الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخطر عشر كتّاب قرأت لهم /كولن ولسون

داود السلمان

2022 / 8 / 30
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لعلّ التجارب وحدها لا تخلق من المُبدع أن يكون مبدعًا، ولا الاصرار والتعلم ورسم الهدف مسبقًا، وحده أيضًا أن ينبلج صبحه عن ولادة حاذق ينتج أدبًا أو عِلمًا أو فلسفة.
كلُّ هذا لا ننكر بأنه قد يحقق المطلب المرجو، لكنّه عاجز بعض الشيء من ناحية أخرى، أو إنّه لا يسد الرّغبة الملحّة، والطموح لدى الشخص الذي ينوي أن يخوض في مياه النتاج الفكري، ويسبح في تيارها الجارف، وبكل أنواعه وتفاصيله.
لكن، ثمّة نقطة جدًا هامة في هذا السّياق، الذي نبحث في جذوره، لنصل، بالتالي، إلى هذا الهدف الذي نحن بصدد الوصول اليه.
إنّ المعاناة والحرمان هما من يصقل موهبة الكاتب والمبدع، ويحفزانه على الاصرار والتواصل، بقطع كلّ أحابيل الاحباطات، والعزم على الاصرار والمثابرة، ورمي الهدف بمقتل.
ونرى إنّ هذا الذي قلناه هو ينطبق بجذوره وتفاصيله على الكاتب كولن ولسون؛ لأنّه عانى أشدّ المعاناة (وهذا ينطبق على جلّ المبدعين)، أولاً من عدم إكماله تعليمه الاكاديمي، نتيجة الظروف المادية التي عصفت به وبأسرته، أضافة الى عدم انسجامه مع المدرسة حيث كان يهرب منها ويذهب الى المكتبات العامة، لشراء الكتب الادبية والفلسفية، فيعكف على قراءتها والرشف من أريجها المنعش، وهو يعدها أفضل من الدروس التي يتلقاها من المعلمين والأساتذة. فخصص أوقاته للقراءة وفي نفس الوقت العمل لسّد احتياجات الاسرة.
فهل نجح، بهذا التواصل والاصرار على المطالعة، والتزود من معينها العذب؟، ونال ما كان يصبو إليه، وتحقق طموحه المشروع في الحياة التي بذل فيها كلّ جهده، وحرم نفسه من أبسط الأشياء، خصوصًا مثله؟، كشاب طموح يتمنى أن ينجح وأن يعيش حياة مثالية، نليق بكرامته، اسوة بالرجال العظماء، الذين قرأ عنهم بما فيه الكفاية.

والجواب على هذه الأسئلة لا يحتاج إلى تفكير عميق، أو إلى صفنة طويلة وغور في التأمل. فالنتاج الفكري الذي تركه للأجيال فهو يكفي، ويسد رمق السائل.
كان أول كتاب ألفه وهو بعمر الأربعة والعشرين، وهي ريعان الشباب، وأوج العطاء الباذخ في النتاج الفكري. وكان بعنوان "اللامنتمي" وفي حينما نال، هذا الكتاب الشهرة الواسعة، في سوح الثقافة والفكر، حتى إنّ الكثير من المعنيين بحراك الفكر، شككوا بقدرة هذا الشّاب على الكتابة والتأليف، لكنّه فاجئهم بآخر ثم اتبع الآخر آخر، وهكذا راح ذهنه تدفق وينطلق كشعاع في حقول كثيرة من حقول المعرفة، فلم يقتصر على حقل واحد بعينه، إذ كتب في الرواية، فانتج العديد من الروايات الناجحة، ثم في الفلسفة، وفي البحوث الأُخرى التي تناولت قضايا كادت أن تكون معقّدة، ويحتاج الذي يروم الخوض فيها الى الاتزان الفكري والى الاسترخاء الذهني والمعرفي، وكذلك إلى الباع الطويل في الخبرة المتواصلة في النظر والامعان وعمق الأشياء.
وكأنّه هو من أمتلك ناصيتها، وسار على جادتها وخبّر أسرارها، وقطع شوطها، فنال ما أراد تحقيقه، حيث تصدّرت أعماله قائمة المبيعات، في حينها، وصارت تضاهي أعمال كبار الكتاب والعلماء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة