الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
النجف ليست مقبرة،بل دار الشعر والسلام
سعد محمد مهدي غلام
2022 / 9 / 6دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
هذه التي في ظهر "الكوفة" لها قرين هو ظهر "الحيرة" في التاريخ تقع في الصحراء على تلعة من مرتفع أكسبها الاسم أو من الإقامة في مكان معين أو ما يبنى على أرض معينة، دفن فيها الخليفة الرابع الراشدي بطل الإسلام "الإمام علي( ع)". والروايات تقول: بوصية منه طلب أن لا يعلم ضريحه وأن بعض أصحابه يعرف المكان بين ثلاث ذكوات تحيطه أجمات وأن "هارون الرشيد" بقصد أو خلال رحلة صيد تعرض إلى موقف فإستعلم عن الموقع فقيل له إنه قبر" الإمام علي (ع)" فأصلحه وعمره ولم يكن حينها إلا بضعة قبور أو البعض يقول: إنْ ليس هناك ولا قبر. في زمن "بني بويه" لما كان السلطان منهم هم من عمر المكان وشيد الضريح وأحاطه بسور ودفع الأموال ليتخذ مكان دفن بل قدموا الهبات ليعمر ويسكن وتطور حتى صار حاضرة ومكانًا معلمًا على الخريطة. تجمع فيها المحب والدارس ولا ننسى أنها قرب أكبر مدرسة في الفقه واللغة وأول عاصمة للمسلمين بعد المدينة وهي "الكوفان". تعاظم أمر "النجف" وحتى عندما هدم القبر مع غيره من قبور"أولاد علي (ع)" أيام "المتوكل العباسي". إعيد تعمير الضريح والمشهد وتمسك الناس "بالنجف" حاضرة "شيعة علي". غدت النجف من مراكز العلم وحاضنة الحوزة ثم نازعتها "الحلة" أيام المحقق الحلي" ولكنهاسرعان ماعادت لمكانتها بعيدوفاته. نازعت "كربلاء" "النجف" مكانتها العلمية ولكن لم يستمر الأمر إلا بعض الوقت ثم استقر الحال "للنجف" واقرت لها الزعامة الروحية والعلمية. أغلب ناسها من المحيط والنواحي والصحراء .من النواحي جاء "بني أسد" من وسط "الأهوار" ومن "الشامية" و"العباسيات" ومن الصحراء الأعم كان يمر بها أفخاذ من قبيلة "عنزة" التي تجوب الصحراء بين الدليم والحجاز ونجد والعراق ومن النجف تلك الأفخاذ والحمائل تمتار وتكتار ومنهم من آثر الإستقرار وقطن في المدينة. وفيها من الفرس عوائل وخصوصًا بعد زيارة "نادر شاه" "للنجف :في عام1743وكان له مآرب: فهو من عائلة سنية تسيطر على عرش إمبراطوري شيعي في جوهر لبه يشكل الفرس مادته. وطرح "بشنجي مذهب" أي المذهب الخامس وعمل لإقناع الأتراك للإقرار بذلك بذريعة طي الخلافات. قام الشاه بزيارة "النجف"وجمع المراجع وعلماء الدين وزع الأعطيات والهبات الكثيرة ثم عمد إلى الترهيب والترغيب في طلب إقرار المذهب الخامس ولم يبارح "النجف" إلا و نال ما طلب . من "بهرة" "الهنود" الكثير في "النجف" تناسبوا وتداخلوا واختلطوا وتناسلوا فذهبت عنهم هويتهم الأصلية وحتى لكنتهم أصبحت مشهدية. أرض الغري مدينة النجف: سميت كذلك لإرتفاعها وكانت تعاني العطش حتى أقيمت لها في العشرينات إسالة ماء وكانت الناس تحفر الأبار على عمق أربعين مترا ،وجميع الآبار ماءها آجاج رغم اختراق طبقاتها التسع الأولى وتبلغ الأرض الصلبة التي ترتفع عن سطح البحر خمسةوعشرين متراأي؛ إنها تصل إلى الطبقة العاشرةمن التكوين "الطبوغرافي "للمدينة .تحفر" البلاليع "لتصريف المياه مع ماء المطر.غرب المدينةمنخفض عظيم من الطائرة تراه كالكمثرى يصل أطراف "النجف" "بالحيرة" و"أبو صخير"-"المناذرة" وهو ما أتخذ لمد فرع من نهر الفرات لإيصال الماء للمدينة العطشى. وصل مرات وفي كثير من المرات اندثر وقام "شاهات" إيران و"الأصفي" المحسن "الهندي"- بعد إن طلب منه الكبير حينها "صاحب الجواهر" جد "الجواهري" الشاعر -وبعد لأي ومحاولات رافقها الجهد والنصب تكلل العمل بإيصال فرع من "الهندية" ثم "المكرية" ونهر "الطهمازية" في أطراف "بابل""الحلة". المهم أنَّ عادة حفر الأبار كانت سائدة ولها أهل اختصاص قسموا طبقات الأرض حتى بلوغ منطقة صخرية تسمى "الطاق" و"السن" وتختلف الأبار في الغايات والطبقة التى تصلها وهناك نوع أمر بحفره "الشاه عباس" وكل قرين له يدعى بالبئر "الشاهية". كما لكل دار سرداب وهي عمومًا في الغالب أربعة أنواع السرداب الأرضي بعمق ستة أمتار ونصف السن وهي المنطقة يحفر في الطبقة الأولى والثانية بعمق يكون بحوالي أحد عشرمترا التى تفصله عن القعر الصخري حيث طبقة "الهصهاص". و"السن" يصل إلى "سن القرص" أكثرمن أربعة عشر مترا.ثم وهو قليل العمل به سرداب "سن الطار" أي يبلغ الزغل مخترقا سن الطار وهوأكثر من ثمانيةعشر مترا، ومن يمتهن الحفر أناس يتوارثونها مهنة. للسرداب والأبار والبلاليع أثر وتأثير في الروح النجفية. طبقات أرض "النجف" كما يذكر الحاج "عبد المحسن شلاش" في كتيب صغير إسمه "آبار النجف ومجاريها"هي عشرة 1/انقاض المباني2/الرمل والكلس3/ رمال متماسكة تسمى الهصهاص4/طبقة صلبة تسمى سن القرص 5/رمال متحجرة رأس الطار 6 /رمال ممزوجة تسمى الزغل7/ رمال شفافة 8/رمال زرقاء تسمى الثماد9/من الطين 10/الأرض الصلبة التي فوق مستوى المنخفض المسمى البحر بحوالي أحد عشر مترأوعلى سطح الطبقة العاشرة يتم حفر المجاري بين بئر وبئر في بعض البيوتات وهي التي تستخدم للتنقل والغارة والاختباء أيام زمان. والتي كان لها استخدامات تصل للآساطير بالتنقل عند المواجهات مع بعضهم البعض وعند مداهمة عدو خارجي وغالب الأبار رغم الإجراءات فيها ماء التصريف وقد اقْترح البعض بناء سد لأن غالبها تؤدي إلى مجاري مشتركة فشح فيها الماء فمجراها العام يصب في المنخفض فردم بالإسمنت ،ولكن ظهرت المياه الجوفية فتقرر هدم السد وهو ما يسمى بالثلمة و لم تجدي فتيلا. الكثير من النجفيين اتخذوا السرداب مدفنا لذوييهم وملاذًا أمنًا أيام الشدائد وبذات الوقت هو مأوى في أيام القيظ وخصوصًا ساعات الظهر اللفحة -أكثر من المساء حيث النوم على السطح بعد رش الماء على الفرش -. السرداب أحد وسائل الحماية من جور الطبيعة الصحراوية اجوائها القاسية . كانت تتعرض" النجف" لهجمات من الأعراب والأغراب حيث ظهر المدينة مكشوف على البادية الواسعة ولذلك سورت "النجف" قبل أن تتوسع ويهد السور وتخرج دورها خارجه وهي اليوم أضعاف الأضعاف عما كانت عليه قبل عقود ليست بالبعيدة .تعرضت "النجف" إلى هجمات من أهل الأيقونات عدة مرات ورغم تمكنهم من "كربلاء" لم يفلحوا مع "النجف" التي كانت فيها مجموعة من الحراس من أهل المحلات تم تعينهم أيام الغزوات الوهابيةتحت إشراف وجهاء وإعلام المدينة وفيهم العديد من ابناءالقبائل المحيطة بها. وكانت "بغداد" ترسل معونات عسكرية كثيرًا ما ساعدت في دعم "النجف " . أكثر أموال المدينة من هبات الأخيار وبعضها من هبات الشاهات وأقرباء "الآغا" زعيم "بهرة الهند" وهي محفوظة في أماكن لايصلها أحد وفيها عوائل سميت على مهنة أو لقب يلحق بأسرة لسبب وآخر ومنهم من على اسم كتاب يعرف بعدأن يذيع فيه يتسمى كل من يليه من الأبناء والأحفاد ككاشف الغطاء مؤلف كتاب" كشف الغطاء"والسيد "جعفر بحر العلوم" و"صاحب الجواهر" "الجواهري"..وفي "النجف" الحوزة العلمية التي منبع الفقهاء الشيعة في العالم وكانت فيها الرابطة الأدبية التي ظهر منها الشعراء الكبار "الشرقي" و"الشبيبي" و"الجواهري" و"جمال الدين" والشعراء الكبار المعاصرون ….إلخ وكان لرجلنا وهو من "آل عنوز" من قبيلة عنزة القبيلة العربية المشهور التي كانت تقطن الجزيرة العربية ومنهم ملوك "السعودية" وبعض أمراء الخليج وعشيرة "آل عنوز" حجازية النشأة وتنتشر في بلدان الخليج واليمن وسوريا …ومنهم النابه العلامة الشيخ" علي رفيش آل عنوز" وهو مجتهد ومن علماء عصره المشهورين في أواخر القرن التاسع عشر وكذلك العلامة الشاعر"محمد عنوز" وهي عشيرة اشتغلت في باديء الأمر في سدنة الإمام علي وكانت مسؤولة عن إنارة المدينة آنذاك. وهي من أقدم العشائر التي سكنت "النجف"( حتى قيل ،إن أول من سكن "النجف" "آل عنوز" و"آل الطريحي" الأسدية) ونبغ من هذه العشيرة رجال علماء أفذاذ ورجال دولة وشعراء وأدباء ومحامون وأطباء ومهندسون وأساتذة جامعات وتجار...
عن "النجف" كشف الكثير وذكرها الكثير "لونكريك" في القرون الأربعة و"إيرلاند" في دراسة عن تاريخ العراق السياسي وكل من أرخ و كتب من الكبار تناولها ومن الكتب "حاضر النجف وماضيها" للعلامة الشيخ "جعفر آل محبوبة" وهو حجة في الأدلة من أيام" آل بويه" وكتاب "ثورة النجف ""لحسن الأسدي" وماجاء في مذكرات "مس بيل" والبرقيات المتبادلة بين حكام العراق وحكوماتهم في "لندن" أو"الهند". الكثير من هذه العائلة "العنوزية"سلك طريق الدين وتواصل معه ولبس العمامة ومنهم من كان المحقق والشاعر والمدرس في الحوزة ومن سلك درب العلمانية."شﻻل عنوز" من الذين انتهجوا طريق العلم التقليدي وله أخوة في مواقع في هذا السبيل دخل العلوم في "المستنصرية" ولم يكمل تعليمه ثم ألتحق بخدمة العلم وبعدها كان له وظيفته في وزارة الثقافة حتى تقاعد عام 1990. مارس الشعر ذلك ليس بالغريب لمن تخرج في ثانوية "النجف" و من مشارب عائلة نابهة. فيكاد لايوجد بيت في النجف لا يتوفر على شاعر ولكن من العمود والنظم أولا و لم يصبحوا من النابهين لبقاءهم في "النجف" كنا يقول الحواهري.
كل الممارسات الاحتماعية والطقسية والشاعر تبدأ بالشعر وتختتم بالشعر وحيث أنَّ ما يسمى الرادود وهو الذي يقرأ في المواكب الحسينية يقرأ القصائد الموزونة. إنَّ بعضهم له خروج عن البحور المتعارف عليها. للنظام وجه نافع وآخر عكسه فالتعود على المنبر والمنصة تبصم الحرف بوسم يصعب التخلي عنه ولايكتب للمقتفي التقدم ولا نقصد الغرض الشعري فهذا "الشريف الرضي" الأخ لنقيب "آل علي" في بغداد يكتب في النسيب بل تعد من بين الأجمل وهي يا "ظبية البان" الذي يقول فيها:
يا ظَبيَةَ البانِ تَرعى في خَمائِلِهِ
لِيَهنَكِ اليَومَ أَنَّ القَلبَ مَرعاكِ
الماءُ عِندَكِ مَبذولٌ لِشارِبِهِ
وَلَيسَ يُرويكِ إِلّا مَدمَعي الباكي
سَهمٌ أَصابَ وَراميهِ بِذي سَلَمٍ
مَن بِالعِراقِ لَقَد أَبعَدتِ مَرماكِ
ويقول "محمد سعيد الحبوبي":
وبيَ يا ساقي الطّلا إبدأ أوَّلاً
وبي أختم دورها من قرقف
ألبستْ خدَّيك منها شعلاً
تسلبُ الليل رداء السدفِ
خمرة فاح شذاها بعدما
فضح الأرجاء بل أرَّجَها
ويقول "الجواهري"
لا تأسَ إنْ غفل النديمُ فلم يُدرِ
كأساً فعند جفونه تَعويضه
إيهٍ نديمي قد جمعتَ لناظري
أمرين كلُّ لا يَبين غموضه
أمواجَ خدّك والتوقّدُ ضدُّها
ومُذابَ خمرِك واللهيبُ نقيضه
نفحات وأريج الأصالة تقول :إنَّ "النجف"أنْ تكتب عنها غير ما تراها وأنْ تراها غير ما تعيش فيها. إنها جامعة العلم لعدد المدارس والجامعات الحوزوية إضافة للرسمية ومنها جامعة "الكوفة" اليوم. ومنتدى متناقضات حتى رابطتها العريقة فيهاومن كل المشارب وفيها يتجاذب الجميع الحوار بأرقى ما يكون الحوار ، ومن المكن أنْ يكون الأسلوب التعليمي للمدراس الدينية قد ترك بصمة على التعليم العام، فطريقة التدريس الحوزوي لا شبيه لها إلا في بعض المراكز العلمية المتقدمة حيث الكتاب المفتوح والسؤال والجواب وحض الطالب على البحث ودرس الأصول والفلسفة. هناك حقا أول الدين معرفته عمومًا خصوصية النجف لا تقارن بسواها وكما يقول "د. محمد جواد مغنية" في كتابه "مع علماء النجف" ""جامعة "النجف" بأمس الحاجة إلى من يعرف بها، إنها مجهولة بتاثيرها واعمالها، كما هي مجهولة بكنهها وحقيقتها. حتى الكثير من الذين يزعمون معرفة النجف لايعرفونها إلا بالاسم والمكان، وحتى الذين تخرجوا منها وحملوا شهاداتهم لا يعرفون إلا وجهين من وجوهها الكثيرة المتنوعةلأنهم يجهلون غيرها من الجامعات. وبديهي أنَّ معرفة الشئ لاتتم إلا بعد أنْ تقارنه بنظائره ونقائضه واعترف إني قبل أنْ أكتب الفقه على مذاهب السنة والشيعة لم تكن معرفتي به من ناحية القوة والضعف كما هي الآن."". للبلوغ إلى حقيقة الأمر ولا يسمح بقبلية التقريري مما يؤسفنا أنَّ البعض يضع العمامة لأمر يبتغيه غير العلم ومثل ذلك لن يدرك مدارات البحث ونقاء العلم وخلوص النوايا والصدق في تحصيل الحقيقة. فيها انقسمت المحلات السكنية بين "الزكرت" و"الشمرت" أيام "الشيخ كاشف الغطاء" "الشيخ جعفرالكبير" و"محمود الرحباوي" الإيراني الأصل الذي إبتنى الرحبة وإتخذ لنفسه قصرا منيفا وحدث له خلاف مع "الشيخ جعفر" وكان النافذ حينها وأرسل له الوفود لرفضة الانْصياع والإبلاغ عن مرور"آل عبد الوهاب" به وهم يمترون ويستقرون في الرحبة خلال هجماتهم، وحجب الثروة عن شقيقتيه وعدم تزويجهن …. المهم ،أنَّ وفدًا أرسل له وقد رفض استقبال الوفد فتوزعوا دور المدينة وفي الصباح وجد مقتولا. أتهم به هذا ذاك وذاك هذا وعند وشيعه انقسم الناس إلى طائفتين وأصبحت المحلات مقسمة وكذلك العوائل واستغلت الحال في تولي منصب البلدية على حساب ذاك وهذا. ومن المحلات القديمة "الحويش" و"العماره". ويحدث كباش حد القتل، الكباش من هنا أو هنا توظفه السلطات في تعيين القائم بالبلدية مرة من "الزكرت" ومرة من الشمرة لتقوم المنازعات. وكذلك الحال أيام المراسيم فالحماسة والتقرب وأياد خفية تؤدي في آحايين كثيرة إلى صدامات دامية كما أنَّ اختلاف الاجتهاد وتنوع المراجع، فإن أهل التقليد يوقع بينهم فلكل مرجع أتْباعًا وممثلين عنه ومشايعيه . كما أنَّ ما حدث أيام المرجع "الخرساني" مع الميرزه" محمدكاظم اليزدي" الذي يقال: إنَّ دعمًا تلقاه ليكون في موقعه في زعامة المرجعية -ظهور ما يسمى بجماعة "الحفيز" من "أوفيس" وهوالمكتب والمقصود الذي أقرب للسفارة البريطانية -العليا الأول ضد الشاه والسلطان والإنكليز ويوجب بفتواه الدفاع وأنْ بالسلاح ومع العديد من المراجع وقوات عشائرية لمواجهة المحتل في حين الأخر كان ضد الأتراك وفي أزمة الدستور انقسمت "النجف" إلى مشروطية وهم من لايقبلون بحكم دون الدستور و الاستفتاء و المستبدة من تمنح الشاه والسلطان كل السلطات وتعتبر الدستور بدعة. والأغلبية مع المرجع الأول الذي مات وهو يحضر لجمع الحشد ومهاجمة الشاه في عقر داره. وكانت وفاته مشكوك بها ومحط للريبة من حيث المواقف والتوقيت ودور الشاه وبريطانيا وأطراف من الداخل تركت تلك الإنقسامات الآثار. من ينكر ليس ممن درس علوم المجتمعات والنفس والتاريخ نحن نجد ذلك ليس من البعيد أنْ تترسب في نفوس الناس وقد يظن البعض أن النجف مدينة كما هي جامعة للعلم يعني ؛إنها من اللون الواحد من الدين لأنها من طائفة واحدة وغالبها المطلق من العرب الأقحاح والخلاف مقصورًا على أهل الدار هو من الواهمين. من "النجف" كان زعيم "الحزب الشيوعي العراقي"" سلام عادل" ومنها رموز للحركة القومية ك "الحبوبي" الوزير و"عبد الآله النصراوي" أمين عام "الحركة العربية" وهو من أوائل القوميين العرب قبل أنْ ينشق عن الجسم العام للحركة القومية مع "محمد دوش" ... في "النجف" روح المدنية أكثر من كثير من مدن العراق. حيث تأثير العشائر كان لايذكر ومنه صدرت فتوى تحريم الشيوعية ومن نفس العائلة ترى هذا الأخ الماركسي المتشدد وذاك المعمم المتمسك، وهناك القومي المبرز. في هذا العالم العربي الذي يدعى مدينة "النجف" بأزقتها الضيقة قبل عقود وبحرها المنخفض الذي اليوم فيه العمران وسورها الذي أصبح أثرًا بعد عين. حيث المدينة توسعت عشرات المرات عما كانت عليه. لازال فيها السوق الكبير المسقوف يديره من يضع "الكشيدة" وهي شبه "طربوش" "دراويش" "الملامتية" ولكن أصغر. أهل "بغداد" من الأفندية والتجار يضعونه قبل أن يدخل "فيصل الأول" "السدارة" كغطاء للرأس. في "النجف" العمائم البيضاء للشيوخ من غير السادة وكان الحسيني يضع شارة على عمامته من القماش الأخضر أو على "الكشيدة" و"الحسني أو الحسيني" سوداء ثم أصبح كل من العلويين يسلك درب الدين والحوزة يضع عمامة سوداء وغالب من يضع العقال "شماغهم" مبقع بالأسود وهو لباس غالب على أهل "الفرات الأوسط". وليس "كبغداد" الكل فيها من المباح. في وسط من رمال تراها صخرية بل تدوسها تراها كذلك ثم تجد أنها من السوافي. إنْ لم تراع نفسك تطمرك الرمال. فيها من يمتهن الدفن الذي أصبح التقليد أنْ تكون "النجف" مقبرة طائفة وتعد من كبريات مقابر العالم وتقرأوتنام في السرداب قد المتكأ القبر. وأينما توجه رأسك تجد القبور في المدينة القديمة. توسعت المقبرةفي ما أخذ من قديمها الكثير للبناء مع التوسع في العمران. فيها اليوم الفنادق الراقية والمطاعم الفاخرة. في "أبي صخير" قد يجد من يبغي البعض وهي ليست ببعيدة. كل ما تعتقد موجود في "النجف" وليس فقط "الفسنجون" و"الدهين" الأول سلق الديك – بالتحديد أيام زمان بماء الرمان -و الكثير من المستلزمات المرافقة كما حال "شاي الزعفران" في عاشوراء والدهين حلواء من الدقيق والسكر والسمن الحيواني في الغالب وأضيف الجوز و"مبروش جوز الهند".
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من
.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال
.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار
.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل
.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز