما يقال في تراثنا العربي: وافق شن طبقة ...او بالعامية الجزائرية: الدأب راكب مولاه. ولو لم يركع مولاه لما ركبه الدأب ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وعاظ السلاطين
د. لبيب سلطان ( 2022 / 8 / 19 - 07:36 )
الأخ معزة
تعلم الطغاة عبر التاريخ التعامل مع الطبقة المفكرة او المثقفة بالترغيب او بالقتل والترهيب فاما بالترغيب فهؤلاء هم يتحولون الى وعاظ السلاطين وهم ليسوا بالضرورة من طبقة رجال الدين بل من مرتزقة الفكر او من فكره مؤدلج ينظر للديكتاتور وفق ما تقول به ايديولوجيته ولك مثالا في وقوف بعض المثقفين العرب مع الديكتاتور صدام بالأمس او مع بوتين اليوم فهم ينظرون لهم انهم محرري الأمم من الأمبريالية وهيمنتها ووعاظ السلاطين الذي اخترته عنوانا هو كتاب للباخث العراقي الأجتماعي الدكتور علي الوردي ياريت تكلعون عليه مع التقدير والأعجاب بمقالتكم

اخر الافلام

.. حديث السوشال | فتوى فتح هاتف الميت تثير جدلاً بالكويت.. وحشر


.. حديث السوشال | فتوى تثير الجدل في الكويت حول استخدام إصبع أو




.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر