الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطابٌ أموي بلسان علَويّ

ربيع نعيم مهدي

2022 / 8 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الكثير يعرف ان خطاب المعمم يعتمد كثيراً على استدراج المستمع الى النقطة التي يريد المتحدث اقناعه بمضمونها، وهذا غالباً ما يتم وفق استدلالات قد تبدو في ظاهرها منطقية أو عقلانية، خصوصاً إذا كان المستمع محدود الوعي، وهذا ما بدى في حديث رشيد الحسيني والذي لا أدري إن كان قوله مجرد رأي شخصي أم انه ناقل رسالة، وفي الحالتين لا يمكن حمل خطابه على محمل حسن الظن.
عندما استمعت له تذكرت مقولة تنسب الى السيد محمد باقر الصدر يتساءل فيها بقوله : (من منا لم يعطى ملك هارون الرشيد ولن يقتل موسى بن جعفر؟!)، والرجل - أي الصدر - كان يتحدث عن تأثير المال والسلطة على الفرد باعتبار ان امتلاكهما يعد ابتلاءً واختباراً حقيقياً للإنسان.. ويبدو ان السيد رشيد على استعداد للتضحية بإمامه المعصوم ما دام الأمر يدرأ الفوضى، والتي وفق مفهومه ليست سوى زوال نعمة الفساد.
السيد رشيد الحسيني تحدث بخطاب مختلف، فلم يهدد بعودة حزب البعث الى السلطة كما تحدث نوري المالكي، بل هدد بالفوضى التي تنتج عن رفض الفاسد، واذا تفحصنا في التاريخ القريب وبحثنا عن خطابات مماثلة سنجد ان التهديد بالفوضى أسلوب لجأ اليه الكثير ممن أمسكوا بمقاليد السلطة وأدركوا ان أيامهم في الحكم باتت معدودة إن لم تكن معدومة، ولا أدري كيف تجرأ على التحدث بهذا المنطق، فاذا سلمنا بصحة استدلاله المنحرف سيكون موقف الإمام الحسين خطأ لا ثورة..
العقدة التي حاول وضعها في طريق الثورة على الفاسد، وهي مسألة (الإذن والرخصة من المعصوم أو المرجعية)، تثير علامة استفهامٍ يصعب الإجابة عنها، فأي مرجعية قصد رشيد الحسيني؟، أهي مرجعية السيد السيستاني؟ أم انها مرجعية أخرى؟.. وإذا افترضت انه يقصد مرجعيات النجف بشكل عام، فمن هو ذلك المرجع الذي سيُجيب بالسكوت عن الفساد أو القبول بحكمٍ فاسد؟! ..
حديث الرجل واصراره على انتظار موقف المرجعية أو رأيها لا يمكن احتسابه على مدرسة التشيع التي رفعت ولا زالت تنادي بشعارات ترتبط بثورة الحسين، لسنين طويلة نسمعكم ترددون "يا ليتنا كنا معكم".. و"هيهات منا الذلة".. و....الخ.. وهنا من حقي أن أسأل، من الذي قصدت أمانيكم في الوقوف معه؟.. وعلى من كنتم تتباكون كل هذه السنين؟!!..
منذ الأمس وانا أحاول تتبع الردود وتعليقات القول على تصريحات السيد، والغريب ان ردود المؤيدين له تحاول تحويل الأمر الى خلافٍ فقهي حول مشروعية الثورة عند الشيعة، وان الرد على الحسيني هو استهداف للمرجعية... إلخ، وكل هذا لا يعنيني، فالمشكلة لا زالت قائمة، فمن ينصح بالرضا والسكوت عن الشخص "الفاسد" المتستر بالدين، كالجاهل الذي يحاول إقناع المريض بأن السرطان مرض حميد يسهل التعايش معه..
ولكي لا أطيل سأكتفي بالقول ان التثقيف لقبول الفاسد على لسان رشيد الحسيني هو ذات الخطاب الأموي الذي واجه ثورة الإمام الحسين، وإن كان بمفرداتٍ مختلفة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في


.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج




.. 101-Al-Baqarah


.. 93- Al-Baqarah




.. 94- Al-Baqarah