الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيقونات المسيح عبر الثقافات المختلفة

فريدة رمزي شاكر

2022 / 8 / 29
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


هل يستمد المسيحيين حقيقة المسيح من صوره و أيقوناته ليثبتوا صحة إيمانهم ؟!
في الحقيقة إندهشت من بوست كتبته السيدة د. وفاء سلطان، على موقع التواصل تنتقد صورة المسيح بشعره الأشقر وملامحه الأوربية وأننا ننصاع وراء برمجة العقل الجمعي، ولا أحد يعرف شكل المسيح ولا أحد رأي صورته ولكن عمليات القولبة والبرمجة تجري على قدم وساق ! في محاولة منها لإثبات أن شخصية المسيح شخصية وهمية ! وكنت أتوقع أن تسأل عن تعاليمه وصفاته و لاهوته أكثر من شكله وملامحه الخارجية !!
صورة السيد المسيح تختلف لدى الشعوب بحسب ثقافتها. فهو أسمر فى أفريقيا. وعيناه ضيقتان فى الصين و ببشرة صفراء ، وعيناه زرقاوان في أوروبا. بينما السيد المسيح بعد قيامته كانت هيئته تختلف في كل ظهوراته التي ظهر فيها لتلاميذه وهم إحدى عشر ظهورا ذكرته الإنجيل في نسخه الأربعة. حتى مريم المجدلية لم تعرفه فجر أحد القيامة عند القبر وظنت أنه البستاني !

- أيقونات السيد المسيح فى أفريقيا تصوره على أنه زنجي أسود ذو ملامح أفريقية ، بينما الصين واليابان يصورانه بملامح أسيوية بعيون ضيقة مائلة، وفي الهند ملامحه هندية، وفي المنطقة العربية نصوره بملامح شرقية، تختلف قليلا عن الملامح الأوربية .حيث أن الكنيسة تستند في رسمه على منديل القديسة فيرونيكا والذى يستند عليها الرسامون المسيحون منذ القدم، حين وقع على الأرض فمسحت وجهه وهو في طريقه للجلجثة.

- التقليد الغربى يقول إن فيرونيكا ذهبت لروما وشَفَت الإمبراطور طيباريوس بقوة المنديل الذى تحمله، وأنها عند نياحتها تركته للبطريرك القديس إكليمنضس.
- أما أقدم الصور تعود لأواخر القرن الثانى أو أوائل القرن الثالث الميلادى، وتوجد فى روما، وفى هذه الرسوم المبكرة، يظهر المسيح عادة بملامح رومانية بلا لحية وشعر مجعد، ومع ذلك تظهر صوره باللّحية أيضًا منذ وقت مبكر. خصوصا بعد تحول الإمبراطورية الرومانية المسيحية فنشط الفن المسيحي و رسوم أيقونات السيد المسيح ، وإزدهر هذا الفن في عصر النهضة والتركيز على الايقونات الجمالية المثالية حد الكمال الفني.
فنرى ملامح المسيح الفاتحة والاشعر الاشقر والعينين الزرقاوين، وهى الملامح الأوروبية رغم أن السيد المسيح كان شرقيا و لم يكن أوروبيا، ونجد أيقونات للمسيح بملامح أفريقية وأخرى له بملامح أسيوية خالصة.

- ويقدم كتاب "ما هو شكل المسيح" تأليف "بى جوان إى تايلور" تحليلا علميا لمختلف الأشكال التى ظهر فيها يسوع فى القرون الأولى بعد صعوده، ويستشهد "تايلور" بما يسمى بـ"خطاب لينتولوس" الذي من المفترض أنه كُتب من قِبل مسئول رومانى، والذى يحتوى على وصف هيئة المسيح، وكان الخطاب يتضمن أن يسوع شعره بلون بني مِحمرّ لون البندق وناعم جداً، لكن "تايلور" يؤكد أنه لسوء الحظ، فإن خطاب لينتولوس هو نتاج العصور الوسطى وليس العصر الرومانى.
فى أوروبا تصور الكنائس الغربية المسيح على أنه من ذوى البشرة البيضاء، و أعين زرقاء، وهي صورة أتت من الحقبة البيزنطية فى القرن الرابع الميلادى، و هي صورة رمزية للسيد المسيح.
- أما في الثقافات غير الغربية صُوّر المسيح كرجل بني أو أسود، وأما عن المسيحيين الأرثوذكس الشرقيين فأيقوناته تختلف تمامًا عن الفن الأوروبي، خصوصا في الفن القبطي المصري المرسوم برمزية، وإذا دخلت كنيسة في أفريقيا، فمن المحتمل أن ترى المسيح بملامح زنجية.

- الكفن المقدس في تورينو :
تناقل التقليد الشعبي وجود "صورة المسيح" في مدينة إديسّا، أَطلق عليها تسمية "الصورة غير المصنوعة بيد إنسان"acheiropita- أكيروبيتا". بأن هناك رسالة خطيّة من الملك" أبجر" إلى المسيح أراد أن يراه ليشفيه من البرص، وكان جواب شفهي من المسيح إليه، وفيه وعداً بمباركة المدينة، وبأن هناك صورة للمسيح حملها رجل يدعى" حَنّان"، وهو المبعوث الشخصي للملك أبجر ملك إديسا. لم تكن سوى الكفن المقدس المحفوظ الآن في تورينو بإيطاليا.

- وهكذا تظل الصور فناً رمزياً لدى جميع الثقافات والشعوب ولا يستمد منها الإيمان المسيحي بل هي بمثابة إستحضار شخص المسيح الذي سيبقى وحده بتعاليمه و شخصيته الفريدة، و لأنه وحيد الجنس لا يشبه البشر حتى وإن أتخذ جسداً بشرياً ، لتظل البشرية تمجده بحسب رؤيتها له كمخلص وتردد "أَنْتَ أَبْرَعُ جَمَالًا مِنْ بَنِي الْبَشَرِ. انْسَكَبَتِ النِّعْمَةُ عَلَى شَفَتَيْكَ، لِذلِكَ بَارَكَكَ اللهُ إِلَى الأَبَدِ." (مز 45: 2). فهو الأقرب لصورة الله الآب الروحانية عن صورة البشر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهداء وجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم النصيرا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل طلبة معتصمين في جامعة ولاية أريزونا ت




.. جيك سوليفان: هناك جهودا جديدة للمضي قدما في محادثات وقف إطلا


.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي




.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة