الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخطر عشر كتّاب قرأت لهم/البير كامو

داود السلمان

2022 / 8 / 20
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


6 البيركامو
ذكرنا في المقال السابق، المخصص عن كافكا، بأنّ ثمّة عدد من الكتاب تأثروا بكافكا، وذكرنا البيركامو كأحدهم.
ففي "الطاعون" وكذلك في "الغريب" وفي "السقوط"، رسم لنا المؤلف صورة واضحة حول ضياع الإنسان، واهدار كرامته، ومسخ شخصيته، وسط عالم متشنج، لا يدري أين يسير وإلى أي هدف يرغب في الوصول إليه، وجميع الأهداف غير واضحة المعالم، وثمّة ضبابية تلقي بظلالها على المشهد العام، لهذه الحياة المضطربة، وهذه الفوضى العارمة من الأفكار والتوجهات والفلسفات، بين قيّم ثابتة وأخرى تتماوج، كتماوج مياه البحر المتلاطم، لا تستقر على قرار يكون فيه الحلّ النهائي.
وتأثر كامو واضحًا في أفكار كافكا، وتكاد أن تكون تلك الضبابية التي دعا اليها صاحب مؤلف رواية "القضية، أو المحاكمة". فبطلها يُحكم عليه بتهمة لا يدري هو ما هي التهمة هذه، كي يدافع عن نفسه، أو يتصدى لها أضعف الأيمان.
وفي "الغريب" بطل الرواية، يقتل شخصًا على قضية تافهة، ليس هو طرفًا مباشرًا فيها، إذ يطعنه بسكين، كانت معه بغية تقطيع الفواكه، وفعلا طعن فيها الرجل فأرداه قتيلا بالحال، ولم يحاول أن يهرب، بل ظل شاخصًا كالتمثال، غير مبالٍ كأنه لم يفعل شيئا، وحين مثلَّ بين يديّ القاضي أعترف له بجريمته، بكل برود، ألّا أنّه لم يعر للقضية أي اهتمام يُذكر، وكأنّ الأمر لا يعنيه بالمرّة!.
ولما انتهى من الاستجواب توجه إلى الباب لينوي الخروج بهذه السهولة.
فاللامبالاة هذه، أراد من ورائها المؤلف القول، بأنّ الذي يجري على البشر في هذه الحياة، ما هي إلّا تفاهات فُرضت عليه، تفاهات لا مبرر لها، مع ذلك فهم يسيرون على جادتها، كطرق مرسومة سلفا لا يمكن للإنسان أن يتجاوزها، فهي القدر المحتوم، وهو في هذا المعترك يسيرون كالأعمى.
واضح في هذه الحالة، إّن حياتنا في الوجود، كما يريد القول ما هي إلّا عبث ليس ورائها هدفًا حقيقيًا، وهذا الرؤية "الكاموية" (نسبة إلى كامو) هي فلسفة قديمة، طرُحت من قبل فلاسفة اليونان، وسار على خطاها كثير من أعلام الفلاسفة، إلى وقتنا هذا.
العبثية التي دعا إليها ترى أن الحياة لا مبرر لها، كفرض فرضته الطبيعة، ونحن نعيشها بلا طائل، فهي نمطية وتسير على وتيرة واحدة، وحتى مجيئنا إلى الوجود هو الآخر ليس معنى، بحسب المدلولات التي يتصورها ثلة كبيرة من المفكرين، إذ كيف جئنا لنطرق عالم الوجود هذا؟، وهل ثمّة أيدٍ خفية غيبية تدخلت في قضية الخلق؟. ثم لماذا تتحكم فينا غريزة الطمع والجشع والانانية؟، من أودعها فينا؟.
الأسئلة هذه وغيرها تطرحها الفلسفة العبثية، وغيرها من الفلسفات الأخرى؛ لكن كامو طرحها بصيغ أدبية، هي أقرب للتقبّل من قبل القارئ البسيط، لأنها صيغت بحبكة سردية سلسة، بعيدة عن المصطلحات الفلسفية الرنانة.
ولا ننسى أنّه أخذ عن صديقه سارتر، بعض الشيء ثم قد حدث بينهما خصام بسبب اختلافًا في الرؤى، وحينما جاء خبر وفاته لسارتر حزن عليه هذا الأخير، ونعاه في مقال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة