الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ظافر الحداد المصري
عطا درغام
2022 / 9 / 2الادب والفن
يقول المقريزي عن الشاعر ظافر الحدادا:" شاعر مجيد،مستعذب النظم، موصوف بالفهم"ولم يقتصر المقريزي علي الإشادة بألفاظه وعبارته كما فعل السابقون، بل أشاد بمعانيه التي تدل علي الفهم، وأراد بذلك الذكاء والخبرة
ويقول عنه العمري في كتاب"المسالك والأبصار" :" تدفق عذب الموارد ،وتحقق أنه لم يضرب في حديد بارد تضرم فطنة مثل لهيب موقده،وقلوب حسده.وأتي بما لا يقدر عليه صناع،ولا يتأتي عليه من قاسي الحديد امتناع.وابتسم به من الثغر بوارق سيوفه التي طبعها ،سوارق أيامه التي نقي طبعها".
ومما قاله عنه عبد العليم القباني في كتابه "مع الشعراء أصحاب الحرف" ..قال عن شعره:" شعر فيه ذكاء وصناعة، وفيه تظرف أبناء البلد" وقال أيضًا:" يتبع ظافر النهج الذي اتبعه شعراء هذه العصور،فيمدح مثل مامدحوا، ونعود إلي قصيدته في السيد القاضي فنجد أن ظافرًا لم يستطع الخروج عن المعاني المألوفة في عصره".
وفي موضع آخر يقول : " بلغ به شعره إلي أن يكون علي رأس شعراء الإسكندرية في العصر الفاطمي"
ويقول الدكتور محمد كامل حسين فيقول عنه:" كان علي موهبة لنظم الشعر ،وإن شعره طبيعي لا تكلف فيه،وإنه كان يرتجل الشعر ببديهته..فمن هذه الأبيات وغيرها مما حفظ لنا من شعر ظافر نستدل ان شعره سهل طبيعي ليس به تكلف غيره من الشعراء الذين كانوا يصنعون الشعر صناعة".
وفي موضع آخر يقول:" يُعد عهد الأفضل بن بدر الجمالي من أزهي العصور الأدبية التي شاهدتها مصر الإسلامية،وعلي الرغم علي ان عصر الأفضل لم يشاهد شاعرًا مثل ظافر الحداد بالرغم من كثرة الشعراء وتفوقهم جميعًا في هذا الفن..وبلغت شاعريته إلي أن يشعه النقاد ومؤرخو الأدب في مصاف أكبر شعراء عصره".
وإذن فهذا العامل السكندري قد طرح عنه أدران حرفته ،واتخذ له صناعة أخري ما كان أحد يظن أنه يفلح فيها، ولكنه ثابر علي تزويد نفسه بكل ما تحتاج إليه هذه الصناعة الجديدة من أدوات، وحين استكمل أدواته، جمع بين ثيابه روحًا صافيًا، وذوقًا مرهفًا ،وشعورًا دافقًا، وأذنًا موسيقية،وعقلًا واعيًا، وبصرًا نافذًا، وخيالًا مجنحًا.فاستطاع أن يمنحنا من الشعر أرقه لفظًا ،وأعذبه عبارة،وأحلاه نغمة ،وأكثره صورًا.واستطاع أن يحلق في أعلي الأجواء عندما نظم شعره في الموضوع الذي هيئ له ، وتحرر من القيود: وصف الطبيعة الإسكندرية خاصة والمصرية عامة..وكان ابن عصره،الممثل له أحسن تمثيل في مدحه..فلا عجب أن سما به من سما إلي المكانة التي أهلته لها شعره.
ولقد جاءت الدرااسة التي قام بها الدكتور حسين نصار (ظافر الحداد المصري: شاعر مصري من العصر الفاطمي)، والتي اتخذ فيها من شعر ظافر الحداد سبيًا لتأريخ له، وجعل منه العين التي يري بها حياة الشاعر ،وحياة عصره.ويذكر أنه جعل من الشعر نقطة ينطلق منها إلي فهم كل ما يتصل بظافر الحداد.
وجاءت الدراسة في بابين ،وتنا ول في الباب الاول الذي جاء بعنوان:( عامل من هذه الأمة)وجاء الباب في سبعة فصول تناول فيها الحديث عن نشأته وانتمائه إلي قبيلة يمنية ، حتي نزوحه إلي الإسكندرية ، ثم في الفصل الثالث ذهابه إلي القاهرة وعمله بين الحدادة والشعر.
وفي الفصل الخامس تناول أعيان عصره المعاصرين له في الدولة الفاطمية من القضاة والأمراء والقواد والوزراء والخلفاء وعلاقته بهم..وفي الفصل السادس تناول أخلاقه وطباعه، ووفاته في الفصل السابع.
وفي الباب الثاني: شاعر من الإسكندرية) جاء في خمسة فصول ..تناولت فيه شعره، وفي الفصل الأول تناول في شعره موقفه من الوجود الذي تمثل في ): الله- القدر- الدنيا- الموت- العقل- الخير والشر).
وفي الفصل الثاني: تناول موقفه من الطبيعه في شعره وتمثلت عناصره في:( الإسكندرية- الفسطاط- مصر- العمائر- الحمامات- الدور).
والفصل الثالث: موقفه من المجتمع من خلال : ( الناس- المرأة والعلاقة بينها وبين الرجل- الراعي- الصديق- الصبي المحبوب-).
وفي الفصل الرابع: موقف من الثقافة ،وتمثل في موقفه من الفنون والعلوم..وفي الفصل الخامس تناول موقفه من صناعة الشعر في المووضعات مثل : ( الوصف- المدح- الغزل-).. والمعاني والصور في شعره واللغة عنده
واختتم الدراسة بموقف الناس منه..وتمثل الموقف في نماذج مختلفة من القضاة والخلفاء والمؤرخين والشعراء والنفاد القدامي والمحدثين.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. في حدث نادر.. خامنئي يؤم صلاة الجمعة ويخطب باللغة العربية
.. الطيب العوفي يقدم موسيقى -الديوان- في حفل باريسي
.. أغنية -حكاية متتنسيش- للفنان دياب
.. رد فعل أحمد زكي لما اتعرض عليه فيلم المصير ليوسف شاهين ??
.. سبب كره أحمد زكي لفيلم الراقصة والطبال ??