الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأصول الأسطورية لقصة مقتل الحُسين وعلاقته برمزية الرقم (12) المقدس في الأديان الإبراهيمية

هيثم طيون
باحث بالشأن التاريخي والديني والميثولوجيا

(Hitham Tayoun)

2022 / 9 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في المُجتمعات الزراعية القديمة طغت عبادة الإلهة الأم العذراء (الست نون/ إيزيس) في مصر الفرعونية القديمة و (ميثرا/ مِهرا) في الهند و فارس و أرمينيا و الربة (إنانا/ عشتار أو عشتروت) في بلاد الرّافدين و الشام و فينيقيا أو كنعان و الرّبة (تانيت أو تعنيت) في شمال أفريقيا.
ولأنها كانت مجتمعات زراعية فقد ارتبطت عبادة الإلهة الرئيسية الأم من ثالوث الآلهة الأصلية في مصر الفرعونية القديمة (أصل الثالوث المسيحي: ١. الجد- ٢. الأب أو الأم- ٣. الإبن) بمواسم الزراعة والخصوبة لإخصاب الحقول الزراعية وشحنها بالطاقة الجنسية الإلهية لضمان خصوبة المواسم وكانت البقرة أو الثور/ رمز الخصوبة والعطاء لذا تم تقديسها/ تقديسه تمثيلهما بالآلهة الأنثوية (السّت البقرة السماوية/ سورة البقرة في القرآن رموز للإلهة الربة نون) و الذكرية (الثور المقدس أبيس/ عبيس أو عبّاس أو العجل الذهبي رموز لابنها الرب حور سين فرع نون أو فرعون/ موسى ذو القرنين).
و منها نسجت أساطير عديدة كأسطورة صراع إيزيس بوجهها المُظلم إله الليل والظلام (سِت أو السِّت) مع وجهها النَّيِّر المُشرِق إله الشمس والنور والضياء (وزير/ أوزير/ ضوّت/ داود) وأسطورة اقتلاعها لعين ابنها (حور/ حورس) فبقي بعين واحدة (ومنها خُرافة المسيح الأعور الدّجال) و هي عين حورس الحارسة ل"مصر المحروسة بعين الإله".
و يمكن مُقارنة رموز و رسومات و تماثيل الأساطير المصرية القديمة مع أيقونات الديانة المسيحية الحالية حتى بالتماثيل حيث يحمل الإله حور/ حورس مفتاح الحياة الأنك/ الحنك/ حنكا الذي يمثل دخول و خروج الروح من الفم أو البلعوم (وليس العنخ كما شاع اسمه خطأً)، و هو أصل الصليب المسيحي الحالي (شكله لا يفرق كثيراً عن الصليب).

في النّصوص السومرية و الأكدية التي عُثِرَ عليها في بلاد الرّافدين اكتشفت قصة (عشتار و الرّاعي) الذي مات فتقوم الربة إنانا/ عشتار بندبه و البكاء عليه (بكاء زينَب/ زي ناب/ اللبؤة ذات الناب على أخيها الحُسين/ الإله سين/ الحور سين / دو مو سين أو دوموزي أو تمّوز القتيل) و لا تزال تقام مواسم البكاء و النّدب واللطم على الصّدور لأجله في العراق و إيران إلى اليوم مُعتقدين أنه شخصية حقيقية وليس مجرد شخصية أسطورية قديمة كان رمزه الشمس (العلي/ البعل/ المسيح) أو القمر (المحمد/ سين/ يا سين/ سورة يس)، بينما كان رمز الربة الأم الست العدرا أو السّيدة العذراء نون/ إينون أو إينونا أو إينانا أو إنانا/ عشتار الرّافدينية أو عشتروت الفينيقية الكنعانية هو كوكب الزّهرة (الزّهراء/ فاطمة الزّهراء/ فاطمة ابنها حور بعل)، و في فينيقيا - كنعان نجد أساطير مقتل الإله أدون/ أدونيس و طقوس البكاء و النّدب عليه و إحياء ذكرى موته و قيامته في الربيع من كل سنة، و إلى اليوم في تشابه كبير مع أساطير بلاد الرّافدين و فارس و جذورها في أساطير الحضارة المصرية الفرعونية الضّاربة في التاريخ القديم.

كان الإله سين أو إله القمر سِون/ سين المعبود الرئيسي في مصر الفرعونية القديمة (حور) و في حضارات الهلال الخصيب عند السومريين والأكديين (سِن/ سِون/ سين) والآشوريين أو العاشوريين (آشور/ عاشور/ عاش حُر/ عاش حور) والفينيقيين - الكنعانيين (بعل علي العالي/ أدون/ السّيد/ الرّب/ المعلِّم) وشمال أفريقيا (أنزار)، فعبادة إله القمر سين كانت مُنتشرة في جميع حضارات الشرق الأدنى القديم كما كانت مُنتشرة عقيدة إله الشمس الفادي القتيل الذي يُبعَث من الموت بعد موته لثلاثة أيام (ولادة الشمس من جديد بعد موتها لثلاثة أيام على الصليب الفلكي الجنوبي)

في كتابه (لغز عشتار) بيّن لنا الباحث السوري الرّائد فراس السّواح أن عبادة الإلهة الأم كانت هي السائدة في التّجمعات البشرية عند اكتشاف الزراعة قبل اثني عشر (١٢) ألف سنة، حيث كانت المُجتمعات الزّراعية البدائية أمومية، و كانت السلطة للأم لكن مع التّحول من التجمعات القروية إلى ثقافة الممالك و المدن و الدخول في النّزاعات و الصّراعات و الحروب تحوّلت المُجتمعات إلى ذكورية و معها تحوّلت العبادة إلى عبادة الإله الذكر (الإنقلاب الذكوري)، لكن عبادة الإلهة الأم لم تختفي بل تراجعت إلى مرتبة أدنى من عبادة الإله الذكر: (إل أو إيل/ الله الوجه الذكوري للربة الأم السِّت إيلات/ اللات أو اللة).

الحُسين هو الإله الإبن الذّبيح الحور سين، فالحُسين المقطوع الرأس هو نفسه الإمام علي المضروب رأسه بالسيف باثنتي عشر ضربة، فعند المُقارنة بين أدبيات أديان الإسلام النّصراني (النّسراني) الشيعي و المسيحي و اليهودي نجد أن العدد اثني عشر (١٢) يظهر جلياً واضحاً فله ارتباط بتقويم أشهر وفصول السنة التي اعتمدت عليها ديانات الخصب القديمة، فالرقم (١٢) هو عدد أسباط بني اسرائيل، وهو عدد عيون الماء التي فجّرها النبي موسى عندما ضرب الأرض بعصاه، وهو عدد الحواريين تلاميذ يسوع، وهو عدد الأئمة في مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية وهو عدد ضربات السيف التي قُتِلَ بها الحُسين لأنه بالأصل عدد الأبراج الفلكية كما هو معروف للجميع!

يرتأي د. سلامة المصري أن متون الأهرام الحيروغليفية القديمة تقرأ: "إذا جاءَ نسرُ الله والفتّاح (الفتّاح هو الإله الجد فتّاح أو بتاح)، صَدَقَ وعده ونَسَرَ عبده" أي "قتله"، فصوت النّسر هو "موت" بمعنى أن "النّسر" حرف حيروغليفي صوته "موت" وهو أحد رموز الرّبة الأم والنّسارى (النّصارى) هم أتباعها (النّصرانية هي بالأصل النّسرانية وهي المسيحية التوحيدية التي رفض أتباعها إشراك عبادة الإله الإبن حور سين أو حُسين (سقطت الراء مع تقادم الزمن)/ محمد/ علي/ المسيح عيسى بن مريم مع عبادة أمه أو أبيه اللات أو اللة/ الله والبقاء على عبادة الأم اللة أو الله فقط: (الله واحد أحد/ لم يلِد ولم يُولد ولم يكُن له كفواً أحد)، فالعقيدة النّصرانية أو النّسرانية هي التي نادى بها الرّهبان النّساطرة بقولهم أن مريم هي "أم أو والدة المسيح" و رفضهم أن مريم هي "أم أو والدة الله" والتي هي أساس الديانة الإسلامية التي رفضت عقيدة التثليث المسيحية:
1. الجد بتاح/ فتّاح/ الفتّاح
2. الأم السّت العدرا نون أو الأب ذو النون
3. الإبن "حور" أو بقراءتها معكوسة "روح" الأم/ ما كا/ مكّة أو روح الأب با كا/ بكّة/ المسيح/ العلي/ المحمد/ موسى ذوالقرنين/ فرع نون أو فرعون (جميعهم شخصية واحدة)، حيث لم تُفرِّق العربية الفصحى بين حرف ال(س) و حرف ال(ص) مثلما ورد في الآية القرآنية {* لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ *}(سورة الغاشية، آية ٢٢)، ومنه فإن عبارة "صَدَقَ وَعدَه ونَسرَ عَبده" الواردة في نصوص البيان الفرعونية الأصل (الصُّحُف الأولى، صُحُف إبراهيم و موسى، أصل الكثير من سور القرآن) تعني أنّ الإله الأكبر الله/ اللة/ اللات (هو إله خُنثى نتيجة اجتماع صفتي الأنوثة والذكورة في كيان إلهي واحد: لله الكمال وحده) قتل أو قتلت ابنه أو ابنها محمد/ علي/ موسى/ المسيح عيسى بن مريم وضحّى/ ضحّت به ليلة عيد الأضحى وقطع أو قطعت رأسه (ومنها تهليلات "الله أكبر" و"تكبير" وعبارة "جيناكم بالذبح" التي يتفاخر بها المُسلمون دون أن يعرفوا أصولها في الأسطورة المصرية الفرعونية القديمة) ثم أعادته للحياة/ بعثه حياً في اليوم الثالث لموته ومنها عبارات "الوعد الصادق" أو "صَدَقَ وعده" و "المسيح قام؛ حقاً قام" و "الصقر حور عاش/ عاش حور أو عاش حر أو عاشور أي آشور ومنه تسمية الآشوريين بشكلها الصحيح هي العاشوريين أتباع الإله عاشور أو عاش حُر أو عاش حور/ عاش وطار/ عاش-تار/ عشتار"!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زفة الأيقونة بالزغاريد.. أقباط مصر يحتفلون بقداس عيد القيامة


.. عظة الأحد - القس باسيليوس جرجس: شفاعة المسيح شفاعة كفارية




.. عظة الأحد - القس باسيليوس جرجس: المسيح متواجد معنا في كل مكا


.. بدايات ونهايات حضارات وادي الرافدين




.. شاهد: المسيحيون الأرثوذوكس يحتفلون بـ-سبت النور- في روسيا