الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى يتعلم ساسة البلاد من مرجع الاستقالة !

وليد عبدالحسين جبر
محامي امام جميع المحاكم العراقية وكاتب في العديد من الصحف والمواقع ومؤلف لعدد من

(Waleed)

2022 / 8 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


"أنّ من ضروريّات القيام بهذه المسؤوليّة العظيمة هو توفّر الصحّة البدنية والقدرة على متابعة شؤون الاُمّة، ولكن اليوم إذ تتداعى صحّتي وقواي البدنية بسبب المرض والتقدّم بالعمر، صرت أشعر بأنّها تحول بيني وبين أداء الواجبات الملقاة على كاهلي -كما اعتدت على النهوض بها سابقاً- بما لا يحقّق الكمال والرضى، لذا اُعلن عدم الاستمرار في التصدّي لهذه المسؤوليّة الثقيلة والكبيرة، وإسقاط جميع الوكالات والاُذونات الصادرة من قبلنا أو من قبل مكاتبنا وعدم استلام أيّة حقوق شرعيّة من قبل وكلائنا وممثّلينا نيابة عنّا اعتباراً من تاريخ إعلاننا هذا"
لهذه الاسباب خطا المرجع الديني الكبير كاظم الحائري خطوته الجريئة التي لم يسبقه اليها احد في تاريخ المذهب الشيعي الا وهي استقالته من موقعه كمتصدي للمرجعية الدينية والغاء كافة الوكالات والاذونات الصادرة منه وعدم استلام اية حقوق شرعية والتنحي عن اي موقف مرجعي اخر .
وهذا لعمري موقف فريد من نوعه ودرس عظيم ينبغي ان يتعلم منه الساسة الذين ما عادوا يقدمون شيئا للبلد ، بل واصبح وجودهم اساس مشاكل البلد وسبب تدهور اوضاعه .
و المرجع" كاظم الحائري " لمن لا يعرفه احد ابرز طلاب الشهيد محمد باقر الصدر مؤسس حزب الدعوة الذي اعدمه نظام صدام عام ١٩٨٠ وعلى اثر ذلك غادر العراق واقام في جمهورية ايران منذ ذلك الحين ، استمر بمعارضة نظام صدام في الخارج ودعم قوى المعارضة وحركات الاسلام السياسي بما في ذلك الحركات والفصائل الشيعية التي تأسست بعد عام ٢٠٠٣ وابرزها جيش المهدي الذي اسسه السيد مقتدى الصدر ، خاصة وان اغلب ابناء الخط الصدري سواء اتباع الصدر الاول او الثاني يرجعون للسيد الحائري في التقليد كون ان الشهيد الصدر الثاني ذكر قبل وفاته بان المرجع الاعلم والذي يستحق الرجوع اليه في التقليد هو السيد كاظم الحائري .
لا يختلف اساتذة حوزة قم والنجف بل وحتى لبنان وغيرها في علم السيد الحائري و كفاءته لا سيما وانه قد تخرج على يديه العديد من فضلاء ومراجع الدين وكان يجيز البعض بالاجتهاد من خلال تدريسه او الاطلاع على كتبه وكتب العديد من المؤلفات الدينية والسياسية واصدر مئات البيانات وله الكثير من المواقف السياسية المثيرة للجدل .
لم يسبق ان تنحى مرجع شيعي في التاريخ عن موقعه كمرجع وان كان مراجع الدين متورعين جدا في قضية التصدي وقيادة الامة ، لذا تأتي استقالة السيد الحائري هي الاولى من نوعها في نطاق المذهب الشيعي وتعتبر موقف عقلائي وشجاع يحسب له وربما يخلده اكثر من اي موقف اخر اتخذه في حياته ورغم عدم اتباعنا او قربنا من اتجاه هكذا شخصية الا اننا بلا مجاملة يستحق ان نرفع له قبعة الرأس ونهنئه على هكذا موقف مسؤول صار وسيكون درس عظيم ينبغي ان يتعلم منه الجميع وربما ستكون لنا مقالات اخرى عن هذه الشخصية لأنها حتما ستكون مثار جدل وتساؤل من غير ابناء المذهب الشيعي او غير المسلمين والعرب خاصة بعد استقالته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah