الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصور كبير

حمدى عبد العزيز

2022 / 9 / 7
الادب والفن


أري أن السينما المصرية الروائية ومعها الدراما التليفزيونية المصرية عبر كل تاريخهما الطويل نسبياً قد ارتكبتا اكبر واعمق إساءة في حق الهوية المصرية حين خلت أعمالها من أى موضوعات تجسد تاريخ مصر القديمة أو تتعرض لقصص الحياة الإنسانية المصرية اليومية وكفاح المصريين من أجل بناء الحياة أوالاحداث الوطنية والانتفاضات والثورات التى كانت تحفل بها مصر القديمة فى مواجهة قوى الظلم والفساد المحلية أو في مواجهة هجمات الغزاة الأجانب ..
مصر القديمة تلك التي كانت تحمل واحدة من أكبر الحضارات الإنسانية الكبري التى عرفها العالم من الآف السنين ، والتى ألهمت العالم وساهمت فى تأسيس حضاراته اللاحقة ..
شاهدنا في الأفلام الأوربية والروسية والصينية واليابانية كيف عالجت السينما تاريخ شعوبها القديم بينما المتابع للسينما والدراما المصرية عبر تاريخهما سيرى أنه كما لوكان تاريخ الإنسان والمجتمع المصري لايبدأ إلامع قدوم الحملة الفرنسية وهذا عوار شديد ونقطة تبعث على الخجل لدى كل أجهزة الثقافة التى تعاقبت مع تعاقب عهود الدولة المصرية حتي تاريخه ولدي صناع السينما والدراما ..
وعلى سبيل المثال - لاالحصر - فإن سلسلة حلقات ثورة البشموريين (أو البشامرة كما يكتبها بعض المؤرخين) المتتالية تعد واحدة من أهم ثورات وانتفاضات الشعب المصري ، ومع ذلك لايعلم عنها شيئاً سوي مجموعات محدودة من المثقفين أوالباحثين والمهتمين بالتاريخ المصري لايمكن تحديدها ولو بالإقتراب من نسبة الواحد في المائة من المصريين ..
حلقات الثورة أخذت فترات زمنية طويلة من الإنتفاضات الثورية المتعاقبة التى خاضها أجدادنا أبناء الشعب المصري ضد الإضطهاد والقهر الإجتماعي والإقتصادي والعقائدي والعنصري والإفقار والظلم والإستبداد الذي مارسته دولتا الخلافة الأموية فالعباسية ضد المصريين حينذاك ..
نزف في هذه السلسلة من الانتفاضات والثورات الالاف من اجدادنا دمائهم وارواحهم تحت سنابك خيل ولاة دولة الخلافة ومن تبقى حياً من الآلاف المشاركين فى الثورة (بعد قمعها على نحو لا يتكرر كثيراً في التاريخ من الوحشية والدموية) سيقوا مكبلين في اغلالهم إلى بغداد عاصمة دولة الخلافة حيث تم بيعهم في الأسواق كعبيد لحساب الخليفة العباسي المأمون ..
هذه الأحداث على ضخامتها ومايماثلها من احداث تاريخية هائلة قد تم اقصائها تماماً من التداول كمادة للتدريس المدرسي والتعليمي أو كمادة للتناول الدرامي (إذاعي أو تلفزيوني) أو الإنتاج السينمائي ..
وظلت برغم هذا الحجم والعمق وبالدلالات التى تفجرها فى عداد ماهو مسكوت عنه كمحاولة لطمسها وإقصائها واخفاء معالمها وإشاراتها من الذاكرة التاريخية للمصريين ..
ولكم أن تتخيلوا مثلاً أن أحداثاً متعلقة بإحدى حقب معاناة المصريين من التعصب الديني التى واكبتها أحداث مثل حريق مكتبة الأسكندرية وسحل وقتل العالمة والفيلسوفة السكندرية (هيباتيا)
هذه الأحداث إذا أردتم أن تتطلعوا عليها فى عمل درامى أوسينمائى فليس أمامكم سوي البحث عن فيلم أجنبى أخرجه مخرج أسباني تشيلي الأصل هو (ألخاندرو أمينبار) والفيلم تم انتاجه في اسبانيا تحت أسم (اجورا Agora) ..
أما نحن المصريون فمحظور علينا وعلى ابنائنا عبر مناهج التدريس في المدارس والجامعات وعبر السينما والدراما المصرية تناول الكثير من أحداث التاريخ المصري القديم الذي يشكل أسس ومكونات هويتنا المصرية تحت وطأة قهر ورقابة مؤسسات هنا وهناك تقوم بإقصاء وتحريم أى حديث لايسير فى سياق العزف المنفرد التاريخي على انغامها السياسية أو الدينية ، وحيث لايوجد تاريخ خارج تاريخها ، ولا هوية إلا فى هواها ومزاجها ورضاها ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وداعا صلاح السعدنى.. الفنانون فى صدمه وابنه يتلقى العزاء على


.. انهيار ودموع أحمد السعدني ومنى زكى ووفاء عامر فى جنازة الفنا




.. فوق السلطة 385 – ردّ إيران مسرحية أم بداية حرب؟


.. وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز




.. لحظة تشييع جنازة الفنان صلاح السعدني بحضور نجوم الفن