الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المكر الأزلي

أحمد التاوتي

2022 / 8 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لعبة مسح الطاولة تتكرر كلما جد عزم العقل الإنساني و اقترب من باب الحقائق..

أعمال الغزالي كما يشاع أنها بداية الدخول في عصر الضعف، يمكن أن تكون اكتمالا لأعمال التصوف الفلسفي و تتويجا له بدخول الإنسانية في الباب الجدي للعلم الوضعي الموسع على أشرعة الكون، و استئنافا لانقطاع العقل الآسيوي القديم.. أو الإفريقي القديم؟

هل يمكن اعتبار هذا الأمر سببا كافيا لتدخل المكر الأزلي بترتيب سياقات سياسية مفتعلة تجعل من فكر الغزالي مجرد بضاعة يروج لها سلطان جائر، ثم توجيه العالم العربي إلى ضبابية ثقافية تجرفه في عصر إسلامي ثان ؟ أو فيما يسمى عصر ضعف ثان؟

هل نحن بصدد إعادة سيناريو توجه العالم نحو اليونان الوسيط ( أي نحو الصورية المنطقية) بعد قتل الفكر التاوي ( الوضعي) القديم و تسفيهه و توجيهه إلى الرياضات الفردية و تحصيل المتعة الروحية الأنانية ؟

ربما احتاج المكر الأزلي في القرن 18 أين تفتق العقل البشري على العالم، أن يعيد ترتيب أوراقه مرة أخرى، فمحى كل الفترة السابقة على الإنسان الحديث بتثبيته و تقديسه لبعد سياسي أضفاه بعناية على النظرية الداروينية. و أعاد الكر و الفر من جديد مع هذا العقل النزق الذي لا يقبل الخضوع.

تماما كما نراه اليوم يمحو التراث الديني و يشكك في الروايات و الأحداث التاريخية المحرجة، محاولا إعادة الكر و الفر مع عقل الإنسان..، "بما يوفره عقل الإنسان في عصر الإنسان، من أجل أن يسب في الأخير أصل و فصل الإنسان.".

ربما لو لم يفعل ذلك كان العقل البشري مشى متقدما في استقصاء حقيقة الديانات، أصولها، سياقاتها السياسية الأولى.. طبيعة الآلهة... حقيقتها النوعية.. امكانية وجود صراعات مع كائنات عاقلة أخرى قبل الاتلنتيد...الخ. و هي جميعا تساؤلات تكشف الكثير..

لعل هذا كان مسارا محتملا في النظرية على الأقل.. و لكن المكر الأزلي استغل ذلك و دوغمه لمسح تاريخ الأرض الأول ، و في نفس الوقت حرض عليها النظرة التقليدية إمعانا في تقسيم و تشتيت العقل البشري. بمعنى أخد طرفا بيده اليمنى و الطرف النقيض بيده اليسرى ثم حرضهما على بعض.. تماما كما يفعل اليوم في فوضانا الخلاقة.

دعونا نعتبر مسالة المكر الأزلي هذا أيقونة اعتبارية للتوضيح فقط.

من جهتي، لا انفي وجوده فأكون علمويا، و لا أثبته بدون تشخيص فأكون مؤامراتيا. و لكنني أستقرئ المنطق دائم التكرار، و القائم بالأحداث و الوقائع، و أعتبرها مؤشرات تشي به أو بشيء منه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب


.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت




.. مقتل مسؤولَين من «الجماعة الإسلامية» بضربة إسرائيلية في شرق


.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با




.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط