الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دفاعا عن التنوير ح 7 . من سلسلة الوعي المجتمعي - الكتاب الثاني ، الوعي باللامساواة أ

ياسر جاسم قاسم
(Yaser Jasem Qasem)

2022 / 8 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قد يسأل سائل عن معنى هذا المبحث فالمفروض ان يكون لدينا وعيا بالمساواة ، ولكن الذي يحدث اليوم ان لدينا وعيا بالمساواة ونطمح برؤيتها متحققة في عالمنا ولكن الذي يحدث هو ان هناك (لا مساواة عالمية) لذلك نرى القرن العشرين ترك خلفه واحدة من اغرب حقائق العولمة وهي: ان الثروة المشتركة لاكبر 200 ملياردير في العالم قد زادت في عام واحد من واحد تريليون دولار سنة 1998 لتبلغ 1,2 تريليون دولار سنة 1999م وازاء مثل هذا التركز الفردي في الثروة او ما اصطلح على تسميته (الغنى الفائق the super rich) ان الرأسمالية وبناء على هذه المعلومات التي ذكرها د مظهر محمد صالح في مراجعته لكتاب (اللامساواة العالمية) تعيش مرحلتها الامبريالية الراهنة وهي مرحلة الاحتكار في تاريخ تطور الراسمالية ولكن ما يتحقق على صعيد العلاقات الاقتصادية الدولية والتجارية هو اليوم: ان الراسمالية المركزية قد انفتحت اسواقها على بعضها بالتكافل والتضامن لتكوين احتكارات عالمية تخدم المركز الراسمالي بدوله وقومياته دون ان تفقد سيادة الدولة الراسمالية المركزية او ابتلاع الارث القومي لها او تذويبه في بودقة العولمة، كما يراد للعالم الثالث ودوله اليوم بالعودة به الى مرحلة الاستعمار التي كانت سائدة قبل تحقيق مرحلة الاستقلال الوطني وهكذا تتوزع الامبريالية اليوم ضمن ما يسمى بتشكيلات الهرم الراسمالي المتعدد الامم، حيث تقع الولايات المتحدة على قمته وتتوزع على اطرافه الامبرياليات الراسمالية القديمةاو ذات السياقات الجديدة لتنسحق امم العالم الثالث في قاعدته وفق توزيع حصص وثروات وانتاج العالم . ويتضح من كلام الدكتور صالح كيف تتحكم رؤى الاموال في العالم اليوم ساحقة بذلك الفقير تحت عجلتها، وهنا عينا ان نشير الى ان تقارير البنك الدولي تشير الى ان اتساع الفجوة بين البلدان الغنية والفقيرة عبر السنوات الخمسين الاخيرة يعزى معظمه الى ازدياد اللامساواة الدخلية على نطاق العالم بين الافراد والوحدات العائلية ففي عام 1960 بلغ معدل دخل الفرد من الناتج المحلي الاجمالي في البلدان العشرين الغنية ثمانية عشر ضعف تلك التي في البلدان العشرين الاشد فقرا ومع حلول عام 1995 من القرن العشرين ازدادت هذه الفجوة 37 ضعفا ، هذا كمثال عالمي عن اللامساواة التي لا تراب فجوتها الدول الغنية على الرغم من ادعائاتها المستمرة في مساعدة الدول الفقيرة ويركز الكاتب (سلفاتوري بابونيس) في بحثه( السكان وتاثيرات عينة في مقياس اللامساواة الدولية في الدخل ) حديثه على مناقشة قضية اللامساواة العالمية في الدخل بشكل واسع في الادبيات وموضع الخلاف هو ان كانت اللامساواة على وجه العموم تزداد او تقل مع مرور الزمن، وقد تبين في بحثه ازدياد الاندماج لاقتصادات السوق عبر العقود الماضية وهذا قد انعكس في ازدياد اللامساواة بشكل مذهل ، مع ذلك فان حالة اللامساواة تحمل قليلا من الشبه وفق الفهم الساذج للمصطلح، وهكذا يتبين ان اللامساواة على وجه العموم هي بازدياد مضطرد مع الزمن ، انه يقول ممكن ان تقل ولكننا نراها تزداد.
لقد عادت اللامساواة كما تبين (ليندا بير) من قسم علم الاجتماع جامعة ايموري – اتلانتا- جورجيا في بحثها مرونة احتواء تاثيرات التبعية في تفسير اللامساواة في الدخل وفي الاقتصاد العالمي تحليل عابر للاوطان 1975-1999م الى برنامج عمل العديد من الوكالات المختصة بشؤون التنمية ويرجع هذا جزئيا الى الفشل في العقود القليلة الماضية في تقليل نسبة الفقر بصورة هامة في عصر التحرر المتزايد على الرغم من النمو الاقتصادي الرصين ويفيد تقرير التنمية الدولي الصادر عن البنك الدولي بان 2,8 مليار فرد من تعداد سكان العالم البالغ 6 مليار يعيشون باقل من 2 دولار باليوم وعى الرغم من انخفاض النسبة المئوية للافراد الذين يعيشون في حالة فقر نوعا ما الا ان العدد المطلق للناس الفقراء قد ازداد علاوة على ذلك تنامت اللامساواة العالمية في الدخل بشكل سريع في العقود القليلة الماضية وشدد المختصون بشؤون وكالات التنمية من الناحية التقليدية على النمو الاقتصادي الذي تولد من خلال الاندماج في الاقتصاد العالمي باعتباره الطريق الاولي لتحسين حياة اولئك الناس في البلدان النامية مع ذلك فهنالك توكيد متزايد على النمو بالتماشي مع المساواة اذ وجدت العديد من الدراسات الاخيرة ان منافع النمو الاقتصادي للفقراء تعتمد بشكل بالغ على المستوى الحالي للامساواة ضمن البلدان ويقدم الباحث تشن ورافيلان دليلا تجريبيا يشير الى ان اللامساواة هي: قيد على النمو عندما يتعلق الامر بمصلحة الفقراء واصبح الشعور العام بان التوزيع العادل للدخل ضمن نطاق البلدان مؤشر مهم على تحقيق نمو اقتصادي نافع واسع الانتشار .

ملحوظتان:
1- اللامساواة العالمية تتخذ مناحي خطيرة فالغرب يمارس سياسة ازدواجية وفق هذه القضية ، فهو ينادي بحقوق الانسان وتعد المساواة جزء اساسي منها ، في حين نراه يمارس العولمة واقتصاد السوق الاحتكاري الاعمى بعيدا عن راي الفقراء .
2- ان الفجوة بين البلدان الغنية والفقيرة اخذة بالتزايد وهذا ما نراه في عالم اليوم وكل المؤتمرات العالمية لم تستطع ان تضع حدا لهذه الفجوة بل ان البنك الدولي وصندوق النقد الدولي يعملان على زيادة هذه الفجوات مما يجبرنا على ان نكون بوعي هام تجاه هذه المنظمات العالمية .بل ان بلدان غنية بثرواتها تعيش حالة فقيرة جدا بسبب الفساد الكبير الذي ينخر في مؤسساتها ومنها نيجيريا والعراق على سبيل المثال لا الحصر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط


.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع




.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية


.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-




.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها