الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخطر عشر كتّاب قرأت لهم/ نجيب محفوظ

داود السلمان

2022 / 9 / 6
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


نجيب محفوظ...سيّد الرواية العربية
ما قدمه لنا الأديب الكبير نجيب محفوظ، من فكر ثرّ، لهو المفخرة لكلّ الأجيال؛ نتاجًا تمثلَ بالرواية، كفن أدبي يحظى بمكانة مرموقة، في الساحة الثقافية العالمية والعربية، على حدٍ سواء.
أنطلق محفوظ بالكتابة، انطلاقة ضمير إنساني محظ، عالج فيها قضايا وجودية كثيرة، وجُلها تتعلق بالإنسان وبحقوقه وبيئته، خصوصًا الإنسان المصري، على اعتبار الرجل وُلد في ربوع هذا البلد العريق، صاحب التاريخ الموغل في القِدم. فضلاً عن الحسّ الإنساني الذي يتمتع به هذا الأديب؛ فراح يؤرخ للتاريخ المصري المعاصر، في كثير من رواياته، كـ "الحرافيش" والتي أرخ فيها حقبة مهمة من تاريخ بلاده، حقبة كانت تشكل منعطفا مهمًا في الشعب المصري؛ كذلك في ثلاثيته الرائعة "بين القصرين، والسّكرية، وزقاق المدق". ففي هذا الملحمّة وصف فيها الكاتب حال فئة كبيرة من الناس، وتحدث عن معاناتهم وهمومهم، واحوالهم المعيشية آنذاك، في جذوة من الغليان السياسي والاقتصادي وتناحر التيارات السياسية فيما بينها، ولمْ يفته ذكر أوضاعهم الاجتماعية والبيئية، بل وحتى العاطفية، (وشاهدنا ذلك عبر الشاشة العربية، حيث أغلب، أعماله مُثلت أفلامًا تلفازية وسينمائية ناجحة).
وطالما ذكرناه كمؤرخ فهو كتب بأسلوبه الأدبي الفذّ، تاريخ غير متسلسل لا تسوده الرتابة والسئم، كأسلوب المؤرخين القدامى، وليس هذا فحسب، بل كتب في أحوال بعض الانبياء، كما في روايته "عبث الأقدار" التي تحدث فيها عن حياة موسى النبي، رغم إنها لم تأخذ صداها المطلوب، كذلك في رائعته "أولاد حارتنا" والتي عدّها بعض النقّاد كأفضل عمل قدمه محفوظ، بصرف النظر عن النقد اللاذع الذي قيل في حقها.
إلى ذلك نلاحظ، دائمًا ما يسود حال قصصه ورواياته الطابع الفلسفي، وهذا ليس من الغرابة بمكان، لأنّه قد درس الفلسفة من الجامعة المصرية، وكتب مقالات كثيرة فيها قبل أن يتفرغ للأديب. لهذا خاض في جوانب كثيرة في قضاضا الفلسفة في جُل اعماله، وتعرّض إلى مدارسها، وأوضح بإيجاز، واحيانًا بإطناب، موقفه من الفلسفات القديمة والحديثة، إذ تجده يكتب عن الخير والشّر، وعن الوجودية والفلسفة الرواقية، وغير ذلك.
النجاح دائمًا ما نجده يحتاج إلى ضريبة، وأحيانا تكون الضريبة باهظة الثمن، لربّما يفقد فيها الإنسان الناجح حياته، وطالما فقدت شخصيات كثيرة ناجحة حياتها؛ وأخرى أنقذها القدر من ضربة مميتة، كالفيلسوف اسبينوزا حيث تعرض له شخصًا بطعنة خنجر، بينما كان يسير هو طريقه، فنجى من تلك الطعنة.
ولا ينكر أحد أنّ أديبنا حظيّ بنجاحات، وليس نجاحًا واحد بعينه، إذ حاربه رجال وأبغضه آخرون، ممن يصطادون بالماء العكر، بكل ما أوتوا من قوة. فعلى إثر صدور روايته "أولاد حارتنا" ولردود الأفعال المختلفة ازاءها، لا سيما، لدى الإسلامويين، وما ضربهم هذا السّرد الرائع بمقتل، حيث شكل قفزة نوعية في عالم الأدب العربي عمومًا، ولهذه القامة الكبيرة خصوصًا. فقد أخرجه الشيخ كشك من الملّة، وكذلك أصدر الشيخ عمر عبد الرحمن، فتوى بتكفيره، ودعا إلى قتله علنًا، وبالفعل طعنه بخنجر فتى مغرر به، كصاحب اسبينوزا، لكن وقّاه الله شرّ تلك الطعنة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR


.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما




.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟


.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح




.. إسرائيل تقدم ردها لمحكمة العدل الدولية على طلب جنوب إفريقيا