الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


--مسكيانة- ثاني أرض جزائرية يدخلها الإسلام بعد - تبسة ..يصلي و يبيت فيها أشرف أبطال بني هاشم و قربى الرسول

لخضر خلفاوي
(Lakhdar Khelfaoui)

2022 / 9 / 1
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


كنتُ أعلم أني من أحفاد و نسل الملكة البربرية المدعوة ب " الكاهنة " ، ملكة البربر في شمال إفريقية ؛ هذه الملكة التي لم ترضَ أن تتخلّى عن دين أجدادها و آبائها و معتقدها النصراني و الشركي في آن معتمدة ببسالتها و بسالة جيشها في مجابهة (الغزاة) و الفاتحين العرب القادمين بالدّين الإسلامي لنشره في الأرض على امتداد كل الشمال الإفريقي آتين من ( الخضراء) تونس حاليا .
*و لم أكن أدري أني ابن القرية الظالم أهلها -و قليل فيهم الرّشيد! - ( مَسكَنْ-الكاهنة ) أو ( مسّنْ-الكاهنة ) و قد وطأ أرضها جِبِلاًّ من خيرة و أطهار و أشراف العرب ( من بني هاشم و بني مخزوم ) ، و حسب المرجع من المراجع التاريخية فأن صحابة و أتباع رسول الله و أبناء عمومة خير خلق الله محمد صلى الله عليه و سلّم قد ساروا في أرضي و باتوا فيها و احتوت قريتي "الظالم أهلها " ريح الرسول الأكرم و احتضنت درعه المبارك أمثال :الصحابي الشريف " الفضل بن العباس بن عبد المطلب " ابن عمّ الرسول ، و عبد الله بن جعفر بن أبي طالب صحابي و ( من رواة الحديث ) الكريم ابن الكرماء زوج " زينب " الكريمة بنت الأكرم علي بن أبي طالب ( أم كلثوم بنت علي ). و "عقبة بن عامر الجهني" الفارس الشاعر ، الكاتب القائد العسكري و وال سابق لمصر …و غيرهم من أشراف و أخيار بني هاشم و العرب الذين كان لهم الفضل في تشريف و تنوير أرضي و جعلها ثان أرض ( جزائرية ) بعد ( تبسة ) قدوما من تونس ( الخضراء) فيدخلها الدّين الإسلامي العظيم .
-يقول التاريخ الموثق في - رواية - و منجز ( الواقدي ) : بو عبد الله محمد بن عمر بن واقد السهمي الاسلمي بالولاء، المدني، الواقدي (130 هج /207 هج).عالم و أشهر المؤرخين في الإسلام رحمه الله حول " فتوحات إفريقيّة:
*غزو و فتح "تبسة":
(…و ارتحل المسلمون إلى "تبسة" و كان بها ملك عظيم الشّأن ، و كان فارسا شديدا و بطلا صنديدا .. كانت جميع البطارقة تخضع لصولته و تهاب قوته و فروسيته .. كان يركب في مائة و ثمانين ألف فارسا من صناديد قومه و أحكامه تمتدّ إلى بلاد "الجريد"، و هو مستقلّ في ملكه و -سلطانه - غير خاضع للملك الأكبر صاحب المُعلّقة ( قسنطينة)و لم يبايعه كغيره من ملوك إفريقيَّة الذين بايعوه .. و لا يسير مثلهم لزيارته في كل عام ؛ و مع ذلك فإن ( الملك الأكبر ) هو عمّه و شقيق أبيه كان اسمه "طيريب بن سكنان "، و كان صاحب قسطل مع المسلمين و هو الذي عرّفهم بترجمته قائلا لهم :"أن الذي أنتم سائرون إليه ليس في إفريقيّة أفرس منه ".. فردّ الصحابي الأمير " عقبة بن عامر* -لإبن عمّ الرسول صلى الله و عليه سلّم (حامل درع النبي )"عبد الله بن جعفر ":- نبعث إليه لعله يصالحنا كما قاله أهل "قسطل" ، فردّ عيد الله معتبرا نفسه أكبر و أعظم من الملوك و لكن "نسير إليه و نستعين بالله عليه". سار المسلمون يجدون السير و في مقدمتهم "أمراء بني هاشم " و " بني مخزوم " بالرّايات وسمع عدوّ الله بقدومهم عليه فاستدعى أرباب دولته و خاصّته و قال لهم :-"أنّ العرب قادمون علينا و قد بلغكم ما فعل أهل قسطل فما عندكم من الرأي ؟" . قالوا :- نحن لسنا مثل أهل قسطل . فقال :أعلم أنكم أكثر منهم صلابة و أشدّ بأسا و أنكم لا ترضون بالذلّ منذ ظهوركم و عليه خدوا على أنفسكم و بادروا بالخروج إليهم بمائة ألف لعلّنا نجد فيهم فرصة ".. اتفق رأيهم على ذلك و ركبوا و ركب معهم ولده و ساروا في مائة ألف .. فلمّا قرب المسلمون من البلد خرجت عليهم أعداء الله و رسوله و كان في مقدمة الجيش " رافع بن الحارث ، و عبد الله بن جعفر ، و الفضل بن العباس ابن عم الرسول، و سليمان بن خالد "، فلما رأوا الخيل مشرفة عليهم قالوا أصبنا و ربّ الكعبة و أردف الفضل بن العباس قائلا :- خذوا على أنفسكم و بادروا إليهم قبل وصولهم إليكم .. فنزل الفرسان و مكّنوا سروجهم و ركبوا و نادى "الفضل":-" يا آل هاشم !.. يا آل مخزوم ! اليوم و لا بعد اليوم و تقدّم المسلمون إلى لقائهم و حملوا عليهم و حمل الأعداء و التقت الأبطال بالأبطال و الفرسان بالفرسان و اشتدّ القتال و كثر النزال و ارتفع الغبار و أظلم النهار و كثر الصياح و اختلط الفريقان و شدّد "بنو هاشم و بنو مخزوم " على أعداء الله في الحملَة ..
فلم يكن غير ساعة حتى ولّوا الأدبار ، فحاصروهم و أخذ هؤلاء ميمنة و هؤلاء ميسرة و صكّوهم صكة حتى أدخلوهم البلد منهزمين شرّ هزيمة و قتلوا منهم يومئذ أكثر من خمسة آلاف فارس و مات من بني مخزوم أحد عشر فارسا و تسعة من بني هاشم رحمهم الله تعالى ، و رجع المسلمون إلى معسكرهم و دخل الأعداء المدينة ( مدينتهم ) و أغلقوا أبوابها و تحصّنوا فيها .. و لمّا أقبلوا قال لهم الملك ما وراءكم؟ قالوا : أيها الملك جاءتنا أبطال الموت كالأسود و فرسان كالعقبان يؤثرون الموت على الحياة و قد قتلوا منا خلقا كثيرا . قال لهم : "لعنكم (المسيح) و غضب عليكم ".. كيف غلبكم صعاليك العرب.. و لكن قد علمت ذلك حين لم أخرج إليهم بنفسي . فقالوا أخرج إليهم صبيحة الغد حتى يتبين لك فعل صعاليك العرب و رعاة الإبل . كانت له ( الملك ) بنت جميلة الصورة ، بديعة الجمال و كان خطبها ملك من قسنطينة و لمهرها ألف مطية بيضاء و ألف خادم ، و ألف حلة و ألف وقية من المسك و ألف أوقية من العنبر و مائة ألف دينار ذهبا و كانت أجمل نساء أفريقيّة ، إذا برزت ظهَر نور وجهها كالشمس .. كانت تلبس كل يوم حلّة رفيعة ، فجمع الملك أرباب دولته و بطارقته و قال لهم :- أيكم يقتل الفارس العربي المسمى ب " عبد الله بن جعفر " و أنا أزوجه ابنتي ؟. قالوا له : - اشهد على نفسك بهذا . قال : نعم . فأشهد على نفسه و ذكر لهم قوّته و ما أعدّ لهم من استعدادات ، فعند ذلك أشار " عبد الله بن جعفر " بالمسير إليه و وافق على ذلك المسلمون و باتوا على نية الرحيل (…) صلى الأمير "عقبة " بالمسلمين صلاة الصبح و لمّا فرغوا من صلاتهم أمر بالرحيل فارتحلوا و ساروا حتى وقت صلاة العصر فنزلوا بأرض يقال لها " مسكيانة" و باتوا بها تلك الليلة و في الصباح صلى عقبة بالناس صلاة الصبح ثم رحلوا و جدّوا السير إلى غروب الشمس فنزلوا في موضع يقال له "عمامة " أو "عمّة" ، فباتوا به ، و لمّا أصبح الصباح صلى الأمير عقبة بالمسلمين صلاة الصبح وأمر بالرحيل فرحلوا و كانوا قد تركوا أثقالهم كلها في "تبسة" و لم يأتوا إلا بالخيل فقط ، فساروا يجدّون السير إلى الغروب ، فنزلوا بأرض يقال لها "مسطاس " و باتوا بها ، و عند الصباح صلوا صلاة الصبح و ساروا قاصدين قسنطينة . و قد بلغ صاحبها أن أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم نزلوا بالقرب منه فعظم عليه الأمر و جمع أرباب دولته و شاورهم في الأمر فقالوا :- أيها الملك أنت تعلم أن ما في الأرض الخضراء أحصن من بلدنا و لا أقوى منا رجالا و مالا و ليس لنا إلا أن نتحصّن في بلدنا و نترك العرب و لا نقاتلهم أبدا !. فقال :- هذا لهو الرأي السديد ثم تفرقوا لإصلاح أحوالهم و باتوا حائرين في مصابهم العظيم . لما أتى الصباح أشرقت عليهم رايات المسلمين ، مما يلي صومعة هناك ، و بعدها نزلوا على المدينة من فوقها و من تحتها و كانت حصينة ، منيعة جدا . نزل بنو هاشم و بنو مخزوم مما يلي القنطرة و أحاط العرب بها من كل جانب و مكان و كان فيها خمسة و عشرون ألفا من رماة النبال ، و قد طلعوا على الأسوار و نصبوا أقواسهم و لما وطّن العرب أنفسهم و أخذوا منازلهم زحفوا على المدينة فرماهم أهلها من الأسوار بالسهام فاستتروا بدروعهم و استمروا على ذلك إلى غاية الغروب ، و رجع المسلمون إلى فساطيطهم و باتوا تلك الليلة و لما أصبح الله بخير الصباح خرج أعداء الله على الأبواب فرجع المسلمون نحوهم و تفرقوا على الأبواب .. قصد "بنو مخزوم" أعلى القنطرة و "بنو هاشم" باب سيطارج ، فرمى النصارى بسهامهم المسلمين و لا يزالون يرمون إلى أن جنحت الشمس للغروب فتفرّق المسلمون بعد أن صبروا حتى لم يطيقوا الصبر و فشت فيهم الجراحات و مات منهم خلق كثير . "…).
——باريس الكُبرى جنوبا (30 أوت 2022).
*مرجع: فتوح إفريقية ، جزء 1 (158ص)؛ ج 2(148ص). حجم 24 سم. (الطبعة الأولى) 1898.
-المطبعة العمومية ( تونس).. دار الكتب الوطنية التونسية . ( المكتبة الوطنية التونسية ).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب